حاكم “جمعية أندية الليونز الدولية” الدكتور جان كلود سعادة يتحدث إلى “كواليس”

* حملة “راجعين عالبيت”، تهدف إلى تصليح 3000 بيت، والكلفة تصل إلى مليون دولار أميركي

* الخطط والمشاريع المنفذة، من قبل جمعية أندية الليونز الدولية تعتمد الشفافية والمصداقية التامة

* ورشة إعادة الإعمار والبناء، في مناطق بيروتالمهدّمة والمتضررة تحتاج إلى دعم مالي خارجي

لم ننتظر حصول إنفجار مرفأ بيروت، حتى نعمل في هذا الوطن الموجودين فيه منذ 68 عاماً

* نقدم 1600 وجبة أكل ساخنة على مدى ثلاثة أيام في الأسبوع في مركز الخير الليونزي

جمعية أندية الليونز الدولية تهتم بمواضيع السكري، البصر، مكافحة الجوع، البيئة، وسرطان الأطفال

لا نقل أي شيء للعهد الحالي، لأنه لا علاقة لنا من قريب أو بعيد، بكل المواضيع السياسية

* “شعارنا نحن نخدم ونعمل من أجل الآخرين، تحت عنوان “الأمل والتمسك بهذا الوطن

كتب مدير التحرير: محمد خليل السباعي

قال “حاكم جمعية أندية الليونز الدولية- المنطقة 351- لبنان، الأردن، فلسطين”، الدكتور جان كلود سعادة: “إن حملة “راجعين عالبيت”، تهدف إلى تصليح 3000 بيت، وترميم إطار المنازل المتضررة، قبل حلول فصل الشتاء، وإن الكلفة المالية تصل إلى مليون دولار أميركي، وإن ورشة إعادة الإعمار والبناء، في مناطق بيروت المهدّمة والمتضررة، بفعل إنفجار 4 آب الماضي، تحتاج إلى دعم مالي خارجي، وكشف بأن الخطط والمشاريع المنفذة، من قبل “جمعية أندية الليونز الدولية” في لبنان، تعتمد الشفافية والمصداقية التامة، ولم ننتظر حصول إنفجار مرفأ بيروت، حتى نعمل في هذا الوطن، وأكد إن جمعية “أندية الليونز الدولية”، تهتم بمواضيع السكري، البصر، مكافحة الجوع، البيئة، وسرطان الأطفال، وأوضح بأنه لا نقل أي شيء للعهد الحالي، لأنه لا علاقة لنا من قريب أو بعيد، بكل المواضيع السياسية، وشعارنا الوحيد “نحن نخدم”.▪ جاء ذلك في حوار أجرته “كواليس” مع الحاكم سعادة، هنا وقائعه:

* ماذا فعلتم في حملة “راجعين عالبيت”، التي أطلقتها مؤخراً من أجل مساعدة العائلات المنكوبة، من جراء انفجار المرفأ في 4 آب الماضي؟

“بعد وقوع انفجار 4 آب الماضي، في العاصمة بيروت، أطلقنا مباشرة حملة “راجعين عالبيت”، لأن ما جرى يعتبر من أكبر عمليات التفجير، التي حصلت في تاريخ لبنان الحديث، وأدت إلى تدمير آلاف البنايات، المؤلفة من المؤسسات والشركات والبيوت والمحلات، بأضرار كاملة وجزئية، وتشريد 300 ألف مواطن من بيوتهم، باتوا بلا مأوى، وإن إنفجار الـ 2750 طن من نيترات أمونيوم، أدت إلى موت 200 شخص، وجرح أكثر من 6500 شخص، ورافق ذلك وقوع خسائر مادية هائلة، وسط أوضاع مالية ونقدية ومعيشية واجتماعية صعبة جداً، تهدد المجتمع اللبناني بالمزيد من الفقر والجوع والبطالة”.

“وعليه تم إطلاق خطة عمل ميدانية على واقع الأرض، من أجل تصليح 3000 بيت، وترميم إطار المنازل المتضررة من (أبواب وشبابيك وزجاج وألمنيوم)، قبل حلول فصل الشتاء، وإن الكلفة المالية،تصل إلى مليون دولار أميركي، وإن الهدف المباشر، إعادة تلك المنازل لتكون صالحة للسكن، وأن الأبنية التي تهدمت بشكل كلي، هي خارج نطاق حملة “راجعين عالبيت”، لأنها تحتاج إلى لجان فنية مختصة، تكشف عليها لمعرفة إذا كانت صالحة للسكن، أو للهدم بشكل كلي، وإن فرق العمل التابعة لأندية الليونز الدولية“، بدأت بالعمل في 5 آب الماضي، أي في أول يوم، بعد حصولالإنفجار المدمر، وقسم العمل إلى مجموعة فرق، ولكل فريق يوجد متعهد،يرافقهم متطوعين من شباب وصبايا، من أندية الليونز الدولية في لبنان، يتولون مهمة الكشف على البيوت، ومعرفة حجم الأضرار فيها، وذلك بالتنسيق مع لجنة الطوارئ المتقدمة، التي يشرف عليها الجيش اللبناني، وتم إعطاءنا مناطق محددة، أو مربعات مقسمة ومرقمة، ونتولى إجراء المسح الميداني، للأضرار وننتقل من منطقة إلى أخرى، ليتولى كل متعهد، أو مجموعة منهم، البدء بالأشغال المطلوبة منه، وفي نهاية الأسبوع الماضي، أنجز ترميم500 بيتاً، أصبحت صالحة للسكن، وفي كل أسبوع يرتفع العدد بمعدل 50 بيتاً،ونتوقع أن يزداد العدد، بفعل توسعةرقعة المسح الميداني، ورفع أعداد المتعهدين، العاملين على الأرض”.

البـيـوت الأثــريـــة

هل من تنسيق مع الجهات المختصة في محافظة وبلدية بيروت، ونقابة المهندسين في لبنان، من أجل حماية البيوت التراثية، التي تقع في المنطقة المتضررة؟

لم نقترب من قريب أو بعيد، إلى ملف البيوت الأثرية المهدّمة، بشكل كلي أو جزئي، والتي تستوجب التدخل السريع،من تدعيم وحماية الأسقف والترميم، لكونها مبنية من الحجر الرملي والأسقف الخشبية، وتمثل “ذاكرة بيروت المدينة”،بحسب المديرية العامة للآثار، التي تتعاون مع منظمة اليونسكو بهذا الخصوص، وهناك أبنية متضررة بشكل كلي وأخرى متصدعة، تم إخلاءها من قبل أصحابها، وإن ورشة إعادة الإعمار والبناء، في مناطق بيروت المهدّمة والمتضررة، تحتاج إلى دعم مالي خارجي”.

وأضاف سعادة: “إن العمل المباشر،يحصل في البيوت والمنازل، التي تقع في مناطق الجعيتاوي، مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي وهي أبعد من المناطق القريبة، من مكان وقوع الإنفجار في المرفأ، والعمل يحتاج إلى وجود فرق فنية هندسية، تتولى الإشراف على عملية التدعيم، والترميم وإعادة البناءوالإعمار، ووضعنا في حملة “راجعين عالبيت، عدة شروط ومعايير، منها الوضع الإجتماعي، لكل عائلة متضررة، وأن لا يكون هناك هدم في البيوت، وانطلقنا لإعادة المنازل لتكون صالحة للسكن من جديد. أما المرحلة الثانية،فتتعلق بمساعدة العائلات المنكوبة،وتولت العديد من الأندية الليونزية في لبنان هذه المهمة الإنسانية، وهناك عائلات محتاجة، تم تزويدها بالمساعدات العاجلة، وهذه الحملات الطارئة، متوازية مع حملة راجعين عالبيت”.

تابع سعادة: “هناك مساعدات عينية، قدمت من موظفي “Air France” وبلغت حوالي 15 طناً، موزعة ما بين مواد غذائية وثياب، وزّعت في مركز الخير الليونزي في سن الفيل بحسب اللوائحالمعدة، من قبل مخاتير المنطقة المنكوبة،لكونهم يعرفون أسماء العائلات المحتاجة، مع أرقام هواتفهم”.

