العالم الجديد…

تجتاحنا التغييرات الجذرية مخالفة لقناعاتنا وتربيتنا الأصيلة، ونسير في أغوار ملغومة دون خارطة طريق. كل خطوة نخطوها تكاد أن تكون فخاً يتربص بنا. عندما تلجم الأنفاس وتكبح الهمم نقع بين طريقين لا ثالث لهما، إما المضي قدما مع القطيع أو التغريد أسرابا في منظومة مبتكرة.

تعلمنا ونشأنا وتربينا وتغيرنا مع الزمن… تأثرنا بالمتغيرات من حولنا. اكتشفنا في هذا الزمن الرديء أن كل ما كان يقوله آباؤنا وننشده في الطوابير المدرسية الصباحية.. هو بعيد كل البعد عن واقعنا العربي اليوم. أين بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.. أين جامعة الدول العربية التي تنظر في شؤون الدول العربية وعلاقتها السياسية وحل النزاعات وتوحيد الموقف العربي.. أصبحنا نقف كأحجار الدومينو المصطفة في شكل دائري حتى يحين الوقت لإطلاق صفارة الانطلاق فنقع حجرا حجرا ودولة خلف دولة لنلقي التحية والسلام على دولة اغتصبت أرضنا وشردت أبناءنا وانتهكت حقوق ومواثيق الأمم المتحدة.
أين موقف الأمم المتحدة من توحيد قرارها حول مصير الشعوب العربية التي تسكن في وطنها وهل عادت الشعوب عربية وهل تسكن حقا أم فقط تقطن. ما عاد الأمس كاليوم.. أصبحنا في تسابق نحو اعلان السلام وتوقيع معاهداته.. أصبحنا نسير بجاذبية الغباء والتقليد لا بسياسة موحدة.. حلمنا بوطن عربي كبير وقلوب متحدة وموحدة وكبرنا.. اكتشفنا أنا كنا نائمين مغناطيسيا وانه علينا الاستيقاظ باكرا لان صفارة الانطلاق قرعت وعلينا أن نحدد خسارتنا وربحنا دون النظر لماضينا او محاولة تحقيق أحلامنا. لم يعد الوقت كاف لتحقيق الحلم فالدول العربية انتهى دورها ولم تعد جامعتها جامعة بل أضحت مؤسسة اجتماعية عالمية تنشد حقوق الإنسان فقط على وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية. بينما تحاول كل دولة تحقيق ذاتها ومصالحها وتغرد خارج السرب. ألم يأن الأوان لان نأخذ قرارنا ونحلق خارج السرب، أن نخرج من دائرة الاصطفاف الوهمي، وننسحب كي لا نقع مع احجار الدومينو المصطفة. هذه المرة لا يجب أن نمضي قدما بل المضي في سبل جديدة وأن نغرد خارج السرب.
هل ما زلنا بحاجة للجامعة العربية الوهمية المبتدعة التي أبدعت في اللاحلول وفي لا توحيد للموقف.
أ

شاهد أيضاً

وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني

غيب الموت اليوم الجمعة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما، وفق ما …