قراءة في لوحة واحة المِنسف في صحراء الزلفي (السعودية) للرسام شوقي دلال

“استكشاف الجمال

لؤلؤة السّحر”

بقلم الدكتورة بهيّة الطشم*

 

يوشّح الألق واحة الجمال الفائق وقلب المكان النابض بالسحر العارم,حيث يتهادى موطن البهاء السّاطع على الهضاب المُشعّة بالسطوع ,وتبدو الوردة في الصحراء ( واحة المنسف كتاجٍ مرصّعٍ بألوان المجد والوقار).

 

نتوغل عميقاً في أعماق الأيقونة التي تجسّد واحة المِنسف في صحراء الزلفي في المملكة العربية السعودية قبل غروب الشمس,ونستذكر اذذاك لوحة ترنر العالمية التي أبدع فيها تصوير غياب الشمس ,ولا نبالغ اذا ما قلنا بأنّ الشمس (مركز الكون)ها هنا تتماهى رسماً بالخيوط والألوان الذهبية التي تنسج حنايا اللوحة.

والمُلفت للنظر هو امتداد التضاريس وسط الرمال الذهبية ما يعكس رونقاً خلّاباً منقطع الشبيه.

اذاً نتأمّل الألوان في رحاب الأيقونة ونصغي لهمسات ايقاعها الخلاّب وكأّننا في احتفال موسوم بالجمال العارم وتحت تأثير باهر من ذبذبات لؤلؤة السِّحر.

وكذلك يترنّح النظر فرحاً من تأثير البهاء العارم ونشعر ابّان التأمل وكأنّنا في بحرِ من الرُواء الاستثنائي,حيث تستفيق حقول الجمال وتترك في أنفسنا جمّ الانفعالات الايجابية التي تُحاكي الاطمئنان الفائق.

وفي اطار استقراء فسيفساء الالوان:يعكس اللون البني عُمق التجذّر في الأرض المُباركة ويبشّر الأخضر بجوهر التفاؤل,كما ويعانق الأصفر وهج الدفء في حيّز المكان.

وينمّ اللون الرمادي عن ميل الشعور الى ملاذ الاستقرار في حنايا اللوحة البهيّة.

والجدير بالذكر أنّ الريشة قد برعت في الدمج المُتقن لهندسة الخطوط والألوان المتشابكة في حيثيات الأيقونة الفنية.

وقد برزت التعرّجات للتضاريس والروابي المتمايلة على ايقاع الفلسفة الزمكانية وكأنّها أهرام من أسرار الجمال الأسطوري.

كما وتتداخل الألوان فيما بينها وتلف أرجاء المكان بلحفِ الحيوية والديناميكية ,فتنظر أبصارنا شغفاً وتحرّك ساكن أعماقنا الى ما وراء الشفق, ونردد عبارة رائدة لصاحب كتاب دمعة وابتسامة جبران خليل جبران :” الجمال نصيب المتأملين.”

* الدكتورة بهية الطشم أديبة وباحثة واستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية – لبنان

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …