فضل الله: *الإساءة إلى الإسلام يتغذّى من عقدة تاريخية مستحكمة

لا مخرج من هواجس الطوائف إلا بدولة المواطنة

أحمد موسى

رأى سماحة العلامة السيد علي فضل الله في درس التفسير القرآني بأنه لم تمضِ مرحلة على الكيان اللبناني منذ نشوئه إلا وكانت فيها الطوائف أو القوى الممثّلة لها تعيش المخاوف والهواجس بعضها من بعض ويعود ذلك لتركيبة النظام منذ تأسيسه على أساس طائفي معتبرا ان الحلّ الوحيد للبلد هو في قيام دولة المواطنة

النظام الريعي

وتابع السيد علي فضل الله في خلال درس التفسير القرآني، أن لا مستقبل للبلد إن لم يكن اقتصاده قائماً على الاقتصاد الإنتاجي، وليس كما في بلدنا القائم على النظام الريعي. وفي لبنان، هناك من القدرات الشبابية التي تمتلك طاقات علمية يمكن أن يكون لها دور أساسي في تطوير الاقتصاد لا سيما في مجال اقتصاد المعرفة. إضافة إلى القطاعات الإنتاجية الأخرى.. ثمّة حاجة لرؤية اقتصادية بديلة.. والحلّ المطروح لا يكون عبر الانصياع لشروط صندوق النقد الدولي، بل لا بدّ من التعامل معه وفق أسس متوازنة، فلا يكون الناس ضحية الإصلاح المقترح، وإلا فسوف نكون أمام ثورة شعبية واسعة تطيح ما تبقّى من هذا البلد.

العقدة التاريخية

وتابع: أنا لا أرى سبيلاً للخروج من حال الخوف والانكماش الداخلي إلا بإعطاء الأولوية لإنقاذ البلد من الانهيار، وذلك بتوسيع نطاق الحوار الصريح والواضح والذي من شأنه أن ينتزع الهواجس الكثيرة المزروعة في اللاوعي عند هذا الفريق أو ذاك. وأبدى سماحته الخشية من أن يكون أكثر الكلام الغربي الذي يوجّه إساءات إلى الإسلام، لا يزال يتغذّى من عقدة تاريخية مستحكمة ضد الإسلام. وتزداد حدة هذه الإساءات مع ارتكاب بعض الأفراد والجماعات لجرائم إرهابية تحت عنوان الإسلام، فيما الإسلام بريء من هذه الجرائم التي تنطلق من خلفيات خاصة وردود فعل ذاتية.
وأكد مسؤولية المرجعيات الإسلامية في تقديم خطاب إسلامي يدحض كلّ مقولات التطرّف، وينزع عن هذه الجماعات ما تدعيّه من شرعية دينية.

فرنسا

وأكد أنّ معالجة ما يسمّى مشكلة المسلمين في فرنسا أو في الغرب تتمثّل في سعي الحكومات إلى طمأنة المسلمين بأنهم ليسوا مستهدفين في خصوصياتهم وهويتهم، ومساعدتهم على الاندماج مع الحفاظ على هذه الخصوصيات التي لا نظنّ أبداً أنها تهدّد فعلاً عملية الاندماج.
ودعا سماحته إلى ضرورة التفريق بين حرية التعبير وحرية توجيه الإساءة إلى المقدّسات الإسلامية كما حدث في قضية الرسوم الكاريكاتورية التي تهاجم النبي محمد، كما أنّ الحجاب لا يجب النظر إليه من موقع أنه شعار ديني يعيق الاندماج، بل من موقع أنه واجب من الواجبات الدينية التي لا يمكن للفتاة تركها.

لحوار إسلامي _ عربي جدي

وختم سماحته كلامه: إننا بحاجة فعلاً إلى حوار صادق وجدّي إسلامي ــ غربي يبدي فيه الجميع انفتاحهم بعضهم على بعض، وأرى أنّ مثل هذا الحوار إذا انطلق من انفتاح حقيقي على المسلمين وقضاياهم ومشاكلهم، فسوف نرى أنّ الاعتدال الفكري والسياسي سيكون هو السائد في المجتمع.

شاهد أيضاً

لا غرابة فإن أراضِ فلسطين المحتلة ستتحرر، وإن تلاشت معركة #طوفان__الاقصى!!

سهيل_عثمان_سهيل فقد لقنتنا غزة وسكانها المقاوميييين لجرائم الكيااان: دروس في التمسك بالأرض والقضية المنسية، دروس …