كلمة “باطل” يرادبها حق !!!

حسين السيد عباس ابو الحسن

من المعيب جدا أن يتناسى من بيدهم الطول والحول أنهم هم المسؤولون عن الوضع المأساوي الذي أوصلوا لبنان اليه منذ توليهم السلطة أي منذ ثلاثين سنة ، كما يحاولون جهد حيلهم وأباطيلهم أن يوهموا الشعب اللبناني بأن حل الأزمة الاقتصادية والمالية يكمن في الإستقراض أو الإستدانة من البنك الدولي أو بعض الدول المتباكية علينا ، وكأنهم لم يكتفوا بما ضيعوه أو سرقوه أو أهدروه من مال خزينة الشعب ومن أموال الإستدانات السابقة وأموال المودعين بل يستعدون ليلهفوا ما يمكن أن يتصدق علينا بعض الحكومات العربية وما يمكن أن يقدمه البنك الدولي من أموال مريبة !!

والسؤال يوجه الآن الى جميع المنتفضين والأحرار المستقلين والمستفيقين حديثا ممن كانوا في قفص الأحزاب السلطوية وقياداتها :

لماذا نسيتم أو تناسيتم عن المطالبة بإستعادة الأموال المنهوبة ؟
ولماذا نسيتم أو تناسيتم المطالبة بإستعادة الأملاك البحرية والبرية المغتصبة ؟
ولماذا نسيتم أو تناسيتم المطالبة بجميع الحقوف التي طالبتم بها خلال إنتفاضتكم وحراككم ؟
فكيف يقبل إستدانةجديدة من البنك الدولي الماسوني بدلا من إستعادة الأموال المنهوبة ؟
وكيف يقبل الإستدانة من المجاهيل بدلا من إعادة أموال البنوك المهربة الى الخارج ؟
وكيف يقبل الإستدانة من المجهولين ( المفخخين ) بدلا من إدانة لصوص الهيكل ومصاصي دماء الشعب ؟
وهل من المعقول أن تتم الإستدانة في ظل بقاء لصوص الهيكل في مواقعهم ولا يخاف من أن تتم سرقة مايمكن أن يستدان باسم تنفيذ مشاريع وهمية او إعادة هيكلة الإقتصاد أو ما يسمى ببدعة ترشيد الإنفاق ؟

لبنان ليس مفلسا أبدا بل هو منهوب فعلا من فئة لم تعترف حتى الآن عن مسؤوليتها عماوصل اليه الحال المأساوي .. وبكل وقاحة تعمد.لإيهام الناس بأن الحل لإنتشال لبنان من محنته هوقائم فقط في ما يمكن أن يؤمنه لنا البنك الدولي ضمن شروط سياسية ملغومة وبما يمكن أن يتصدق علينا بعض المتباكين على لبنان إقليميا ودوليا … وبحجة أن الأموال التي ستتدفق على لبنان سيتم إيفاؤه من ثمن النفط والغاز اللذين سيستخرجان مستقبلا !!!!

والسؤال نطرحه أيضا على الجميع :
هل يمكن الوثوق مجددا بالسلطة القائمة لتؤتمن على اموال الموارد الطبيعية المستخرجة ؟ كلا وألف كلا ….
يريدون أن يجعلوا من أباطيلهم حقائق منشودة !!! أجل … يريدون أن يحولوا الباطل الى حق بالتهويل على الناس في أنه إن لم يتم إحضار المال من المصادر التي ذكرت فإن لبنان سينهار كليا ولن تقوم له قائمة !!!!!

نقول للجميع : لبنان ليس بحاجة الى دولار واحد من الخارج … وكل ما يحتاجه هو تنفيذ ما يلي :
— إعادة الأموال المهربة من قبل المصارف لتشغيلها في لبنان والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات وحسب بعض المصادر المختصة فإنها تقدر بأكثر من مائة مليار دولار . وهذا بحد ذاته سيعيد الثقة بالعملة الوطنية وسيهزم الدولار شر هزيمة .
— إستعادة أموال السياسيين المتورطين والمقاولين والتجار وأصحاب الشركات المتعددة التي هربتها بغير وجه حق .
— تفعيل عمل القضاء ليكشف حقيقة من أهدر أو سرق أو ضيع وتغريمهم بإستعادة الأموال ومصادرة ممتلكاتهم لصالح الخزينة العامة وزجهم في السجون .
— إعادة ترشيد نفقات المال العام بما يلي :
— إلغاء تقاعد الهيئات السياسية ( رؤساء ونواب ) .
— إلغاء المعونات التي تقدم للجمعيات كافة عدا تلك المتعلقة بالرعاية الصحية والاجتماعية الضرورية .
— تحديد مخصص أو راتب أي موظف في القطاع العام دون مخصص رئيس الجمهور ية . إذ من غير المقبول أن يكون راتب مدير عام أوجيرو أكثر من أربعة أضعاف مخصص رئيس الجمهورية وكذلك مدراء طيران الشرق الأوسط والكهرباء والمصرف المركزي وما شابه ….
— حصر إستيراد المواد الأساسية بالدولة فقط.( المحروقات والأدوية والمواد الاستهلاكية والمواد الزراعية )

وهنالك الكثير من البنود التي ذكرت سابقا . وتلك المتعلقة بإعادة النظر بصرف الأموال العامة .

الأمل كل الأمل متعلق بتيار عزيمة المنتفضين المستقلين الذين لم ينخرطوا في أحزاب السلطة ولم يوالوا أي زعيم مسؤول . والأمل أيضا معقود على المستفيقين الجدد الذين تحرروا من ربقة الأحزاب وقياداتها وكذلك من المفترض أن يتحرر الباقون في القريب العاجل.

لبنان غني بطاقاته وكفاءات بنيه المتنوعة وبموارده الطبيعية وخيراته وهو ليس مفلسا وانما هو منهوب ومسروق ومصادر …. فعلى الأحرار أن يشدوا عزائمهم بعزيمة وطنية لا طائفية ولا مذهبية وأن يجهدوا لتشكيل جبهة وطنية شاملة موثوقة مستقلة عن هيمنة الأحزاب تستطيع أن تنتشل لبنان من واقعه المأساوي وتعيد اليه حياته من جديد ..

الاجابة والتجاوب ضروريان للعمل جميعا في تيار العزيمة الوطنية اللبنانية وتشكيل القيادة المرجوة الممثلة لأبناء جميع المناطق اللبنانية .

شاهد أيضاً

المرتضى من طرابلس: لبنان ليس سوى أيقونة جرح لا يكف عن نزيف ولا يتعب من صمود ولا يسعى إلا الى انتصار

رأى وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أن “التحدي الحضاري الأكبر يكمن في قدرة الإنسان …