وأضاف سعادة: “نأمل إنجاز حملة “راجعين عالبيت”، والتي تستهدف 3 آلاف بيتاً وفي المرحلة المقبلة، ولا بد أن نشارك في ترميم المدارس، التي تضررت بشكل كلي وجزئي، وقمنا بترميم مدرسة Advance، الواقعة في منطقة فرن الشباك، وتعنى بمعالجة مرضى الصرع في لبنان”.

قــبـــول ورفـــض

* ما هي المعايير المحددة من قبلكم،من أجل قبول المتعهد للعمل معكم أو رفضه؟ وهل التبرعات تصلكم من داخل لبنان فقط؟

“إن المطلوب من كل متعهد، تلبية ما نطلبه منه بأقصى سرعة ممكنة، والإلتزام الكلي بجودة العمل، وأن تكون الأسعار المقدمة منه مقبولة ومدروسة، وإن الهدف تصليح أكبر عدد ممكن من البيوتالمتضررة، وإن العمل مع الدولة اللبنانية،مرتبط فقط مع لجنة الطوارئ المتقدمةوالتي يشرف عليها الجيش اللبناني،وتقوم الفرق التابعة له، بالكشف على البيوت، التي رممّت من قبلنا”.

وأضاف سعادة: “إن المساعدات والتبرعات، التي ترد إلينا في قسم صغير منها، تأتي من الداخل اللبناني،من خلال الأندية الليونزية في لبنان والأردن وفلسطين“، التي يصل عددها إلى 116 نادياً، وهناك اتصالات مباشرة معالأندية الليونزية في الخارج، ومع مغتربين لبنانيين، لتقديم المساعدات المالية والعينية، والقسم الأكبر من المساعدات، تأتي من الأندية الليونزية الدولية“، المنتشرة في مختلف أنحاءالعالم، ونلتزم بآلية عمل محددة معها، من خلال التوقيع على محاضر الكشف،لكل مرحلة من مراحل العمل، ويتم تزويد الجهة الممولة، بكل الوقائع والخرائطالصادرة عن المتعهدين، بالإضافة إلىالفواتير المالية، لما تم إنجازه وصرفه، والصور عن البيوت المهدمة، قبل ترميمها وما بعد، وعلى هذا الأساس تصرف الأموال، التي ترد إلينا، وهي Fresh money ومن خلالها نتحرك بشكل فعلي، فنزوّد كافة المتعهدين بالأموال اللازمة نقدياً، وليس عبر شيكات مصرفية”.

68 ســـنــــة

هل تعملون بشكل شفافٍ وواضح،بعيداً عن وجود جمعيات إنسانية وخيرية، تحوم حولها الفساد المستشري فيها، تستغل ما حصل في بيروت، لتحقيق مكاسب وأرباح مالية؟

لا نتعاطى في هذا الموضوع، ولا نتدخل فيه، والمتعلق بوجود شبهات معينة، حول هذه الجمعية أو تلك، ولا نتحدث إلا عن جمعية الليونز الدولية“،التي بلغ عمرها 103 سنوات، وفي لبنان تعمل منذ 68 عاماً، وإن الأعمال والنشاطات الخيرية والإنسانية، التي قمنا ونقوم بها، تدل على الشفافية والمصداقية، ونتمتع بها في الداخل والخارج، وإن أعمالنا مكشوفة لدى الجميع، ونعمل بشكل واضح ضمن اعتماد الرؤية، لكل الخطط والمشاريعالمنفذة، عبر اعتماد الشفافية والمصداقية التامة، وهناك تلازم بينهما بشكل كلي، ولم ننتظر حصول إنفجار مرفأ بيروت، في 4 آب الماضي، حتىنعمل في هذا الوطن“.

