بكم تحلو الحياة

رداح عسكور

مَن قال: إنّ الشمس ستبقى في كمون ؟!
ستشرق الشمس يوماً بلا وجع أو ألم ، وسنحيا من جديد، وتمدّنا بدفء فيه ،ومنه إحساس جديد.
و لنعلم، ولنتعلّم أنّ الحبّ حين يفيض يصنع المعجزات.
فلا تضعف أمام قسوة الظروف ،وابحث بالعقل والمنطق عمّن صنع ماينكّد الحياة ، وسيأتيك الجواب متسربلاً ثوب الحقيقة : إنّه أنا وأنت ، والذين عميت بصائرهم ؛ نحن كلّنا اشتركنا، وشققْنا له طريقاً إلى نفوسنا ، وعبّدناه له بآلامنا وشكوانا ، وتذمّرنا فانتشى ، وطاف في كلّ مكان عن نصرٍ يضعفنا ويسيطر علينا.
فكّرْ بعقلك ، وقلبك قبل عينيك ؛ فالعين لاترى إلّا غطاء الحقيقة ، ومن واجب العقل أن يجيب قبل أن يُسأَلَ.
فالفوضى من المستحيل إلّا أن تنتج مثلها .
وتأمّل أنّ قوّة المسمار تكمن في قدرته على أن ينقل الضربة التي تنزل على رأسه إلى الخشب .
امتلك- يا صديقي، يا أخي-!
القوّة التي تؤثّر ، ولا تنظر لنفسك أنّك أفضل الناس ؛لأنّ التفكير في دائرة مغلقة يهلك التفكير ، ويسجنه ، ويجعله أسير تلك الدائرة .
وحريّ بنا أن نغرف من ثقافة ،وقيم الإنسانيّة،لنمارس ذلك في حياتنا التي لا تحلو ولا تنتصر إلّا بنفوس أبية ، لا تستسلم ، ولا تماري، وترنو دائماً إلى مكارم لا تموت ، وتحيا بين الناس بعزّ وكرامة في الحياة وبعد الرحيل .
لا تأبهي يا شمس ،وإحساسك أنّك في محنة ، تتألمين وكانون يزمجر.
تذكري – يا شمس – أنه لولاك ماكان خير كانون يغمر الأرض.
لا تستسلمي يا شمس ، مشرقك القلوب المفعمة بالحب، الفيّاضة بالودّ، والإنسانيّة.

صباحكم صباح لا يعكّره أصوات الحمقى ، صباح الطيب ، وأنتم أعواد الطيب التي تنشر عبقها دائماً، وترك أن عود الطيب يزيده الاحتراق عبقاً ينعش النفوس.