أحقاً مرَ قرن على ميلاد الشاعر الزوبعة؟

 

كم من مرة ولد نزار ، الذي كانت انفجاراته الشعريّة تهزّ عواصم العالم العربي مع كلّ قصيدة جديدة يلقيها تحت مكاتبنا و أسرّتنا ، فننتفض مذهولين في مواجهة حقيقتنا .

كلّ 21 آذار أذكره ، و أكاد أطلب رقمه ، الذي ما زال مسجلاً في مفكرتي ، لأتحرش بذاكرة الأمكنة ، و أعايد في غيابه مكتبته و أوراقه ، لولا أنني أدري أنّ لا شيء بقي كما كان في بيته .
كيف أنجو من نزار قباني في 21 آذار ؟ كيف أعوّض فجيعة صوته ، وقد اعتدت لعدة سنوات أن أبدأ نهاري في ذلك التاريخ بمهاتفته ، لأنّ ذلك اليوم يصادف عيد ميلاده .
وكان رحمه الله يحتفي بصوتي وكأنّني كلّ عام أباغته ، و يردّ على أمنياتي كعادته قائلاً ” كان عليّ أن أطلبك أنا.. إنّه عيد الأمهات.. و أنت أمّي” ، فأضحك و أدّعي تصديقه، ثمّ أضيف ” لا تهتم.. كلّ الأعياد عيدك.. سأطلبك في عيد الآباء أو لست أبي؟ “. فقد كنتُ بين جملة و أخرى أتبادل معه أدوار القرابة .
و حدث مرة أن قلتُ له إنني سأسافر إلى تونس لألتقي أمي ، نظرا لتدهور الوضع الأمني آنذاك في الجزائر ، فقال لي في آخر المكالمة مودّعاً
” قبّلي أمّك عنّي.. إن كانت أمّك فهي أيضاً أمّي ”

#أحلام_مستغانمي

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …