عرض الأوضاع مع وفد من السفارة الأميركية في لبنان وشؤون مستشفى تل شيحا مع الكادر الطبي والإداري والتمريضي فيها

 

المطران ابراهيم:”لن نبقى في الماضي واتفاقية التعاون مع اوتيل ديو ترفع المستشفى الى مستوى احلامنا وآمالنا”

استقبل رئيس “اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك “،المطران إبراهيم مخايل ابراهيم ، في دار مطرانية سيدة النجاة. في مدينة زحلة ،وفداً من السفارة الأمريكية في لبنان ،في زيارة للاطلاع منه على التحديات والاحتياجات التي تواجهها مدينة زحلة ومنطقة البقاع في هذا الظرف العصيب الذي يمر فيه لبنان.

قدم المطران ابراهيم للوفد عرضاً عن وضع مستشفى تل شيحا وأهمية دعم القطاع الاستشفائي، كما شرح له التحديات المتعلقة بموضوع الطاقة والطاقة البديلة وارتباطها مع القطاع التربوي والصناعي والزراعي والبيئي وسائر القطاعات الأخرى.

ثم شرح ابراهيم بشكل مسهب للوضع المعيشي والاجتماعي الصعب متمنياً أن تضاعف الولايات المتحدة الأمريكية، وتزيد من دعمها للبنان وللجيش اللبناني وسائر الأجهزة الأمنية

 


مستشفى تل شيحا:

من جهة اخرى، التقى رئيس “لجنة مستشفى تل شيحا”، المطران ابراهيم، مع عائلة المستشفى في لقاء معايدة, في قاعة المحاضرات ، في مقرها بمدينة زحلة ، حيث جرى خلاله استعراض اوضاع المستشفى, وعرض تفاصيل الإتفاق الموقع مع مستشفى اوتيل ديو. بحضور “نائب رئيس لجنة المستشفى””، نقيب اطباء لبنان البروفسور يوسف بخاش ،المدير مروان خاطر بحضور النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا، والذى تضمن حوارًا واضحًا وصريحا” بين الأطباء والإدارة، حول واقع المستشفى والنظرة المستقبلية لتطويره.

وبعد نقاش وحوار مع البروفسور بخاش ،حول الأمور الطبية، القى ابراهيم كلمة قال فيها. :”لا شيء يحصل بسحر ساحر، المهم ان تكون هناك ارادة ان يخرج الإنسان من الموقع الذي هو فيه إذا كان هذا الموقع لا يناسبه. نحن لسنا مستعدين ان نبقى في الماضي دون ان نقول ان الماضي كله كان سيئاً، فالماضي كان فيه اشياء جميلة جداً والدليل هو وجودكم هنا اليوم.
وعندما يسألوني عن اتفاقية التعاون مع مستشفى اوتيل ديو وكأن الأخيرة قادمة كالتسونامي، بالطبع لا. ليس كل هواء تسونامي، في ايام الحر تأتي نسمة هواء منعشة ولطيفة.”

واضاف ابراهيم: “١ن مستشفى اوتيل ديو احترم هويتنا وتاريخنا ووضعنا الحالي، احترم منطقتنا واوضاعها، انهم يساعدوننا للخروج من الواقع الحالي، لأننا المستشفى المسيحي الكاثوليكي الوحيد في البقاع، وتجمعنا مع اوتيل ديو رسالة، وهذه الرسالة هي الأساس وليس المال. الرسالة، هي ان يقف مستشفى اوتيل ديو الى جانب مستشفى تل شيحا لكي نكتسب خبرة ادارية وتنفيذية ترفع المستشفى الى مستوى احلامنا وآمالنا. ليس مقبولاً ان نبقى أسرى الماضي، كما حصل للشعب اليهودي عندما حرره موسى من العبودية في مصر، وخرجوا صوب ارض الميعاد التي لم يرها موسى لكنه اوصل الشعب اليها، وفي منتصف الطريق تعرضوا لعقبات وتحديات كثيرة، وكما يقول الكتاب المقدس، طالبوا بالعودة الى مصر لأنهم اشتاقوا الى بصل مصر، وهذه هي مهزلة بحد ذاتها. الذي يشتاق الى بصل مصر ليس لديه مستقبل ولا يستطيع ان يكون من ابناء الحاضر والمستقبل وبالتأكيد سيرجع الى الوراء، فإن اراد ذلك فليرجع وحده”.

