تحية إلى الفيروز في عيدها

بقلم الشاعرة سناء زين معتوق

من هي تلك التي تجتاحُك بعاصفةٍ من وطن
تبعثرُك..ثم تعيد ترتيبَك من جديد
تدخل في اختلاجاتِك فتنبضها دون ملل
تشذب أحزانَك بصوتها
من هي تلك التي إن عشقتَ
رتلت مشاعرَك بصدق
إن حزنتَ..امتد صوتُها يكفكف دمعَك
إن عتبتَ ..كان عتبُك كبير(عقد المحبة)
من هي تلك التي علمتنا أن لا نكبر
علمتنا أن الفراقَ حبٌ أيضا
علمتنا العشق
علمتنا أن (عنينا هني أسامينا)
أنه يمكن للباب أن يغرقَ برائحة الياسمين
يمكننا أن نحب وننسى أن ننام
علمتنا أن نغني لأيلول العشقِ والغرام
أن نحب شتاءَه الحزين
أن ننتظرَه (بغيمة حزينة، قمرها وحيد)
غنت لليالي الشمالية الحزينة
فجعلت كل الإتجاهات تغار من حزن الشمال
غنت لعصفورة الشجن
فسكنت قلبَ الليل
ووضح النهار
غنت لإسوارة العروس
فغدا الجنوبُ عريسا
(مشغول بقلوب)
من هي….تلك التي تسحب قلبَنا من قلبه
تهبط على صحراء قلوبنا …غيثا
يحييها من جديد
من هي تلك التي جبلتنا بنقائها
نحتت بنا الوطن فخبأناه تحت جلودِنا
عشقناها فعشقنا ذكرياتِنا
بوحُ قلوبنا عندما يعجز اللسانُ عن الكلام
رفيقتُنا في السلم والحرب….
رفيقةُ الفقير في فقره
رفيقة العاشق في عشقه
رفيقة المقاوم في خندقه
ورفيقتنا في الملاجئ
فيروز….ما أجمل الكون في وجودك
وما أصدق العيد عندما يكون باسمك