1600 وجـبـة

* ما هو الدور لمركز الليونز الخيري في سن الفيل، وكيف تنظرون إلى دور الملقى على الحاكم وما تقوم به أندية الليونز الدولية؟

أوضح سعادة: “تم تأسيس مركز الليونز الخيري، بالتعاون مع بلدية سن الفيل، من خلال رئيسها نبيل كحالة عام 2006، ويتم اعتماده من أجل توزيع الحصص الغذائية، التي ترد إلينا، وتقديم وجبات الأكل الساخنة، التي تصلإلى  1600 وجبة، توزّع أيام الثلاثاء والخميس والسبت، من كل أسبوع،وباشرنا بهذا العمل منذ 1 تموز الماضي،وازدادت أعداد العائلات المحتاجة، بفعلتردي الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية في واقع البلاد كلها، والتي رافقها صرف جماعي للموظفين في القطاع الخاص، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والجوع في لبنان،والهجرة الغير شرعية، للهروب من هذا الجحيم القاتل”.

وأضاف سعادة: “إننا نعمل ونخدم الآخرين، تحت عنوان الأمل والتمسك بهذا الوطن، الذي تعرض للكثير من الويلات والنكبات والحروب، ولا بد أن يعود هذا الوطن وشعبه، إلى الريادة والإزدهار والتقدم، ولن نقبل أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، بل نريد لبنان، ليكون بلد العنفوان والعزة والمحبة، وما نراهمجرد ضائقة اقتصادية ومالية تحصلفي أي بلد، فيندفع للشباب للهجرة إلى الخارج، ونأمل أن يرجع لبنان إلى سابق عهده، ويبقى التفاؤل سيد الموقف، في حركة الحياة اليومية، ونقول لللبنانيين تفاءلوا بالخير تجدونه، ولبنان لن يموت أو يقع أو ينهار، وسيعود واقفاً على رجليه، ولا أحد لديه غنى عن بلده وأهله ومحبيه.

وتابع سعادة: “ليس بمقدورالجمعيات الخيرية والمدنية والإنسانيةوالاجتماعية، أن تتولى لوحدها إعادة الإعمار والبناء، في مناطق بيروت المهدمة والمتضررة، ونزلنا إلى ساحة البناء والإعمار والترميم، تحت عنوان “المبادرة قبل غيرنا والعمل بما متوافر لدينا، وإجراء المستحيل التي بمقدورك أن تعمله”.

وكشف سعادة: “إن السنة الليونزية،تبدأ في 1/7/ وتنتهي في 30/6، من كل عام، وكل حاكم على رأس جمعية أندية الليونز الدولية، يستلم مهامه لمدة سنة واحدة، وعلى كل حاكم ليونزي، أن يضع برنامجه الكامل، عندما يكون نائباً للحاكم، وإن سلم الأولويات قد تبدلت وتغيرت بشكل كلي، بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية والصحية، التي حصلت في واقع البلد كله، وارتبطت بانهيار الأوضاع المالية والمعيشية،وازدياد عدد المصابين بجائحة فيروسالكورونا، وحصول إنفجار مرفأ بيروتالمدمّر”.

وتابع سعادة: “إن جمعية أندية الليونز الدولية في العالم، تهتم بـ 5 مواضيع أساسية وهي: السكري، البصر، مكافحة الجوع، البيئة، سرطان الأطفال، بالإضافة إلى الإهتمام بمواضيع اقتصادية وثقافية واجتماعية، وفي شهر أيلول من كل عام نسلط الضوء على سرطان الأطفال، من خلال لجنة تشرف عليه وتنسق مع مراكز عدة، ومنها مركز سان جود، التابع لمستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، وفي شهر تشرين الأول من كل عام، نطلق حملات توعية،بخصوص سرطان الثدي للمرأة، وفي شهر تشرين الثاني من كل عام، يتم الحديث عن مرض السكري، وخطورته على صحة الإنسان، من خلال إقامة ورش متخصصة“.

العهد الحالي

* هل من كلام للعهد الحالي؟

وختم سعادة: لا نقول أي شيء للعهد الحالي، ولا علاقة لنا من قريب أو بعيد، بكل المواضيع السياسية، ولا نتعاطى بالأمور السياسية أو الدينية،وشعارنا الوحيد “نحن نخدم”.

كلام الصور:1- الحاكم جان كلود سعادة يتحدث إلى “كواليس”.2- توزيع وجبات الأكل الساخنة في مركز الخير الليونزي. 3- 4-5-6-7- فرق المتطوعين الليونزيين يقومون بتصليح المنازل، ضمن حملة “راجعين عالبيت”. 

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …