موت وطن

د. محمد الحسيني

ما من عاقل ينكر نتائج قانون قيصر في الحصار الاميركي على سوريا وتأثر لبنان به، إن من حيث تواجد النازحين السوريين الغير منظّم على الأراضي اللبنانية أو من حيث إستفادة الدولة العميقة لدينا بالعائدات المالية لهؤلاء النازحين .لكن من الأجدى تذكير الجميع أن نظام المحاصصة الطائفي هو المدان الأول في إفقار اللبنانيين وسلبهم ودائعهم والتسبب بحرمانهم أبسط مقوِّمات العيش الكريم حتى بات شعبنا يرمي بنفسه في البحر لينجو من جحيم لبنان او يقضي في لجج البحر غرقًا …
في الدول إن حصلت تلك النكبات يسارع المسؤولون الى الإستقالة من مراكزهم والتواري عن الأنظار كعقاب إرادي طوعي . هذا لا يحصل في الجمهورية اللبنانية لأن الشعب يحتاجونه في الإنتخابات حصرًا ولا يهمهم كيف يموت وكيف يعيش ! هجرة أطباء ، هجرة أدمغة ، قوانين تمنع أي محاولة للإنتاج الصناعي ولا حتى الزراعي ، تلوث الانهار ، تزوير في الادوية ، إحتكارات للمواد الغذائية والمحروقات ووو …
بالامس ٥٣ غريق صعدت أرواحهم الى السماء ، ذنبهم طلب العيش الكريم . ذنبهم أن لا حول لهم ولا قوة من لبنانيين ولاجئين من فلسطين ونازحين من سوريا ، رحلوا الى الابد وتركوا لنا حقيقة واحدة أن من هم في السلطة في هذا البلد مدانون .
ينتظر هؤلاء ٣ مليارات دولار من البنك الدولي لإقراض لبنان ، لكأنهم غفلوا عن المائتي مليار دولار الذي أثقل الموازنة اللبنانية وجعلها عاجزة لا بل جعل لبنان دولة فاشلة بكل المقاييس .
للمرة الثالثة يا من هم في السلطة إرجعوا الى إنسانيتكم وساهموا في صندوق لإنقاذ لبنان تتبرعون فيه من الاموال التي راكمتموها طيلة وجودكم في السلطة عبر ما كسبتموه من صفقات وسمسرات وإختلاسات وإرتكابات وتجارات من هنا وهناك … كفاكم ذلًّا وإذلالًا ، والله لن يرحمكم التاريخ بل سيحوِّلكم الى الدرك الأسفل من السفالة .