شوقي مسلماني.
الأرواح تختلف وتأتلف، وتقترب وتبتعد، ودائماً هي الحياة.. وتبعات جمّة لكلٍّ من حالاتها في المسيرة نحو المستقبل الذي سيسود فيه الحبّ، أليس هو الحبّ هدف الحياة والوعي الإنساني هو إلى السلام والتقدّم؟. وها هو الشاعر د. مروان كسّاب “قاضي الزجل”، بتعبير الشاعرة د. بهيّة أبو حمد، بيننا في “مركب الغربة الطويلة” ـ سيدني ـ أستراليا ـ بتعبير الشاعر شربل بعيني، وها هو الشاعر شربل بعيني ذاته الذي يستمرّ في ميدان الشعر منذ أكثر من نصف قرن ولا تزال روحه وثّابة شِعراً، كما منذ البدء، أيضاً هو بيننا بكلّ حضوره وبكلّ جناحيه الكبيرين.
التقى القلبان كما يجب على إسم “العاميّة اللبنانيّة”، وفي آن “الفصحى العربيّة”، وإجتمعا على إسم الصداقة، ومن ثمرات شجرة الإئتلاف هذه مجموعة الشاعر د. مروان كسّاب بعنوان: “شربل بعيني صوت لبنان الأمين” ـ عن موقع “الغربة الإعلامي” ـ سيدني ـ والعنوان يشي بما يشي من تقدير وإعجاب بالشاعر شربل، وهو يقول فيه: “شربل ما عندو مطارح ولا ظروف \ وبيشوف إشيا غير منشافي \ يمكن خيالو بالسما مسقوف \ والأرض مفرش خاطرو الدافي”.
والمجموعة بالشاعر شربل بعيني قطعاً هي بنت فكرة ذكيّة، هي باقة من نصوص رسائل بريديّة الكترونيّة وتعليقات فايسبوكيّة شعريّة وقصائد مناسباتيّة ومحاورات زجليّة ـ 194 صفحة من القطع الوسط ـ حوّمت فيها أسماء كريمة منها التي فارقتنا إلى الأبديّة ـ الشاعر الراحل روميو عويس ـ ومنها التي تستمرّ وندعو لها بالحياة المديدة صادحة بالشعر: الشاعر جورج منصور، الشاعر طوني رزق والشاعر يوسف جبرين، إخوان الصفاء.
حين يطلّ شربل بعيني ذاته في المجموعة ها هو يستقبل حمام السلام بقرينه واليد الممدودة بأختها والكلمة الطيّبة بصنوتها.. ويقول للشاعر د. مروان كسّاب: “رح حلّفك تبقى صديقي بغربتي \ وغير هيك يا مروان مش رح حلّفك”.
Shawkimoselmani1957@gmail.com