السفير أبوسعيد لـ”كواليس”: مستقبل المفهوم التفاوضي مؤجّل.. تشكيل الحكومة مرتبطة بأجندة أميركية

أحمد موسى

*كشف مفوّض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان ومبعوث المجلس الدولي إلى جنيف السفير الدكتور هيثم ابو سعيد في حديثٍ خاص مع “كواليس”، “زيارة الوفد الأمني الأميركي إلى سوريا ليست الأولى بل الثانية في ثلاث سنوات، وتسريبها مقصود، وتهدف إلى رفع حظوظ ترامب واستثمارها انتخابياً، وما زيارة بيتر جفري إلى المنطقة الكردية من سوريا جاءت لارسال رسالة واضحة إلى دمشق بضرورة القبول بفكرة كانتون كردي في خاصرة المنطقة”، معتبراً “أن مسار المفاوضات هي رهينة تفاهم بين الطرفين، وإطلاقها لم تكن بغاية إعطاء لبنان حقوقه وانما قضمها”.

أبوسعيد


وأكد مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان ومبعوث المجلس الدولي إلى جنيف السفير الدكتور هيثم ابو سعيد في حديثه مع “كواليس”، “إنها ليست الزيارة الأولى التي يقوم بها وفد أمني أميركي إلى سوريا، وإنما هي الزيارة الثانية خلال ثلاث سنوات، ودائماً تُبطن عكس ما تعلن.
لا شك أن “الرهائن الأميركيين مهمّين” بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً بما يتمتعون من طابع أمني وعسكري، وقد تم اعتقالهم في الشمال السوري في الميادين العسكرية.


توظيف وصفقة
إن الهدف المعلن هو اخراج هؤلاء اليوم قبل الغد “لتوظيف هذا الإنجاز في الانتخابات التي بدأت طلائعها تشير إلى تقارب بين المتنافسين الرئيسيين”، والرئيس ترامب بحاجة إلى أي صفقة تُعزّز نتائجه الرقمية في الانتخابات كما فعل في قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وكل من الإمارات والبحرين والسودان.


تسريب
إن “تسريب” أمر الزيارة كان “مقصوداً” لتحفيز نتائجها من أجل “الاستثمار” الجيد من قبل الأميركيين.
نعتقد أن الجهة السورية استفادة أيضاً من هذا التسريب على المستوى المعنوي الذي “أعطى القيادة السورية مكانتها الأساسية التي جاهد بها الرئيس الراحل حافظ الأسد ونجح بذلك”.
أما الأسباب الحقيقية للزيارة فقد لا تكون إيجابية إلى حد كبير إذ الأميركيين ما زالوا يحملون مشروع الدولة الكردية وزيارة بيتر جفري إلى المنطقة الكردية من سوريا جاءت “لارسال رسالة واضحة إلى دمشق بضرورة القبول بفكرة كانتون كردي في خاصرة المنطقة”.


ابنزاز سياسي
لا دخل لقانون قيصر باجندة الزيارة الرسمية بشكل مباشر، والتفاوض شمل نوع من “الابتزاز السياسي لجهة ملف الأكراد والنفط ومسار الحكومة السورية على قضية المباحثات الدستورية الحاصلة اليوم في جنيف”.
لا يجب أن يغفل على بالنا أن “المجموعات التكفيرية في الشمال والجنوب السوري ما زالت موجودة وتأتمر مباشرة بالقيادة الأميركية ـ الإسرائيلية”.


اتفاقات تحت الطاولة
للأسف لقد تأخرنا في فهم الاتفاقيات المبرمة من تحت الطاولة بين الثلاثي الأميركي ـ الروسي والتركي ومن خلفهم إسرائيل، ولا نُفشي سرّاً إذا قلنا إن الآداء الميداني للجيش الروسي في التعاطي مع بعض القضايا الداخلية السورية غير مشجعة على الإطلاق، خصوصاً أن ما يحصل في بعض المحافظات من أداء تشجيعي للمجموعات التكفيرية وخصوصاً ما يسمى بفيلق الخامس “مُبهم ظاهرياً”.


الإنتهاكات الأميركية
لا يمكن أن تقترب هذه المسألة بهذه البساطة، خصوصاً عندما تكون الأمم المتحدة معنية في قضية سياسية شائكة تتداخل فيها خصوصيات ومصالح دول كبرى، هنا تصبح الأمم المتحدة دقيقة في التعاطي والتصريح الإعلامي في هذه القضايا، قد يتم سوء فهم الأداء لفترة، ولكن سرعان ما يتبين الخيط الأبيض من الأسود.
193
إن الأمم المتحدة لم تُفَرّط في حقوق أي دولة سيادية عضوة في الأمم المتحدة، لا بل على العكس تسعى دوماً إلى زيادة عدد الدول فيها وقد نشهد عما قريب دولة جديدة ليصبح العدد ١٩٤ بدلاً من ١٩٣ العدد الحالي للدول المنتسبة إلى الأمم المتحدة.
مصالح الكيان
السياسة الخارجية دائما تعمل على عدد من الخطوط المتوازية في المسائل السياسية ذات مصالح مشتركة مع الكيان الإسرائيلي، بحيث يبدو واضحاً وجلياً للكل هذا التناغم في الفكرة الأساسية للتحرك الدبلوماسي لها.


ترهيب وترغيب
إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى بكل ثقلها الدبلوماسي إما بالترهيب تارة وإما بالترغيب تارة أخرى أن تفرض دفتر شروطها من أجل الوصول إلى اتفاق بين إسرائيل من جهة ولبنان وسوريا من جهة ثانية.
وهنا بالمناسبة فإن إسرائيل تضع تفاهمات مع لبنان وسوريا بسلّة وباقي الدول العربية بسلة أخرى نظرا للخطر المحدق على أمنها القومي منهما.


مسار مرهون
نحن كلجنة دولية حقوقية نرى “أن مسار المفاوضات هي رهينة وتفاهم بين الطرفين”، ودائماً رأينا يكون رأي التفاهم الذي حصل بعد جولة من اللقاءات بين الطرفين المتخاصمين، ونتبنى ما اتفقوا عليه، ونرفع للجهات المختصة رأينا فيما حصل كغيرها من اللجان الدولية.


التصلب الإسرائيلي
هذا متوقع أن يتصلب جانب الكيان الإسرائيلي في المفاوضات مع لبنان لترسيم الحدود البحرية والبرية، خصوصاً بعد أن تمسك الجانب اللبناني بحقه الطبيعي والشرعي وبعد اظهار مستندات دامغة في هذا الصدد، حيث كان يعتقد الإسرائيلي أن الجيش لم يكن بحوزته معطيات حثيثة ليستند عليها.


قضم الحقوق
من هنا نرى أن الغاية من بداية “إطلاق المفاوضات لم تكن بغاية إعطاء لبنان حقوقه وانما قضمها”، وعليه فإن مستقبل المفهوم التفاوضي قد يتأجل إلى مرحلة مقبلة اذا ما استمر الإصرار على “تزييف الوقائع أو إدخال منطق آخر على طاولة المفاوضات كفكرة عقد صلح مع الجانب اللبناني”.


التفاوض اللبناني – الإسرائيلي
فكرة الإسراع في “تشكيل الحكومة مرتبطة بأجندة أميركية بمتابعة أوروبية”، وذلك لإنشغال الأميركي بالانتخابات، علّه يحرز ملف الطبيعي مع لبنان حتى يتمكن الرئيس ترامب من “الاستفادة منها على المستوى الداخلي”، إلا أننا نعتقد أن هذا الأمر بات مستحيلاً لأسباب عديدة.


الحكومة..التفاوض
فكرة تشكيل حكومة اختصاصيين في المبدأ أمر إيجابي جداً خصوصاً في الوضع الاقتصادي المتأزّم في لبنان.
لا نعتقد أن فكرة اختصاصيين في الحكومة ستكون بعيدة عن الرعاية السياسية وخوفاً من أي مغامرة قد تؤدي إلى فرط الوحدة الوطنية اذا ما جاء ضغط من مكان ما على الحكومة لأخذ إجراءات أو إلتزامات سياسية دولية

.
توجّس..تطبيع
لا بدّ من الإشارة إلى أن التوجس من قيام أي خطوة بإتجاه التطبيع مبالغ فيه بعض الشيء، حيث أن هذا الأمر مرتبط برئيس الجمهورية وفقاً للدستور اللبناني الذي أُنيط له هكذا انواع من الاتفاقية الدولية التوقيع عليها، والحكومة غير معنية بهذا الأمر إلا بعد أخذ القرار الوطني في هذا الاتجاه هذا إن حصلت.
إن الثقة كبيرة برئيس الجمهورية العماد ميشال عون المشهود له من خلال تاريخه المجيد بالوطنية والإلتزام بالمبادرة التي نادت بها الأديان لجهة الصراع العربي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

معاريف تفند رواية الجيش وتكشف إصابة إيران لمفاعل ديمونة

أوردت صحيفتا معاريف وهآرتس الإسرائيليتان -اليوم الخميس- معلومات جديدة عن الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي أطلقت …