أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

الشاعر رمزي حميدان، بكالوريوس في هندسة الكهرباء من الولايات المتحدة الأميركية.


جمع إلى ممارسته الهندسة شغفه بالشعر والكتابة
“نشوة العصيان ” أول إصدار له.


حرفٌ صادق وباذخ العطاء ، يحاكي مكنونات القلب وأصول المنطق. كل قصيدة حكاية تحملك إلى عالم الشاعر الذي يروم التغيير والتجديد ممتشقًا قلم الحقيقة مغموسًا بنشوة العصيان.

الشاعر رمزي حميدان:

لا ادري إذا الشاعر يكتب للآخر أم يكتب لذاته؟!

*من الهندسة الى الشعر، كيف تقدم نفسك الى القارئ؟

الهندسة استخدام لقوى الطبيعة المُكتشفة وتطبيق لقوانين الفيزياء باستخدام علم الرياضيات في تحسين وتطوير حياة الانسان المادية . لكن العلم وبشكل خاص الفيزياء لا يقدمون اجوبة عن لماذا تتصرف قوى الطبيعة واشيائها كما تتصرف وهذا الجانب الغامض قد يكون صلة الوصل بين الهندسة والشعر.

الشعر ليس مهنة او صنعة ، الشعر بالنسية لي حالة دائمة أحياها. حالة من البحث والتساؤل والغوص …احاول جاهدا ان اتعرف الى نفسي واكتشف ذاتي اكثر فاكثر كقارئ للشعر وككاتب ايضاً. الذات الانسانية فضاء واسع صعب اكتشافها بسهولة وهذه الذات متصلة بالآخر.

  • *كم عصيانا نحتاج لتستقيم مجتمعاتنا؟ وهل يختلف عصيان الشاعر عن الفرد العادي؟

هنا أطرح سؤالًا ماذا تعني “لتستقيم مجتمعاتنا” هناك من يرى الاستقامة في العودة الى الماضي الى حياة السلف… الزمن الجميل !!

الانسان في حالة دائمة من العصيان والتمرد على الواقع لتغييره نحو الافضل والاحسن لان هدف كل انسان يجب أن يكون حياة حرة كريمة
العصيان عمل مستمر لا يتوقف لتحسين حياة الانسان المادية والروحية والانخراط في بناء المستقبل وليس العودة الى الماضي …
الشاعر قد يكون قدوة في العصيان وقد لا يكون. وهذا يعتمد على طريقة تفكيره ورؤيته للمستقبل وما الجديد الذي يقوله.

  • *هل الآخر الذي يكتب له الشاعر هو فعلا آخر؟ أم هو جزء منه ومن تكوينه؟

لا أدري اذا الشاعر يكتب للآخر أم يكتب لذاته ، برأيي لا يجب أن يكتب الشاعر على خلفية وجود آخر جاهز لقراءته منفصل عن ذاته فهذا قد يحد من حريته في الكتابة وقد ينزلق الشاعر الى كتابة ما يريد القارئ ان يقرأه لا أن يكتب ذاته وتجربته.

الآخر جزء مني وأنا جزء منه. إنها عملية تفاعل مستمرة وعندما يكتب لذاته فهو يكتب للآخر أيضًا.

  • ما هو سر شغفك بأدونيس وهل تؤيده في مقولته أن ثقافة العرب خائبة؟

أدونيس شاعر ومفكر كبير فتح نافذة في هذا الجدار المتمثل في ثقافتنا العربية والاسلامية الحالية.

أعاد قراءة الموروث وخاصة الشعر… اول ما لفتني الى قراءة ادونيس والتعرف عليه عبارته: في البدء كان المنفى وانا سعيد جدًا بذلك.

بالنسبة لما قاله عن ثقافة العرب بأنها خائبة اظنه يقصد بما وصلت اليه اليوم لأن العرب توقفوا عن إنتاج المعرفة على صعيد المؤسسات لا الافراد منذ سقوط بغداد على أيدي التتار عام 1258.

