“لقاء” اقام ندوة محورية تحت عنوان ” الفكر الديني بين النصّ والممارسة”

 

اقام المنتدى الأدبي “لقاء” ندوة فكريّة محورية ، تحت عنوان “الفكر الدينيّ بين النصّ والممارسة”، في مقر دار الإفتاء الجعفريّ في مدينة جبيل ، بحضور حشد من الشخصيات الثقافية والفكرية والجامعية والاكاديمية والنقابية والإعلامية وجمهور من المهتمين

ادارت الندوة الدكتورة زينة زغيب، فاكدت في كلمة القتها :” ان الفكرَ والدّينَ لا يلتقيانِ أبدًا، لا بل يُحرّمُ التساؤلاتِ أو الجدالاتِ، ويربطُ الأمرَ بأنّه مساسٌ بالدّين أو كُفرٌ أو تضليلٌ للحقيقة”، وأضافت “أما ميّزنا الله عن سائر المخلوقات بأنّنا عُقلاء؟ فلمَ لا نُسخّرُ هذا العقلَ في شتّى المجالات حتّى في الدين؟! الناس أجناس”. وقاربت كيفية قراءة البعض للنصوص الدينية فـ “منهم من يقرأُ النّصوصَ الدينيّةَ قراءةً تعيينيّةً ويحفظُ التعاليمَ ويُطبّقُها بحذافيرها، وصولاً إلى حدِّ التعصّبِ. ومنهم من يلجأُ إلى القراءة التضمينيّة التّحليليّة ويعمّقُ التأويلَ ويصلُ به الأمرُ أحيانًا إلى الضّياع. هذا لأنّ النصّ يحيا مع القارئ، والتعامل مع المكتوب تحدّده ثقافةُ المتلقّي ووعيُهُ وخلفيّتُهُ ومُستواهُ الفكريُّ.”

ثم تحدث رئيس “لقاء” الدكتور عماد فغالي
فقال”هل الدينُ يفكَّر أم لا؟، ونشير إنْ نقلْ بمصطلح “الفكر الدينيّ”، نرُحْ إلى قبولٍ بالدينِ يفكَّر. وإنْ نعُدْ إلى اعتبار الدين علاقةً تصاعديّة من الإنسان إلى الإله في فعلِ عبادة، نُلزَمْ بمنظومة حُسن العبادة وجودتها. ونذهبُ إلى أبعد، إلى تحسين الأداء الممارساتيّ في العبادة على الصعيدين المسلكيّ والطقوسيّ. وهذا يتطلّب فكرًا وجهدًا تفكيريّا”.

وأضاف فغالي:”مسلّمةٌ واحدة تشملُ كلَّ شيء. الله خلق الإنسان وأحبّه، ويريد له الخيرَ فقط. أيّ نصٍّ يُفهَم هكذا، ويطبَّق على هذا الاعتبار، مقبولٌ من الجميع. وإذا أراد عالِمٌ تفسيرَ نصٍّ أنّ اللهَ يُحذّر من عاقبة، لا ينصّبنّ العالِمُ هذا نفسَه المعاقِب. “ليدع الله يفعل”.

واكد فغالي :”أمَا علينا اعتبار الله يقبلنا كما نحن، في ضعفاتنا وحتى في ابتعاداتنا عنه؟ أما علينا الابتعاد عن تنصيب ذواتِنا حكّامًا قساةً باسم الله والكتاب في حقّ أخينا الإنسان، الطرف الثابت في الدين؟”

وختم فغالي:” اذا اعتبرنا اللهَ مَن وضع الدين، فعلَ لأجل الإنسان، بفعلِ محبّته له. هلاّ أحببنا أخانا الإنسان، فنشبه الله؟”.

 

 

ثم تحدث الخوري الدكتور باسم الراعي، فقال:” اريد التطرق الى إشكاليّة العنوان لتُصبح “إلى أي مدى يكون الفكر الديني أمينًا للنص حتى ينقل مقاصد النص في الممارسة؟ وهنا يصير السؤال على الشكل الآتي: “كيف تقرأ تمارس؟”.

وأضاف الراعي : “إذا أردت أن أكون دقيقًا” أكثر أصوغ السؤال على الشكل التالي: “كيف تقرأ تعمل؟” هكذا تبدو العلاقة تبادلية بين القراءة والفعل. تعني القراءة هنا كيف أفسّر لأعمل وكيف أعمل لأفسر. بهذا يأتي الفكر الديني تعبيرًا عن هذه العلاقة”.

واوضح الراعي :”أنّ التفسير يستدعي الفعل والفعل يستدعي التفسير. كلاهما يحكمان على تطابق الفكر الديني الذي يقف بين النص والممارسة مع مقاصد النص الحقيقية. هذه العلاقة تظهر أيضًا مدى تحرّر الفكر الديني من عملية استغلال النص، حتى يبقى النص هو الأفق الذي يحكم هذا الفكر، وبالتالي تأتي القراءة صائبة والفعل مطابقًا لها”.

ثم تحدث معاون مفتي بلاد جبيل وكسروان، الشيخ محمّد حيدر أحمد، فقال:”
عندما يقدّم المفسّرون الأوائل الذين باسم السماء فسّروا، كالسيّد المسيح والنبيّ الأكرم، تفسيرهم موجبٌ ولا مردَّ له. لكن حين يتحوّل النصّ إلى مجرّد سجين عند هؤلاء الذين يحكمون قبضتهم على نواصي الكلمات والحروف، ويقدّمون لنا الأفكار مسمومةً جانحةً نحو الشرّ، لا يمكننا أن نقبل بذلك ونثور، كما ثار السيّد المسيح وكما ثار محمّد أو عليّ والحسين، وأيّ فاضلٍ في هذا التاريخ المجيد.

 

وتساءل احمد حيدر: “هل ينبغي أن يكون كلّنا بلونٍ واحد؟ وأن نكونَ بعبقِ عطرٍ واحد؟ أم أنّ عطورَنا المختلفة تبعث في ما بيننا جمالاً؟ وتؤكّد على الرونق الأثيل الذي أراده الله لخلقه”.
وختم حيدر احمد :”لتكن المحبّة ممارسة حقيقيّة في ما بيننا، ولقاءً دائمًا في ما بيننا”.

ثم تحدثت الدكتورة زينة زغيب فقالت :”نحن نولد مسيّرين في انتقاء ديننا ولكنّنا في حياتنا مخيّرين في عدّة أمورٍ، فأن نؤمن أو لا، نحن أحرارٌ، ولكن ألاّ نفكرّ، فهذا طرحٌ لا يجدر أن يكون نافذًا”.
ثم تحدثت الدكتورة ليلى شمس الدين فتطرقت الى عنوان اللقاء وشرحت بشكل مسهب الى العلاقة الجدلية بين الدين والفكر

ثم دار نقاش بين المشاركين من المحاضرين، ردوا فيها على اسئلة الحضور

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …