ألتسوية اللبنانية ماذا يُخبأ لنا؟

د.ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

من منا لا يراهن وهو قلق عما يُخبأ لنا خاصةً بمصير الوطن فلا يوجد ما يبعث على الطمأنينة في نفوس الناس والثقة في المستقبل، أجهزة الدولة التنفيذية مقيّدة بالدستور والقوانين لا تتحرك ، والكل على علم أنّ الدستور يعلو على الجميع ولا يمكن تجاهل أحكامه بالرغم من علامات الاستفهام على بعض نصوصه لكن الطبقة السياسية تعتبر نفسها أعلى منه، الظلم وغياب العدالة هما أخطر ما يهدد الاستقرار ويمهدان للفوضى والانفلات ويضعفان مصداقية الدولة ومؤسساتها وهذا ما ننتظره للأسف…
ثمة قراءة واقعية حول السياسة الأميركية الخارجية في ظل الإدارة الحالية التي رسمت خطوطاً عريضة تناقض في حيثياتها وخطواتها العملانية سياسة الرئيس السابق إذ أرست قواعدها لإدارة الأزمات والحروب وليس إدارة الحلول لها..
من هنا، يرتسم السؤال المحلي على مستوى لبنان، ماذا رسمت الولايات المتحدة للمنطقة التي تعيش أخطر الأزمات في ظل الإيقاع المضبوط للسياسة الخارجية الأميركية ، ماذا خطط للبنان؟
بدأ يظهر من مؤشرات دولية وإقليمية ما يوحي بأن ثمن الحفاظ على الاستقرار في الوطن سيكون من الآن فصاعداً مرتفعاً ومكلفاً على كل الصعد. وقد بانت بعض الملامح الأولية في هذا الاتجاه بعد التنازل الذي حصل بين لبنان ودولة اسرائيل عن خط ٢٩ ..
والتحضير للتوطين الذي سيكون كالكارثة الوطنية
فالحوار السعودي الإيراني بالمباركة الصينية ، دون أن يعني ذلك أن أجندة الطرفين تغيرت في ما خص ملفات لبنان وسوريا والمنطقة.
ما يحدث في لبنان هو أزمة سياسية في المقام الأول عجزت الآليات السياسية والدبلوماسية على احتوائها وطبعا كل انسداد سياسي يؤدي حتما إلى استخدام القوة لفرض منطق الغالب والمغلوب والخروج من اللعبة التي غرق الوطن فيها وبالتالي نجد أن الحالة السياسية كثرت فيها العديد من المبادرات الدبلوماسية الدولية والإقليمية ولكن كانت تؤول دائما إلى الفشل لأسباب عديدة..
كل عناصر هذه الصورة تنعكس في لبنان الذي يعيش الوقت الضائع، إقليمياً بالرغم من وجودنا أمام فوهة بركان حقيقي.
ماذا يخبأ للوطن ؟
ومن سيدفع الثمن ؟

شاهد أيضاً

علامة عرض اوضاع لبنان والمنطقة مع سفير هنغاريا

استقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب الدكتور فادي فخري علامة سفير هنغاريا في لبنان …