*قديماً كان الشاعر فارس قبيلته، يسطر بطولاتها بابيات شعربة ، هل هذا الزمن ما زال يعترف بالفروسية؟

هذا الزمن لا يعترف الا بالمعرفة والمعرفة قوة… العالم لا يستمع إلّا إلى الذي لديه شيء جديد يقوله يساهم به في تقدم وتطور الحضارة الانسانية…

  • *هل نحن في أزمة ثقافة أو أزمة مثقفين ؟ وهل فعلا شعوبنا تقرأ ؟ وإن كانت كذلك ألا يجب أن تتعلم من ماضيها لتحسن رسم مستقبلها؟

نحن في أزمة على جميع المستويات… نحن بحاجة أولًا إلى إعادة تعريف من هو المثقف. الثقافة طريقة حياة وأسلوب تفكير … طريقة التفكير هي التي تنتج ثقافة وخاصة طريقة تفكير المؤسسات التي في السلطة وليس الافراد. السلطة السياسة والسلطة الدينية وهناك سلطة اجتماعية تتحكم في مفاصل حياتنا… سلطة أساسها ديني… هل اليوم طريقة حياتنا وأسلوب تفكيرنا في أزمة؟!

*كيف تفاعل الشاعر رمزي حميدان مع الكارثة التي حلت ببيروت ؟ وهل تؤمن بقيامة عروس المتوسط؟

إنّها كارثة حقيقية ومأساة … لا تفاجئني الكوارث التي حلت وتحل ببلادي .. وهذا نتيجة كما قلت سابقا لطريقة تفكير مؤسسات السلطة التي همها الوحيد الحفاظ على سلطتها دون أي اعتبار للإنسان وحياته وحقوقه … وأيضًا ثقافتنا بشكل عام وغياب إنتاج المعرفة …اؤمن بقيامة الإنسان الحر … الانسان الفرد وحقوقه الكاملة خارج أي تجمع ديني وطائفي وحزبي … اؤمن بدولة القانون والمؤسسات التي تحمي حقوق الفرد وتعيد صياغة العلاقة بين الفرد والدولة وبين الفرد والفرد … بعد ذلك نستطيع ان نؤمن بقيامة عروس المتوسط …

*ما هو جديد الشاعر رمزي حميدان؟


ديوان جديد سيبصر النور قريبًا

*أترك لك الختام مع قصيدة تختارها لقراء كواليس..

لا تنصرفي بعد اليوم


إلى ابتكار الاشياء التي تثير غرائزي
لم تعد تلك الانوثة المستعادة
تغريني
وظيفة جُبِلت مع االطين والماء…
لملمي حظّكِ المسفوك
وأغرزي مخالب عينيكِ
في جسد هذا العالم المكتوب سلفاَ
مزقيه
وانثري فوق اعضائي
كل نبوءاتهِ
بدّلي تفاصيل الرحلة
في غزوات الأسفار
وأسبي من ذاكرتي
ولو لبعض الوقت
وجه الغيب
ثمَّ
سامحيه..
أعيدي خلقَ البداية
وابتكِري لغةً لنا
لا تحتمل كلّ الوجوه
وتجهل اسرار الوقت والنهايات
لغة
لا تحرّم التقاء الساكنين
لان السماء التي أسرتكِ يوما
هرمت
هرمت كثيراً
حتى النسيان

شاهد أيضاً

*قتل زوجته بطلقين نارييَن بسبب خلاف بينهما، وقطّعها بمنشارٍ كهربائي ودفـنها في حديقة المنزل وشعبة المعلومات أوقفته وضبطت سلاح الجـريمة.

  2024-04-20 صــدر عــــن المديريّـة العـامّـة لقــوى الأمــن الـدّاخلي ـ شعبة العـلاقـات العـامّـة البــــــلاغ التّالــــــي: …