لماذا يعاقب الشعب؟

د.ليون سيوفي

باحث وكاتب سياسي حزين على وطنه.
إن كنت لا تؤيد أفكاري السياسية ولو أوصلتك إلى الجحيم فتصبح بنظري عميلاً وبلا كرامة حاقداً وخائناً وتستحق العقاب … هكذا يصنف اللبنانيون خاصةً المتحزبين منهم أو المناصرين شركاءهم في الوطن ..فيعاقَب المواطن لأنه لا ينتمي فكرياً أو اجتماعياً لهم إن كان بالكلام أو بالتصفية الفكرية أو الجسدية ..
غالباً ما يتملكهم الحماس للدفاع عن آرائهم بشراسة رافضين الاستماع إلى الرأي الآخر، لكن لا يعلمون انه لا يجب تجاهل حديث الشخص الذي يجادلونه فكثيراً من الأحيان هو على صواب وأغلب الاوقات سيأخذون منه معلومة يجهلونها دون أن يشعروا لكن للأسف جهلهم تغلب عليهم وأعماهم..
والمؤسف أنّ هناك افتراض مسبق هو أن الطرف الآخر في النقاش مخطئ ويجب إلغاؤه، بل ويجب ألا يدخلوا معه في حديث سياسي أو اجتماعي أو حتى مذهبي، هكذا أغلب اللبنانيين يفكرون …
كما هو العرف رغم خرقه للدستور يعتمده اللبنانيون على أنه أهم من الدستور وهذا أكبر خطأ وقعنا فيه والدليل ما وصلنا اليه بتمسكهم به والدفاع عنه..
في النهاية وحده الشعب المسكين، حقاً شعب لبنان هو شعب مسكين وبسيط دفع الثمن على مدى السنين وقدم الشهداء بعدد شعر الرأس على مذبح الوطن وفي النهاية التطبيع مع اسرائيل آتٍ لا محال منه ولن يتردد زعماء الوطن بتوقيعه ولو بالعشرة ولو فتح لهم المجال اليوم قبل الغد لن يترددوا به وسينتهي الصراع الاسرائيلي اللبناني وستبقى ذكراه في كتب التاريخ وأكبر دليل عما أقوله وهو بترسيم الحدود البحرية دون ضربة كف.
من منا لا يتذكر ما قامت به بعض الدول العربية بالانفتاح على دولة اسرائيل وكيف صبت السهام عليهم آنذاك والغريب كيف سكتوا عن توقيع الخيانة اليوم وافتخروا بهذا الانجاز البطولي..
لن يكون هناك قدس ينادون بها بعد اليوم وستسدل الستارة على هذه المسرحية مع تصفيق دولي ممن خططوا لهذا المشروع بشغف.. وحدهما الأم والأخت الحزينتان تجففان دموعهما على شهدائهما..
والسؤال الإهم لماذا يعاقب الشعب ؟
والجواب بسيط جداً كونه لا يملك شيئاً من الوطنية …
عشتم وعاش الوطن بعد صراع عمره سنين واهلاً وسهلا بالتوطين وبالتطبيع …
صب “حبيبي” صب وانسى الهموم صبيلي دخيلك صب وكاسك يا وطن..

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …