حقي إورث صرخة من القلب

يا ريت تنشروا هالقصة بدون اسمي

انا بشتغل ممرضة. يوم من الأيام وصلت عالبيت ميتة من التعب والسهر، كانت الساعة تسعة الصبح، لقيت اهلي متروقين وبعده الاكل بارد عالطاولة، أكلت وجلّيت. بعد شوي فاق خيي من النوم، قامت امي حضرتله ترويقة من جديد مع انه شاب وقادر يعمل ترويقة. ما تأثرت كتير لأنني تعوّدت. بس يلي حز بقلبي انه قالتله: يي نسيت حطّلك عسل. سألتها من وين العسل: قالتلي اختك اشترتهم من بوّاب الثانوية مطرح ما بتعلّم.

للصراحة حسيت بالغثيان، ما بيكفي التمييز بكل شي كمان بيعزموا الصبي على اشيا بتجيبها البنت، انو عالاقل تعزمني متلي متل خيي او تنطر ليكون لوحده او تعزمه على شي هي او بيي مشتريينه. كان لازم اعرف من هيدا الموقف انه مالنا يلي بياخدوا من تعبنا ولحم كتافنا عم يقدموه للصبيان.

بيوم جيت عالبيت وامي عم تعمل صبحية مع الجارات وسمعتها عم تقول انه نحن البنات مقصرين معهم ولازم نعطيهم اكتر بعد وانهم ما بيقدروا يطلبوا من الصبيان لأنهم بدهم يتزوجوا ويفتحوا بيوت وانه نحن لشو بدنا بالمعاشات… سمعت جارتنا عم تقولها: الله يسامحك يا ام سمير، يا ريت عندي بنت وحدة من بناتك. هودي بناتك يلي بيجوا هلكانين من التعب وبيساعدوكم وبيشتغلوا بالبيت وما نهار سمعنا صوت وحدة فيهم. بترد أمي بتقولها: البنت مزاريبها لبرّا، نحن علمناهم، لشو بدهم المصاري لحتى يجمعوهم للغرباء؟ نحن واخوتهم اولا من الغريب.

على قد ما استفزتني امي على قد ما خف احتقاني لانه جارتنا دافعت عني وعن اخواتي. بس عز عليي انه الغريب يقدّر تعبنا وتضحياتنا وامنا يلي خلّفتنا وهي اكتر وحدة بتعرف قديش منتعب وما منقصّر معهم عم تفتري علينا وتفاضح فينا. بعد ما فلوا الجيران واجهتها وصارت تبلع بريقها وتحاول تغير مسار الحديث. قلتلها من هلق ورايح رح يتغير كل شي. خففت تقديماتي بس قلبي ما طاوعني كتير وضليت ساعد واشتغل بالبيت من شان امي بس خففت كرمي.

مرت الايام وتزوجوا اخوتي الصبيان، واحد منهم سكن بشقة تحت اهلي وصاروا كل يوم يصرخوا على بعضهم هو وزوجته من ناحية وامي من ناحية تانية بسبب المي والكهربا والضجة. بيوم من الايام فاقوا اهلي لقوا خزان المي متقوب وشريط الكهربا مفكوك وكياس الزبالة عالدرج. علق المشكل وطلع صوتهم وقالها خيي لأمي (خيي يلي طعمته عسل)، انشالله لما تموتي ما يلاقولك مي يغسلوكِ فيها.

هون امي انهارت وقرروا اهلي يتركوا البيت ويروحوا يستأجروا بيت ووصت امي يدفنوها بضيعة أهلها.

ملاحظة: بهيدا الوقت كان الوالد متنازل عن أراضيه لاخوتي الصبيان بعقود بيع شراء صوريّة وحارمنا نحن البنات ونحن مش عارفين.

#حقي_إورث

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

المرتضى بحث والسفير التونسي مشاركة بلاده ضمن فعالية طرابلس استقبل وزير الثقافة القاضي محمد وسام …