حديث النفس و دَرْءِ السُوءْ

بقلم الكاتب أحمد فقيه


إذا جلس الإنسان، أي إنسان بلغ مرحلة النضج والتفكير والتمعن، ونظر وتفكر فيما حوله، فيلفت نظره ما يدور حوله من تقاتل ودمار وسلب ونهب، وكل ذلك يجري بين بني جنسه “اٌلإنسان”، وهنا تأخذ نفسه بالتساؤل عن أسباب هذا التقاتل والدمار، ويجر التساؤل عما إذا كنا نحن بنو الإنسان وُجدنا في هذه الدنيا، فقط ليقتل بعضنا بعضًا.. وبهذا يكون كل منا إما قاتلًا أو مقتولًا، فإن لم يكن اليوم فغدًا، وهكذا؟!!
ومما لا شك فيه أن في هذه الحالات، لا بد أن يكون هناك ظالم ومظلوم. والمظلوم هو من أعتُديَ عليه وأجبر على الدفاع عن نفسه وعن أرضه وأولاده، أما الظالم المعتدي فما الذي أجبره على القيام بالأعمال الإجرامية مثل هكذا أعمال، والمفروض أنه قد تخطى مرحلة التوحش والهمجية، وأصبح إنسانًا تقوده الروح الإنسانية إلى طريق السلام والمحبة والتعاون مع أخوانه بنى جنسه.
وتعود النفس البرئية المثخنة بالجراح والآلام، فتدعوه إلى التأمل فيما خلق الله تعالى له ولغيره في هذا الكون الفسيح، فيرى عندها من عطاءاته وكرمه ما لا يحده بصر ولا خيال، وكل ذلك من أجل الإنسان وباقي خلقه – سبحانه وتعالى-.
وكان الأوجب على الإنسان العاقل الذي منحه الله هذا العقل المميز عن باقي مخلوقاته، أن يحمد الله ويشكره على نعمه وعطاءاته، وليس أن يعتدي على إخوانه ممن خلق الله سبحانه وتعالى.
وبعد كل هذا يجب علينا جميعًا أن نحمد الله ونشكره على كرمه وعطاءاته، إننا جميعًا من خلق الله وتدبيره.
ومن هنا على الأقل يجب أن ننظر إلى بعضنا نظرة حب وتقدير، وذلك تقديرًا لخالقنا جميعًا..
وترى النفس البريئة أن هذا أقل ما يجب عمله، علمًا بأن الله جلّ وعلا، بعد أن أوجدنا وأوجد لنا كل ما نحتاج إليه من متطلبات الحياة، أرسل لنا رسلًا ليهدونا سواء السبيل. ويدعونا إلى التعاون والمحبة والتآلف والتزاور والتسامح والتشاور في كل أمر يهم الجميع.

والله نسأل المزيد من الهداية وأن يبعدنا جميعًا عن “النفس الأمارة بالسؤ” وأن نتعظ بكلام سيد الحكماء وأمير البلغاء الإمام علي (ع) الذي يقول:
“الإنسان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”، وهذا يعني أن الإنسان، أي إنسان، هو أخ لك، فإن لم يكن في العقيدة ، فبالمنشأ”.
وإني أتوجه بكثير من الشكر والمحبة إلى كل من ينظر..

  • إلى الحياة الدنيا نظرة زوال، ويقنع بما يسّر الله له تعالى.
  • إلى كل من لا يفرق بين أبيض وأسود أو شرقي أو غربي.
  • إلى كل من يعمل على إطفاء نيران تكان تشتعل وتأخذ بطريقها الأخضر واليابس.
  • إلى كل من يعمل على زرع المحبة والوئام والوفاق بين جميع البشر من أي منعطف أو من أية طائفة كانوا.
  • إلى كل من تأصلت في كيانه الروح الإنسانية التي تتميز بسلوكها ونظرتها للحياة عن باقي الكائنات، ومنها أطلق على الكائن من البشر إسم “إنسان”. وهذه الصفة يجب المحافظة عليها سلوكيًا، وليس إسمًا فقط.
    هؤلاء من يحملون تلك الصفات وهم من يعّول عليهم في درء السوء ونشر المحبة والسلام بين بنى الإنسان.
    وفقنا الله جميعًا للوصول إلى هذه الغاية.

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …