حقي إورث

رسالة من متابعة

والدي ما عمل متل رفقاته، هني كانوا بالعلن حاطين ولادهم الصبيان بالمدارس الخاصة والبنات بمدرسة الضيعة الحكومية. يجيبوا للصبيان تياب واحذية وشُنَط ماركات ويعطوهم مصروف كبير ليكونوا على مستوى رفقاتهم والبنت يبعتوها على مدرسة الضيعة بتياب رخيصة واحذية نايلون وسندويش دبلانة وشنطة مخيطة من بقايا القماش…

بيي كان مسجلنا كلنا صبيان وبنات بمدرسة وحدة. كنّا لما نرجع عالبيت، الصبيان ياكلوا ويروحوا يلعبوا ونحن البنات ناكل ونضب ونجلي ويرجعوا ياخدونا بعد الضهر عالارض نحصد الحبوب او نقطف الفواكه او نشيل حجار من الأرض. بأيام العطلة كنا نعجن تحت إشراف امي ونخبز معها طول النهار ونغسل عدا عن شغل البيت اليومي. ما كنا نعرف شي اسمه رفاهية ولا تقدير داخلي، ولا شي اسمه رياحة لا بعد الضهر ولا بالعطل ولا حتى بالصيف. رغم كل هيدا كنا متفوقين نحن البنات بالمدرسة مع انه كنا نعمل دروسنا بالليل على ضو اللوكس واخوتنا الصبيان كانوا ينجحوا تشحيط. العاطفة للصبي والدلال للصبي والاكلة الطّيبة للصبي ونحن دايما نحس انه عم نكفّر عن ذنب انه خلقنا بنات. لانه اقل عبارة كنا نسمعها من الوالدة: يقطع البنات. كانوا على أقل شغلة يضربونا بدون رحمة نحن البنات والصبيان يضحكوا علينا نحن وعم نبكي.

كتير مرات كنا ننعفى من رسم التسجيل بالمدرسة بسبب تفوقنا وكانت لما وحدة منا تربح جائزة نقدية وتكون فرحانة انها بدها تهدي حالها وخيّاتها شي، ياخد بيي منها المصاري ويحطهم بجيبته وتنتهي الفرحة.

نحن البنات كفّينا علمنا وصرنا موظفات بجدارتنا، اما إخوتنا كان الأمر مختلف معهم. رغم انه والدي كان يقول دايما انه كل واحد يفوت بجدارته على الوظيفة، غيّر رأيه لما صار بدو يوظف اخوتي الصبيان يلي كان معززهم ومدللهم على حسابنا. بيوم اجا بدو يوظّف واحد منهم، دفع ٥٠٠٠ دولار أمريكي لشخص وسيط كان يجي كل فترة ياخد دفعة على اساسا يوظّف خيي. طلعت نتائج الوظيفة، اتصل الوسيط بوالدي باركله وعمت الفرحة. تاني يوم اكتشفنا انه خيي ما توظف واكل بيي بلوك من الوسيط يلي ما عاد رد ابدا…

كتير مرات بيعبّر بيي انه يا ريت قسي على اخوتي متلنا ليطلعوا قد حالهم ورغم هيدا بيضل يطالبنا نساعدهم من تعبنا يلي يا دوب يكفينا مع بيت العائلة ورجع حرمنا من الأراضي الواسعة يلي قضينا طفولتنا نشتغل فيها وعطاهم لاخوتنا بحجة انه هني ما كفوا تعليمهم.

احساسي بيتراوح بين الغضب والشفقة… بغضب من التمييز والظلم وبشفق على اخوتي يلي دمّرهم والدي بسبب التمييز.

اعدلوا… بتريحوا البنات والصبيان… وكل انسان ياخد حقه ويقوم بواجباته…

#حقي_إورث