نظرة إسلامية حول الإستقلال


المرجع المجدِّد السيّد محمد حسين فضل الله .
22 تشرين الثاني 1993
منذ 27 عامًا
🇱🇧_🇱🇧

أن يكون الإنسان حرّاً، أن يملك حاجاته لأن الكثيرين منّا تستعبدهم حاجاتهم فيخضعون… وأن يكون البلد حرّاً أن يملك قراره، وأن يملك البلد قراره أن يملك إرادته، وظروفه، وأن يحرّك كلّ طاقاته لكي تتفجّر من أجل مستقبل يغني إنسانيّته ويغني معناه.
أن نحتفل بمدرسة في يوم الإستقلال يفرض علينا أن نتحسّس معنى المدرسة في معنى الإستقلال، ونتحسس معنى الإستقلال في كلّ إنسانيتنا التي تبحث عمّا يُغنيها، وينمّيها ويقوّيها، ويفتح لها كلّ الآفاق التي تجعل منها روحاً تحلّق وحركة تفتح وانطلاقة من أجل حياة أفضل.
بدعة الانتداب
أيها الأحبة، عندما يخرج الأجنبي تبتدئ مسؤولية جديدة، حيث كنّا في هذا الشرق وفي هذا العالم الثالث، ننطلق من بدعة دولية تسمّى بالإنتداب، فالشعوب لدى هؤلاء المستكبرين الذي منحوا أنفسهم الموقع الفوقيّ في العالم، والبدعة التي استحدثوها في “عصبة الأمم” وبعدها “هيئة الأمم” هي الإنتداب .
نحن قاصرون لا نعرف كيف ندير أمورنا العسكرية والسياسية والأمنية والإقتصادية.. ولهذا كان القاصر يحتاج إلى وليّ، إنهم أرادوا أن يخفّفوا وقع هذه الفوقية، وهذا الإستكبار على الواقع ، قالوا : إنّ الأمم المتحدة انتدبتهم لرعاية هذا البلد ولتأهيله فإذا أثبتوا جدارتهم وبلغوا سنّ الرشد، وشهد شاهد من هنا وهناك فعند ذلك يكون الإستقلال.. لهذا كان الإستقلال في أغلب حالات العالم الثالث قرارهم، فصحيح أن هناك شهداء يسقطون ولكن المسألة كانت ترتيب مصالح الغرب في إدارة كل قضايا الإستقلال في عالم التجزئة عندما يجزّئون بلداً عن بلد وفي عالم الوحدة عندما يوحّدون بلداً مع بلد.. نحن لا نريد أن نقول إن الشعوب التي تثور ضد المستعمر المستكبر ليس لها دور في حركة الإستقلال ولكن المسألة أيها الأحبة في أغلب ما عشناه أننا كنا نعيش في قعر الإستقلال، ولا نعيش عمقه. وعندما ندرس مسألة استقلال هذا البلد فإننا نشعر أن هناك شيئاً قد يريح الذكريات ولكنه لا يفي العمق في المعنى الذي يتحرك فيه الشعب لتكون هناك إرادة مستقلّة حرّة تقرر وتنظّم وترتّب.. لهذا رتّبوا لنا كل ذلك، وأوجدوا لنا هذه الأنظمة الطائفية والإستبدادية عرفاً ثم تقدّمنا في الإستقلال فأصبحت الطائفية قانوناً. هذا التقدم والتراجع الذي يجعلك تنطفئ إلى الوراء وأنت يُخيّل إليك أنّك تتقدّم إلى الأمام.
الدول العشائرية :
كلّ قضية الواقع العربي في هذه الدول أن بريطانيا وفرنسا وشيئاً من إيطاليا في المغرب العربي، قد اجتمعوا فكنّا دولاً.. ويقول ذلك الشاعر العراقي :
لو جُمّعت لم تكُ أوطاننا دويلة
فكيف صارت دُول؟
دول على حجم أشخاص، ودول تُعطى لعائلة، ولعشيرة، ولأسرة،..