وتابع ابراهيم:”نحن جميعاً لدينا ارادة بالتقدم الى الأمام، وهذا الكلام ليس وعوداً فارغة وليس شعراً كما يقول بعضهم. التقدم هو هدفنا ولتحقيقه هناك عدة درجات توصلنا الى المكان الذي نطمح اليه.وختحدثتم عن معدات طبية ناقصة تؤخر العمل في المستشفى. هذه المعدات أربطها مباشرة بحاضري ومستقبلي انا كشخص، فالمستشفى لا تستطيع ان تكمل بدون هذه المعدات وأنا لا أقبل بذلك، المطلوب هو الوقت الكافي، وهذا التحدي آخذه على عاتقي. فعندما يكون هناك مؤسسات مانحة كثيرة نبحث عن المؤسسة التي تلبي طلبنا بشكل اسرع لكي نطرق الباب الذي ينفعنا اكثر، لكننا مصممون على حل هذه المشكلة لأن تقدم تل شيحا في النهاية هو مقصدنا الأول مع احترامي الكامل لكل المستشفيات. ارادتي واضحة واتمنى ان تكون كل مستشفيات البقاع مستشفيات جامعية ومحترمة، ليحصل كل انسان في البقاع على الاستشفاء المناسب لكرامته كإنسان، هذا املنا وهذا رجاؤنا وحلمنا ان نكمل هذه المسيرة ونتطلع الى الأمور الجميلة ونركز عليها”.


وأردف ابراهيم ” سنتي الأولى معكم في زحلة، كانت سنة اصغاء، استمعت فيها الى مشاكلكم ومعاناتكم. كم من الكفاءات هُدرت في تل شيحا، اشخاص مبدعين لم يأخذوا حقهم في تل شيحا، هجّروا من تل شيحا وغيرها من الأمور، هذا الأمر لن يكون موضوع تركيزنا، فمن نستطيع استعادته سنستعيده، وهذا شيء عظيم. فزحلة هي منبت المبدعين مهما كانت الظروف قاسية. المهم ان يبقى لدينا الأمل لأنه كما كنت دائماً اقول واكرر الأزمات الاقتصادية لا تمحو بلدا عن خارطة العالم، البلدان تبقى وتمر الأزمات، لكن الإحباط واليأس ممنوعين. أنتم اشخاص علميون وافكاركم تأتي وكأنها من المختبر وهذا امر جميل نستعين به لأننا نريد اشخاصا علميين، نريد اطباء كفوئين يعيدون للمريض العافية والصحة.”

وختم إبراهيم :”لدينا نخبة الأطباء الكفوئين، وبحاجة الى اعادة هيكلة ادارية واستشفائية متكاملة منطلقة من ضمير الطبيب الأساسي، بالنسبة الينا هو يسوع المسيح الذي هو السامري الصالح الذي يجب ان يكون مزروعاً في ضمير كل طبيب”.

لقاء الممرضين

ثم عقد المطران ابراهيم لقاء مع الممرضين والعاملين في المستشفى وتوجه اليهم بكلمة قال فيها : ” ألقلب يتسع للجميع وهذا المستشفى يتسع للجميع لأنه قلب زحلة النابض على مر الأجيال وسيبقى لأجيال كثيرة قادمة.وفي اللقاء مع الأطباء كان هناك حوار جميل جداً، علمي، متفهم، أخوي، مبني على رؤية للحاضر والمستقبل، من اجل ان يحافظ هذا المستشفى على اشراقة مميزة وخدمة مميزة. والذي استشفيته ان هناك عطش لدى الأطباء بنوع خاص الى رؤية المزيد من التنظيم، المزيد من الإمكانيات العملية من ناحية المعدات المتوفرة والإمكانيات الطبية المتوفرة ونحن نسير في هذا الاتجاه “.

واضاف ابراهيم :” علينا جميعاً ان نتحلى بالصبر وفي نفس الوقت علينا ان نتزين بالأمل والرجاء بأننا سنصل الى هذه الخطوات، والا يكون لدينا شك فالشك هدام. يجب ان يكون لدينا يقين بأن الآتي رائع وجيد جداً. اعايدكم في بداية هذه السنة الجديدة واتمناها سنة مباركة عليكم جميعاً، واؤكد لكم انه ليس هناك خادم كبير وخادم صغير في العالم، هناك خادم فقط، لذلك الذين لديهم اشغال وضيعة في هذ المستشفى هم بالتمام مهمون مثل الذين لديهم اشغالاً اساسية وجوهرية. كل واحد منكم قيمته مصانة ولا تحد بالنسبة الينا.”

وختم ابراهيم:” اسأل الرب ان يبارككم ويقدم لكم الصحة والفرح والمزيد من النجاح والتألق لأن نجاحكم هو نجاح تل شيحا ونجاح زحلة والبقاع وبالتالي هو نجاح للبنان الوطن الحبيب الذي يمر بأزمة لا تستطيع ان تمحوه او تزيله عن خارطة الجمال والنجاحات والحضارة في هذا العالم الذي نعيش فيه.”


وفي ختام اللقاء قطع قالب حلوى للمناسبة

 

 

.

شاهد أيضاً

معركتنا مستمرة حتى تنتصر غزة

محمد القيري خرجت مسيرات في جميع محافظات الجمهورية منذ صباح اليوم وحتى المساء نصرة لغزة …