فتاة تعمل في نزع الألغام انفجر فيها لغم يتجاهلها الإعلام ويسلط الضؤ على من لا يستحق

لا زال البعض في لبنان ينظر الى ابن الجنوب على انه مواطن من الدرجة الثانية , مع ان هذا الجنوبي قدم للبنان والعالم ادمغة كانت سببا برقيه وتطوره الحضاري من حسن كامل الصباح الى رمال رمال الى عشرات المخترعين المنتشرين في العالم , والمقيمين في الدول التي تدعي الحضارة تحت الإقامة الجبرية ! .فهم احياء ولكن بالنسبة لذويهم في عداد الأموات او المفقودين او المغيبين …

ابن الجنوب الذي ساهم في بناء لبنان وانعش اقتصاده على مرور السنين بأموال مغتربيه المنتشرين في قارات العالم لم يعط حتى الآن حقه ولم تقدم له الدولة خدماتها التي تقدمها الدول لأبنائها , ولم تهتم لأمورهم في بلاد الإغتراب فتركتهم احيانا كثيرة رهن الأقدار خاصة في البلاد التي تتعرض لمخاطر او انقلابات او اعمال عنف … هذه الأمور قد نتفهمها اليوم لضعف الدولة ولكن لم نكن نستطيع تفهمه حين كانت الدولة في اوج مجدها ونفوذها …

والإعلام الرسمي غائب عن الساحة الجنوبية اسوة ببقية المناطق اللبنانية , اما الإعلام الخاص الموجه فلغيابه اسباب واسباب ممنهجة الجزء الأكبر من منهجيته هو شيطنة فئة وابراز شيطنتها لتصبح الشيطنة قاعدة عامة وليس استثناء , وتجاهل فئة مثابرة مجاهدة مكافحة تنضح بالقيم والأخلاق والوطنية .

فتاة من سكان بلدة البازورية اضطرتها ظروفها المادية وظروف اهلها للعمل في اخطر مهنة على الإطلاق هي مهنة ( نزع الألغام ) حيث تتجسد فيها نظرية ( الخطأ الأول هو الأخير ) … هذه الفتاة عملت بشرف وبضمير وبإخلاص لتنقذ بقية الناس من خطر الألغام الصهيونية التي غرستها اسرائيل في ارضنا لتحصد اكبر عدد من الضحايا الأبرياء فكانت هي الضحية , انفجر فيها لغم افقدها اطرافا من اطرافها وافقدها نعمة البصر … وكل ما ستأخذه من تعويض بسبب العطل الدائم لن يكفيها حقها ولن يجعلها قادرة على متابعة حياتها بشكل كريم … والإعلام غائب عنها وعن قضيتها ولم يذكرها الا كخبر فيه سبق صحفي ( انفجار لغم بفتاة ) وانتهت القضية عند هذا الحد … اما ان يكلف الإعلام نفسه وخاصة الإعلام المرئي والمسوع زيارة هذه الفتاة في مكان علاجها , وزيارة اهلها وتفقدهم والوقوف على حاجاتهم وهم من الفقراء فهذا امر صعب مستصعب …

بالمقابل هذا الإعلام نراه يسلط الضؤ على اشخاص اخرين لسنا نعلم ما هو دورهم في الحياة , وما الذي قدموه للبنان واللبنانيين و للعرب و للعالم … سوى الأسفاف والبذاءة والإنحطاط الأخلاقي باسم الترفيه عن النفس والضحك بكلام خادش للحياء والآداب العامة , والدولة امامهم غائبة وكأن الإيحاءات الجنسية باتت جزءا من حياتنا المشرقية …

سلام على المقهورين المعذبين الذين يسستغلهم الإعلام ليحقق مكاسب على ظهرهم وعلى حساب كرامتهم الشخصية , فيجعلهم سخرية و يستهزء بهم بالمجان وفي احسن الأحوال ربما دريهمات من صفقات كبيرة تمول اعلامهم الرخيص سنة مقابل ساعة …

ايها المساكين المغرر بهم : انتم حلقة ضعيفة في فم الحوت , يبرزونكم ويضخمونكم ليحطمونكم لا لشخصكم انما ليحطموا سمعة عائلات ومناطق انتهاء بسمعة الوطن .

المصدر: قلم حر

شاهد أيضاً

دبوس

ا لتآكل… سميح التايه ثلاثمائة من الصواريخ البطيئة، وبضع عشرات من المُسيّرات التي لا تندرج …