إن هذا الحديث قد لا يكون في مصلحة الزهو والعنفوان.. ولعل مشكلتنا في هذا الشرق أننا نطفو على السطح.. لأنه يفقدنا النفاذ إلى الأعماق والجذور ولهذا نتعب في الجذور، ولذلك نترك للغازي أن يبني جذورنا ونتفيّأ ظلال أغصانه دون أن نصنع جذوراً جديدة.
إن الإستقلال حين انطلق بمعناه التقليدي، كان يعني أن الناس لا بد لهم من أن يرتّبوا بلدهم على أساس حاجاتهم وتطلّعاتهم وأحلامهم وأوضاعهم ولكن اللبنانيين استحدثوا لأنفسهم في السابق من خلال حرّاس الطائفية في لبنان والتخلّف في لبنان مقدّسات لا قداسة لها، كوضع لبنان الخاص الذي قيل: “لا تمسّوه” فما هو هذا الوضع الخاص؟ إنه بلد تتنوّع فيه الطوائف، وتتنوّع فيه الحساسيات، وتتجذّر فيه الأحقاد..
أساليب الكذب
فيا أيها اللبنانيّون لا تخاطبوا بعضكم بعضاً بصراحة وموضوعية، فالكذب هو الذي يحفظ لكم لبنانكم ! إكذبوا على بعضكم، وانفتحوا على كل أساليب المجاملة مستخدمين الإستعارة والكناية والمجاز، لأنها أبلغ من التصريح الحقيقي بما في ذاتك؟! ولهذا كانت المشاكل تنمو وتفرض نفسها على أعصابنا تارة وتنساب في دمائنا أخرى وتخلق في كل عضو حيّ خليّة سرطانية، وكنّا نتحدّث عن المسكّنات، وعندما يأتي الأقوياء ليفرضوا علينا قرارهم السياسي، ليكون قرار لبنان السياسي حتى في خصوصياته الداخلية في انتخاب رئيس جمهورية أو اختيار مجلس وزراء، أو انتخاب مجلس نيابي فلبنان ينتظر الوحي.
وقد لا يؤمن اللبنانيّون بوحي الأنبياء، ولكنهم يخشعون لوحي الأقوياء!.. ويسألونك عن الوحي في كلّ انتخاب؟ ما هي إرادة الدولة العليا هنا وهناك وهنالك؟ لأن اللبنانيين ممنوعون من أن يتحدّثوا مع بعضهم بصراحة ووضوح! ومن أن يركّزوا قرارهم بقوة ؟! فهل هذا المنع نابع من أنه القضاء والقدر؟ ليس هو القضاء والقدر الذي هو الإنسان بإرادة الله في ما نظّم الكون،.. فلا تتصوّروا أننا عندما ننكب أو ننهزم أو نسقط أو نضعف أن هذا هو قضاؤنا وقدرنا الذي لا بدّ أن نسلّم فيه على قاعدة المثل القائل: “المكتوب ليس منه مهروب” فالله يكتب في علمه ما يعلم أننا نصنعه، وهو يقضي بما يعرف أننا نفعله، ونمارسه، فالله (لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم) وقد (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم) في ضعفهم، وآلامهم، وهزائمهم، وأحزانهم (بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) وشيء ما ينطبق على لبنان ما جاء في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ) فتمزّقت وتوحّلت وبدأت تتحرك بدون تخطيط أو قوة أو إرادة (فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ).
قوّة لبنان في ضعفه :
أيها الأحبة، لقد اختير لنا أن نتحدث عن مقدّسات عندنا: “قوّة لبنان في ضعفه”، “لا تتعرّضوا للدستور فهو مقدّس”، وقد قيل: غيّروا الإنجيل أو التوراة أو القرآن فلا مشكلة! لأن حسابكم مع الله ولكن إيّاكم أن تغيّروا الدستور.. فهل الدستور كان دستوراً لبنانياً أو فرنسياً؟! وتقدمت فرنسا وتحرّكت من دستور في التربية والحساب والإقتصاد وبقينا نخشع للإرادة الفرنسية في صنع المواد القانونية! حتى بعد أن “تأمركنا ” لأن الشعوب الضعيفة تختزن في اللاوعي عندها معنى العبودية للسيّد الأول، حتى لو غيّرت أسيادها، بقينا أسرى لهذه الإرادة.
إننا نعيش المشاكل المتراكمة، ولا يتغيّر الدستور. وها هي إسرائيل تنمو وتنمو وتقوى ونحن نضعف ونتلاشى ونزول لماذا؟ لأنّ علينا أن نحصل على المزيد من القوة بالمزيد من الضعف! ولأنّ قوّة لبنان في ضعفه؟ وأن نحصل على المزيد من التقدم بالمزيد من التخلّف! لأن علينا أن نبقى في النقطة الأولى التي انطلقنا منها؟! وكانت كلّ هذه التراكمات تنفذ إلى العمق! وهذه المشاكل تخلخل الجذور؟ وانطلق التساؤل: لماذا هذه الفتنة؟ وهل يمكن أن لا تكون فتنة هيّأنا لها الأرض كلّها، وزرعنا لها كلّ الأشواك، وخطّطنا فيها لكل الهزائم، وانطلقنا – والدين محبة- والدين عدل- وخير، وحركة في الإنسان ترتفع به، إنطلقنا لتكون مساجدنا وكنائسنا مدخلاً للفتنة؟! لا من خلال الدين، بل من خلال عدم الدين الذي يأخذ عنوان الدين.. ولقد كان اللبنانيون يقولون: إنّ مشكلة لبنان هو الدين؟! وقد قلنا مراراً إن مشكلة لبنان واللبنانيين هي عدم الدين ! فالكثيرون من الطائفيين من المسلمين والمسيحيين (موارنة وكاثوليك وأرثوذكس وسنة وشيعة ودروز) هم لا يؤمنون بالله، ومع ذلك فهم يحدّثونك عن مصالح الطائفة المسيحية أو الإسلامية أو عن السيد المسيح أو النبي محمد(ص)..
أين الاستقلال ؟؟؟
إنّنا لو أردنا أن ندخل إلى عمقنا فهل هناك قضية إسمها إستقلال؟ لقد خرجت الجيوش الأجنبية من بلادنا، وخرج الجيش الفرنسي من وطننا، ولكنّ الإستعمار تبدّل، ولهذا ألا تسمعون بالإستعمار الجديد؟ الذي يعطيك حريّة الحركة، ولكن في الدائرة التي يحدّدها لك.. وقد يعطيك العنفوان ولكن في القضايا التي يقرّرها لك! فاقتصادنا ينطلق على قاعدة البركة الأميركية التي ينبغي أن تأتي لتوحي إلى المواقع العربية الغنية والأوروبية لمساعدة لبنان! وعندها نسمع التصفيق والتهليل.. فما معنى ذلك؟ إن لبنان خرج من دائرة التنفّس الإصطناعي ليُعطى مجال التنفّس الطبيعي! ومن هنا أفهمونا أن اقتصادهم اقتصادنا، وأنه يجب ألاّ ننطلق لنكون واقعيين في التخطيط.. فأنتم العرب تملكون دواوين الحماسة وأشعار العنفوان، وأنتم تتحدثون في الخيال عن أمجادكم، فإيّاكم أن تخطّطوا تخطيطاً واقعياً يبدأ من نقطة الصفر حتى الواحد والإثنين.. لأنكم إذا خطّطتم من نقطة الصفر، ووقفتم أمام كل رقم يتحرّك من خلال إمكاناتكم وحاجاتكم فإنكم تستطيعون أن تصلوا إلى النتائج الكبرى، لكن فكّروا في الفضاء وليس من الضروري أن تحدّقوا بالأرض..
