ما زالت تحفظ العهد…بالرغم من مر السنين

بقلم: ليلى الدسوقى

 

أصدقائى ….لا تناموا…..هذه الليلة نقضيها سهارى…..نملأ الليل غناء وسمر……ونغنى للقمر ( بقلم عبد المنعم عواد يوسف )
حضرت امس الجمعة 16 سبتمبر 2022 بهيئة خريجى الجامعات حفلة تدشين صالون اضواء المدينة الثقافي برئاسة الشاعر الكبير محمد الشمندى وسط كوكبة كبيرة من الشعراء و الادباء من القاهرة و الاسكندرية و البحيرة

و ألتقيت هناك بالاستاذ فايز جعفر ( رئيس رابطة الادب الحديث ) الذى أخبرنى عن ندوة سوف يذهب إليها مع الشاعر محمد عبد المولى بعد قليل و دعانى للذهاب معهم و لبيت الدعوة بالايجاب
و كانت الندوة بجمعية الشبان المسيحية ( لرابطة شعراء العروبة ) برئاسة الشاعرة والناقدة أ.د. ثريا العسيلي لاحياء ذكرى رحيل زوجها الشاعر الكبير الدكتور عبد المنعم عواد يوسف ” رائد الشعر الحديث ”
و فعلا ذهبت الى جمعية الشبان المسيحية ( لاول مرة فى حياتى ) بصحبة الزملاء حيث صعدنا درجات السلم الى الدور الثالث حيث تقام الندوة و كانت القاعة مكتظة بكوكبة من الادباء و الشعراء لاحياء ذكرى الشاعر القدير و كان من بين الحاضرين الشاعر الكبير السيد حسن ( مقدم برنامج قطرات الندى بالبرنامج العام ) حيث قام بإلقاء كلمته فى ذكرى رحيل شاعرنا الجليل قائلا :

” الشاعر عبد المنعم عواد يوسف غائب عن المشهد بجسده و لكنه حاضر معنا الان بإعماله الشعرية فلقد لفت نظرى مجموعة شعرية حظيت بعد رحيله بإحتفاء كبير لكن لاحظت ان اثنتين من هذه القصائد تأتيان الى جوار بعضهما البعض رغم الفارق الزمنى الكبير بينهما فهناك قصائد كتبت فى بداية الرحلة مثل قصيدة الكادحون و قصائد اخرى كتبت فى الختام و كأن هذا بذاته يخبرنا ان الموهبة الشعرية الكبرى حين تسفر عن ذاتها ليس ضرورى ان تمر السنوات لكى تختلف نبرة الكتابة لكن فى الكادحون انت . انت و ايضا فى الحب و السلام انت . انت و اخير فالشاعر عبد المنعم عواد يوسف كان يذكرنى دائما بفكرة ان البحيرات الاعمق هى الانتأ سطحاً او ان البحيرات الاهدأ سطحاً هى الاعمق دائما ”

و قام أيضا الشاعر سعيد الصاوى بإلقاء كلمته على المنصة قائلا :
” اذكر انه كان يظل يجلس حتى آخر الوقت فى جميع الندوات ليستمع للجميع و ليس كما يفعل بعض الشعراء الآن بعد انتهاء تقديم فقرته الشعرية الخاصة به فى الندوة يذهب و لا يستمع الى اعمال باقى الشعراء و ايضا كان الشاعر عبد المنعم عواد لا يشترط على من يدير الندوة تقديمه اول الندوة او اخر الندوة ”
و قال الشاعر احمد الجعفرى عنه :

الشاعر عبد المنعم عواد يوسف يعد من مؤسسي قصيدة شعر التفعيلة في الشعر العربي المعاصر و كان يحاول كسر الايقاع بحيث تبدو القصيدة – لغير العارفين – وكأنها قصيدة نثر، ومن وسائل كسر الإيقاع: التدوير واستخدام البحور غير الصافية والتى تتنوع فيها التفعيلات، ومن ذلك تعامله مع ” البحر الطويل”
و قال الدكتور محمود خليل :

” كان لديه من البعد الانسانى و حب الحياة و كانت دائما الابتسامة لا تفارق محياه و كان متصالح مع نفسه حينما تنظر إليه تأخذك من اللحظة الأولى قسمات وجهه المريحة.. تخشع لأنك فى حضرة شيخ كبير، ثم لحظات يحملك ليحلق بك فى سماوات لا أول لها ولا آخر من العذوبة والرقة والحب والشعر الجميل ”
و توالى الجميع بتقديم كلماتهم فى ذكرى الشاعر حتى نهاية الندوة

أما لمن لا يعرف الشاعر عبد المنعم عواد يوسف فهو :
أعلنت عقارب الساعة يوم الجمعة السابع عشر من شهر سبتمبر 2010 م وفاة الشاعر عبد المنعم عواد يوسف الذى يعد من من مؤسسي قصيدة شعر التفعيلة و رائد من رواد الشعر الحديث فى الوطن العربى

فقد جمع الشاعر بين نظم الشعر، والكتابة النقدية، فضلا عن إبداعاته للأطفال، بالإضافة إلى قصائده المعروفة باسم قصائد ومضة فهى اشبه بما يعرف في الآداب الغربية الإبيجراما، أو ما يسمى في الأدب الياباني شعر الهايكو

بدأ نشر قصائده فى الخمسينات ، بدأ مع صلاح عبد الصبور ومحمد مهران السيد وكمال نشأت وفوزى العنتيل وكمال أيوب وحسن فتح الباب ونجيب سرور وأحمد عبد المعطى حجازى وجيلى عبد الرحمن وغيرهم من الأسماء البارزة التى شكلت تاريخ الحركة الشعرية فى مصر

الشاعر عبد المنعم عواد يوسف من مواليد عام 1933 بشبين القناطر بمحافظة القليوبية وفى عام 1957 م حصل على ليسانس آداب لغة عربية من جامعة القاهرة وفى عام 1964 حصل على دبلومة الدراسات العليا .

عمل مدرسا للغة العربية في مصر والإمارات العربية المتحدة وترأس القسم الثقافي بجريدة البيان الاماراتية
حصل الشاعر عبد المنعم عواد يوسف على الجائزة الأولى فى الشعر من مهرجان الشعر بدمشق 1960 و من رابطة الأدب الحديث 1962.
كتب العديد من القصائد، و الدراسات الأدبية وكذلك النقدية، في الكثير من المجلات والصحف والجرائد العربية المختلفة. وأهم ما كتبه الشاعر من قصائد ” عناق الشمس ، للحب أغني ، الحب والسلام ، أغنيات طائر غريب ، عيون الفجر، هكذا غنّى السندباد ، تنويعات على الأوتار الخمسة ، الضياع في المدن المزدحمة ، بيني و بين البحر ، الكادحون و يعد ديوانه لكم نيلكم ولي نيلى ، من أهم الدواوين التي يعتز بها.إلا أن من أبرز القصائد، التي يعتز بها كثيرا، قصيدة كتبها منذ 50 عاما، بعنوان وكما يموت الناس مات، لكونها فتحت له باب الشهرة منذ هذا العهد البعيد، وهو ما دفع الناقد حسن فتح الباب، إلى إعداد دراسة عنها بعنوان الاتجاه الواقعي في شعر عبد المنعم عواد يوسف ”

وكما غنى للإنسان، غنى للحب قائلاً :
حينما تمضى بنا الأيام من دون لقاء……يصبح العمر خواء….صدقينى لم يكن إلا هباء…..لم يكن إلا هشيما…..ذلك العمر الذى ولى قديما….قبل أن يجمع ما بينى وعينيك اللقاء
فكل الشكر للزوجة المخلصة الوفية الانسانة الدكتورة ” ثريا العسيلى ” على احياء ذكرى زوجها الشاعر عبد المنعم عواد يوسف سنوياً فى نفس الموعد ( 17 سبتمبر )

” فمن العرفان بالجميل ان نجد من يذكرنا بعد الرحيل و يظل يحفظ العهد ”
أتسألنى : لماذا يعشق الإنسان ؟
لأن الحب فى دمنا ، كمسرى الروح فى الأبدان …عشقنا ، لم يكن فى الوسع ألا نلبى الأشواق ، ولهفة عاشق مشتاق ، عشقنا ، لم يكن فى الطوق ألا نعرف الحُبّا . ونارا تصهر القلبا ، عشقنا، فالهوى قدر على الإنسان
يفاجئنا، يحاصرنا، فلا نقوى على النيران.
وتأتى الآن تسألنى: لماذا يعشق الإنسان؟

شاهد أيضاً

ليالي حيدر تطلق جديدها “من يوم”..وماذا عن مشاريعها المستقبلية؟

  أطلقت الفنانة ليالي حيدر عملها الجديد بعنوان “من يوم”، وهو من كلمات الياس اسحاق …