التكهنات السياسية في أستراتيجية التطبيع /المستمر


✍️بقلم الكاتبة رنا العفيف

هرولت بعض الأنظمة العربية إلى أروقة التطبيع مع الكيان الغاصب معتقدة بأنها ستفتح لهم أبواب الأنفراج والتسريح السياسي والأقتصادي والعسكري بل وفك جميع طلاسم المعتقدات الأستراتيجية على الساحة الدولية عموما” والجبهة الإقليمية خصوصا” وملفات دولية سرية أخرى ..إلا أنني أرى عكس ذلك لأن قرائتي للأحداث اليوم هو التالي:

بأن كل من هرع إلى التطبيع مع إسرائيل بحجة الإزدراء الإقتصادي فهو قام بتوثيق تاريخي للأغتصاب الكلي والذي تم بجهود أستخباراتية عالمية بإدارة إسرائيل طبعا كمن جدد وثيقة كامب ديفيد وأوسلو ولكن بطريقة مختلفة لتتوسع دائرة النزاعات الإقليمية والجدلية على الساحة السياسية و لتستمر إبادة الشعوب وتهجيرهم دون إدانات دولية محكمة الإغلاق بصمت عربي ما من أحد قادر على اجتثاث ماتبقى من القضية دون منازع

فتوالت مراحل السياسية بقفزة نوعية واحدة تلوى الأخرى إلى أن وصلنا الى المنحدر الأخلاقي السياسي بالمفهوم الأستراتيجي العام لتستمر حملات التطبيع دون أن يدركوا معنى (التطبيع ) بالمعنى الحرفي للكلمة والتي أساسا تضرب بأكثر من أتجاه وتعني الكثير

أي أن كل من سارع لقرع باب الأحتلال سجل نقطة سوداء تاريخية ولطخت أيديهم بدماء الأبرياء التي ذهب أدراج الرياح بفعلتهم النكراء ليكونوا على موعد جديد مع الأحتلال الأغتصاب الأبادة الأجرام ,الإرهاب الإستيطان الغزوات بكل انواعها واشكالها العسكرية الميدانية السياسية الديموغرافية والأيديولوجية وحتى الجغرافية .. وطبعا” هنا أتحدث بالعمق السياسي الثلاثي الأبعاد بكافة زواياه الذي يدك العمق الدولي بما أننا نرى خلايا المجتمعات الدولية تسعى لتثبيت جذور النبتة السرطانية لماذا؟؟

لتكون إسرائيل على أهبة الأستعداد للمرحلة القادمة للألتهام ماتبقى من قضية الأمة العربية بما فيها القضية الفلسطينية بطريقة شرعية دون تعقيدات سياسية أمنية وبهذا تكون قد حققت مزاعم مصالحها بالشرق الأوسط بينما هؤلاء الذين طبعوا سيأتي يوم أسود عليهم كعبيد عند أسياد التطبيع ليزيد الذل والخنوع ذلين وعارين .

لأن إسرائيل دون أن نعترف بها قامت بأرتكاب مئات الآلاف من المجازر فكيف إذا اعترفوا بها ماذا ستفعل ؟!

إسرائيل وهيمنة الشر الأمريكي لا يسعيان للسلام بل للأحتلال والأستيطان والإستبداد وإلا لكنا رأينا حسن نواياهم تتظافر بدءا من الشأن الداخلي لهم وصولا إلى الحصار الأقتصادي الذي عصف بالكثير من الدول العربية التي تضررت بسبب جائحة كورنا دون أن تمد يد العون مكتفية بفرض العقوبات أحادية الجانب فأين حسن النوايا يا ترى ؟؟

ثانيا : لو بالفعل إسرائيل تريد السلام كانت تصرفت بطريقة دبلوماسية أكثر مع الدول التي اتفقت معها دون صفقات عسكرية ودون مقابل حتى .

إذا هناك خلل وميض مجاز به وليس عليه بالمفهوم السياسي الأستراتيجي التطبيعي ضرب أصقاع عقول المطبلين بالتطبيع والذي يحمل معه جعبة من شظايا النوايا القذرة ليأخذ منعطف سياسي خطير قد يدمر شعوب أكثر من ذي قبل بما أن هناك اتفاقيات مبرمة يدور بها بنيامين نتنياهو مع السودان والخرطوم منها بالسر ومنها بالعلن ..

وهنا بيت القصيد لنقول بأن كل ماحصل من أبادات وتهجير وسطو سياسي كانوا على علم به وبإرادتهم لطالما طبعوا دون حياء مع الكيان الغاصب ومن هنا كنا نتسأل في كل جريمة مجتمعية دولية لماذا ؟؟ هذا الصمت العربي ..! لأن هناك أطراف مخفية وقطبة سياسية غير متوقعة تسعى إلى. زعزعة أمن وأستقرار المنطقة الأستراتيجية والإقليمية لضرب بوصلة الأمة العربية (لتصبح الأمة العربية عبرية).

والله اعلم

شاهد أيضاً

مسيرات حاشدة بمحافظة إب اليمنية في جمعة معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة …

تقرير/ حميد الطاهري شهدت محافظة إب”وسط اليمن ” عصر اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة في جمعة …