انطوان زرزور يتحدث عن ضم الأقضية الأربعة من زحلة في اوتيل قادري الكبير

حوار جيهان دلول..

• 

زحلي حتى العظم.. واكب حقبات السياسة في زحلة.. فعرف أزقتها والمفارق.. تنقل بين الاعلام والاعلان فأسس شركة إعلانية ومن ثم إذاعية محلية فجريدة ليتحول إلى رجل كل المراحل..

٣ آب من سنة ١٩٢٠ التاريخ والحدث الابرز الذي شهدته مدينة زحلة وحفر في ذاكرة الزحليين..

ما هي الظروف التي أدت إلى إعلان الأقضية الأربعة من زحلة؟؟وما هو دور المطران مغبغب في ضم الأقضية الاربعة؟؟
سيخبرنا عن هذه الاحداث الناشط السياسي ،،الاعلامي،،الاجتماعي،،
السياحي،،الثقافي والرياضي أنطوان زرزور..

• 

• سنة ١٨٠٠ كانت حدود لبنان من بحيرة حمص الى بحيرة طبريا.. أتى الفرنسيون إلى مصر وقدمت لهم الاخيرة البنادق لأن انذاك كانوا لا بملكون الاسلحة الحديثة.. فاستطاع محمد علي باشا التوجه نحو فلسطين وسوريا ولبنان وحدود سوريا وصولاً الى منطقة العثمانيين. في هذه الاثناء كان لدى الانجليز مخطط بالتنسيق مع الامبراطورية النمساوية والاميراطورية الروسية لطرد المصريين واعادتهم الى مصر.. سبق وكانوا المسيحيين في المنطقة قد ساعدوا ابراهيم باشا المصري.. وهنا أتى العثمانيين للانتقام فقسموا المنطقة بين ولاية ومتصرفية،، فأخذوا الاقضية الاربعة وسهل زحلة وعزلوا المدينة عن اقضيتها وحاصروا الجبل،، وتم حريق زحلة سنة ١٨٦٠ وكانت المضايقات كثيرة ضد اللبنانيين وضد المسيحيين بشكل خاص.. وابتدأت المجاعة والفقر بتهديد المنطقة لتودي بحياة ..٢ الف شخص في جبل لبنان بسبب الحصار على املاكهم وارزاقهم،، هذه الاحداث ساهمت بالتضامن والوحدة بين اهالي زحلة من اجل استعادة الاقضية الاربع.. وكانت المجاعة التي ضربت لبنان احد الاسباب بتوسيع باب الهجرة لأهالي زحلة حيث تشردوا في انحاء العالم بحثاً عن لقمة العيش.. وبقي الزحليون يفكرون بطريقة لاسترداد املاكهم التي حرموا منها من العثمانيين الذين استولوا عليها..
• 
  زحلة التي كانت أملاكها عند سلسلة جبال لبنان الشرقية تتسع حدودها لتضم إلى المدينة بعض املاكها المنتشرة في سهل البقاع.. وكانت زحلة دائماً مدينة على الحدود بين الجبل والولاية محتفظة بما كان لها من املاك.. وهنا الدور الذي لعبه الزحليون في تلك المرحلة المطالبة بالبقاع للبنان، اتخذت طابعاً أكثر فعالية.. زحلة ترفع كتاباً إلى الاسيتانا تطالب فيها ضم الاقضية الاربعة.. كما رفعوا رسائل إلى السفارات الفرنسية والانجليزية والروسية في بيروت..

• 

• هذا الموضوع أزعج جمال باشا الذي اتى في سنة ١٩١٤ إلى زحلة واصدر قرارًا بتعيين يوسف بردويل احد رجال زحلة وكان عمره ٣٤ سنة عضواً في مجلس الادارة، ثم ما لبث أن غضب عليه عندما رأى صورة لنابوليون في صدر بيته فأمر باعتقاله ونفيه إلى أنقرة حيث مات يوسف بردويل في الطريق إلى منفاه في حلب بعد ان دس له الاتراك السم في طعامه بناء لأوامر جمال باشا.. وهنا بدأ الانتقام من الزحليين منهم ابراهيم ابو خاطر والمطران مغبغب..

• 

• منذ نيسان ١٩١٥ جعل الزحليون البقاع قضيتهم الاولى التي ميزت تاريخهم.. فكان المطران مغبغب قد ارسل عدة رسائل لفرنسا مطالباً بضم الاقضية وقدم سجلاً طويلاً من الاف التواقيع لوجهاء المنطقة.. وأجمعت الآراء الاخرى على العريضة التي قدمها مغبغب على اهمية ضم الاقضية الاربعة..
• سافر المطران مغبغب برفقة البطريرك حويك إلى مؤتمر الصلح وهناك تقدم الوفد بمذكرة في ٢٥ تشرين الاول ١٩١٩ إلى مجلس المؤتمر تطالب باستقلال لبنان الكبير.. وكان خطاب المطران المغبغب في كل لقاءاته زحلاوياً وبقاعياً بإمتياز.. كما وجه الاخير خمسة مذكرات خلال لقاءاته في باريس إلى كبار المسؤولين الفرنسيين ورئيس مؤتمر الصلح تركت جميعها انطباعاً حول مستوى الاتصالات التي اجراها..

• 

• استمر هذا الوضع حتى معركة ميسلون التي انتصر فيها الفرنسيون على جيش فيصل في تموز ١٩٢٠ فنضجت كل الاسباب المؤدية لاعلان دولة لبنان الكبير.. وقد ارادت فرنسا ان تضع حداً لتأرجح بعض آراء رجال زحلة ما بين فرنسا والامير فيصل، فعينت زحلة مركزاً لضم الأقضية الاربعة.. وكان اعلان ضم الاقضية الاربعة تمهيداً لاحتفال قصر الصنوبر للاعلان عن لبنان الكبير ثمرة جهود استمرت سنوات..
• في ٣ آب ١٩٢٠ في هذا اليوم التاريخي حضر الجنرال غورو ليعلن ضم الاقضية الاربعة من فندق القادري الكبير في زحلة عرفاناً لدورها في تأسيس الكيان..

• 

• 
  ويذكر انه تم لاحقاً ضم اقضية طرابلس وعكار حتى النهر الكبير وجبل عامل حتى الحدود مع فلسطين،
• وهكذا اكتملت حدود دولة لبنان الكبير..

حوار: جيهان دلول

•