التعمُّق الانساني بالأرض:
لقد أبعدونا عن أن نحدّق بأرضنا، ولذلك لم يبقَ لنا في الأرض ما نزرع وأبعدونا أن نتعمّق في أرضنا فلم يبقَ في أرضنا ما نشعر به! لأنّهم يريدون لنا أن نفكّر بالمستقبل بعيداً عن الحاضر.. ونحن لا بد من أن نكون مستقبليين، ومن لا يكون مستقبلياً فلن يصنع إنسانيته، ولكن أن تنطلق في المستقبل من خلال الحاضر الذي هو أساس المستقبل.. فالأرض هي المنطلق إلى الفضاء، ولهذا بقينا في اللاّ خطّة! لأنّ الخطط ليست واقعية.. وبقينا نحدّق بالآخرين ولا نحدّق في أنفسنا، وقيل لنا إن سياستنا هي على هامش سياسة الآخرين، فمن منّا –وهذا حديث الظاهرة لا الشمولية- يسمح لنفسه أن يفكّر سياسياً بعيداً عن إرادة هذه الدولة أو تلك الدولة؟ إن بعضنا يخاف أن يضبط متلبساً أنه يفكر سياسياً، أو يتحدث عما يريد لا عما يريده الآخرون؟ فماذا تريد أميركا؟ ما هي التوازنات الأمريكية-الفرنسية في لبنان؟ ماذا تريد هذه الدولة العربية أو تلك الدولة؟ وماذا نريد نحن في لبنان؟ ويأتي الجواب: إيّاكم أن تفكّروا بذلك، لأن العقلاء من الناس يحترمون الخطوط الحمراء!؟ أليس كذلك؟ ما هي سياستنا في هذا البلد أمام الإحتلال الإسرائيلي؟
القرارات الاستهلاكية:
وإني أتحدّى بمحبّة هل للبنان سياسة مدروسة في المسألة الإسرائيلية منذ أن احتل اليهود فلسطين؟ ومنذ أن احتلّت إسرائيل جزءاً من لبنان؟ لقد فتّشت كثيراً في كلّ العهود فلم أجد أن هناك خطة لسياسة لبنانية في المسألة الإسرائيلية.. وأكاد أقول إنه لم تكن لدينا سياسة عربية أو خطّة عربية لمواجهة المسألة اليهودية الإسرائيلية. والسؤال بماذا نحرّر؟ بالمقاومة؟ تقول الحكومة اللبنانية لا نستطيع التحرير بالمقاومة؟ بالمفاوضات؟ وكيف ذلك؟ والسؤال: هل عرفتم ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟ أم أنّكم تطوفون العالم شرقاً وغرباً لتتحدثوا عن القرار الدولي “425” ؟ وهل بقي هناك في السياسة العربية الإسرائيلية شيء يُسمّى بالقرارات 242 و338 و425، إنه للإستهلاك المحلّي، لأنه ليس عندنا ما نتحدّث به مع العالم، ولذلك أصبحت لنا عروسة شعر :
ألهى بنو تغلب عن كل مكرمةٍ
قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
وقد ألهانا عن كل تخطيط القرار 425، فليس هناك شيء في هذه المرحلة أو في ما يعقبها ما اسمه القرار 425 ؟! هناك شيء اسمه معاهدة السلام، وإذا كانت المسألة متعلقة بهذا فإن إسرائيل تقول لكم: “إنّ عليكم أن تتحرّكوا على طريقة إتفاق الزواريب؟ والتجزئة: من تجزئة الحل؟ إلى إثبات جدارتكم أنكم تستطيعون أن تحموا بلدكم.. فعدة أشهر ويقف الجيش على مشارف المنطقة الحدودية وليس على مشارف الحدود اللبنانية؟! وبعدها نفكّر هل أنتم جديرون بأن تحفظوا الأمن؟ ولا بد من ترتيبات أمنية.. كعناوين واهية ضبابية كما هي كلّ عناوين إسرائيل في كلّ تاريخها.. وليس هناك شيء اسمه القرار “425” لأن أمريكا لا تفكّر بذلك، ولهذا أصبح هذا القرار شيئاً من الماضي والتاريخ.. ففي عهد الإستقلال هذا ليس هناك خطة إقتصادية بالمعنى الإقتصادي للحاجات الشعبية، أو خطة سياسية بالمعنى السياسي للتطلّعات السياسية في قضية تحرير البلد.. وربما قد لا نجد سياسة تربوية، بل هناك مشاريع متناثرة، وخطّ هنا وآخر هناك.. ويقال: إننا خرجنا من حرب ولكن كيف كنّا قبل أن ندخل في الحرب.. إن الأسلوب هو الأسلوب.. وحديثنا ليس من باب توزيع الإتهامات، أو على قاعدة أن معارض تريد تسجيل نقاط على الحكم.. بل إننا نطمح إلى أن تتساند المعارضة مع الموالاة وإلى أن ينجح الحكم في إدارة أمور شعبه.. ولكن القضية أننا عشنا بشيء من التوحّل السياسي بحيث أصبحت عقولنا تعيش الوحل اليومي في كل الإعلام الذي يحدّثك عن مشكلة بين هذا الرئيس وذلك الرئيس.. وهذا الموقع السياسي والآخر السياسي هناك، بحيث أنّك عندما تقول أيها الناس: ما هي المشكلة بيننا وبين قوى الإحتلال؟ وما هي المشكلة بيننا وبين القوى التي تريد أن تسقط إقتصادنا؟ يأتيك الجواب: إن هذه المشاكل تنتظر، ولكن مشكلة رئيس مع رئيس فهذه مشكلة باللحم الحيّ ولهذا نحتاج إلى أن نخرج منها ولتتجمّد كل المشاكل..
إنّ شرّ بليّة المشاكل ما يبكي وما يبعث على الضحك.. وشرّ البليّة
الاستهلاك السياسي
إننا نشعر بالدوّامة التي تحاول أن تجعلنا نعيش كلّ يوم استهلاكية السياسات الصغيرة واستهلاكيات القضايا الصغيرة حتى عُدنا لا نفهم القضايا الكبيرة إلا من خلال الصغيرة منها..
هل تريدون الإحتفال بالإستقلال؟ إصنعوا جيشاً يستطيع أن يحرّر البلد! إصنعوا أمناً يستطيع أن يمنع الذين يعيثون فساداً في البلد.. من كلّ مخابرات العالم الذي جعل من لبنان ساحة لكلّ حركة المخابرات الدولية والإقليمية والتي ليس لها من عمل يقوم على جمع المعلومات، بل أن تصنع الوقائع..

إصنعوا لنا جيشاً نشعر معه أنه يستطيع حمايتنا من كل القوى بحجمه وقدرته، وأن يجرّب حمايتنا في كل مكان وزمان.. ونحن نعرف أن الجيش لا قرار له في ذاته، ولكنّ الذين يصنعون القرار هم الذين يخطّطون للجيش سياسته.. والذين يخطّطون ليس في حسابهم أن يكون هناك سياسة تحرير للأرض والبلد.. فلقد تعلّمنا في لبنان أننا نحرّر لبنان من بعضنا البعض.. فالمسيحيّون يحرّرون لبنان من المسلمين.. والمسلمون يحرّرون لبنان من المسيحيين.. فعندما تكون هناك فتنة طائفية أو مذهبية بين طائفة وأخرى ومذهب ومذهب وحتى بين أهل المذهب الواحد فهناك الحريّة المطلقة ليديك في ضرب ما تشاء من أنواع القذائف والصواريخ.. لكن كيف تكون المشكلة مع إسرائيل: كُن الإنسان المهذب؟ّ والمعتدي الذي يفهم الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء ….. ؟
هل هذا هو الاستقلال ومعنى الحرية ؟
أن تتحدثوا عن لبنان الحريّة ولبنان العنفوان لبنان الذي نريد فيه بسمة للحريّة والعدالة وللمعرفة ولكلّ ما يبني لنا إنسانيتنا وبلادنا وأوطاننا ….


من محاضرة القاها المرجع الراحل السيد فضل الله في افتتاح ثانوية الامام الحسن بيروت :
(22/11/1993)
اعداد وتنسيق
د. علي رفعت مهدي


شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …