الملكة إليزابيث الثانية: وفاتها تعيد إلى الذاكرة الماضي الاستعماري لبريطانيا في جنوب إفريقيا
19 سبتمبر، 2022أخبار عالميةالتعليقات على الملكة إليزابيث الثانية: وفاتها تعيد إلى الذاكرة الماضي الاستعماري لبريطانيا في جنوب إفريقيا مغلقة443 زيارة
أندرو هاردينغ
على مدار الأسبوع الماضي، تعاملت دولة جنوب إفريقيا، الدولة ذات العلاقة الفريدة والمعقدة مع العائلة الملكية البريطانية، بصمت واضح مع وفاة الملكة إليزابيث.
في حين أن البعض هنا ينعونها بهدوء ويتذكرون على وجه الخصوص صداقتها الفريدة مع نيلسون مانديلا ، اختار كثيرون آخرون التركيز على إرث الإمبراطورية البريطانية المثير للجدل بشدة والمختلف حوله بشكل حاد .
بينما كانت تقف بجانب مجرور صرف مفتوح في بلدة فقيرة خارج كيب تاون، قالت الطالبة الجامعية سيبوليلي ستيرمان: “لن أقول إنني لا أحب الملكة، بل أرى ارث الاستعمار البريطاني في حياتي اليومية”.
في هذه الأيام، يشكك العديد من شباب جنوب أفريقيا على وجه الخصوص، في التفاهمات والمساومات التي رافقت انتقال بلادهم إلى الديمقراطية في أوائل التسعينيات، ويطالبون الدول الغربية ببذل المزيد للاعتراف بقرون من الاستغلال الاستعماري.
قالت ستيرمان: “أحبّت جدتي الملكة. لكننا جيل مختلف”، مشيرة إلى دعوات في جنوب أفريقيا على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، لبريطانيا لإعادة ما يقولون إنه ألماس جنوب إفريقيا “المسروق” الذي يزين التاج البريطاني.
تم إهداء ماسة كولينان، أكبر ماسة على الإطلاق، للملك إدوارد السابع في عيد ميلاده السادس والستين من قبل المسؤولين الاستعماريين في جنوب أفريقيا.
بعد الحرب العالمية الثانية بوقت قصير، زارت الملكة إليزابيث التي كانت آنذاك أميرة، الطرف الجنوبي من إمبراطورية بريطانيا الإفريقية الشاسعة، ووصلت إلى كيب تاون مع عائلتها على متن سفينة حربية جرى تعديلها خصيصصا لرحلتها في عام 1947.
في ذلك الوقت، كان رئيس الدولة في جنوب أفريقيا هو الملك البريطاني، جورج السادس رغم أنها كانت تتمتع بالاستقلال.
وأظهرت لقطات من شريط الأخبار بالأبيض والأسود إليزابيث وشقيقتها مارغريت وهما تضحكان وتلعبان في عطلتهما مع البحارة على متن السفينة إتش إم إس فانغارد تحت ظلال جبل تيبل.
ولكن مع نزول الفريق الملكي إلى الشواطئ، تحول تركيزهم إلى المهمة الملحة المتمثلة في محاولة مساعدة بريطانيا في الحفاظ على نفوذها العالمي وروابطها التجارية، في وقت كانت فيه العديد من الدول تتخلص من أغلال الإمبراطورية في أعقاب الحرب.
أثناء وجودها في كيب تاون، بلغت الأميرة إليزابيث الحادية والعشرين من عمرها، وتميزت بخطابها الجاد في تلك اللحظة حول دورها المستقبلي كملكة.
وقالت: “أتعهد أمامكم جميعاً بأن حياتي كلها سواء طالت أم قصرت، ستكون مكرسة لخدمتكم وخدمة عائلتنا الإمبراطورية العظيمة التي ننتمي إليها جميعاً”. وتم بث خطاب الأميرة حول العالم .
بعد ساعات، اجتمع أفراد النخبة البيضاء حصراً في المدينة الساحلية بأزيائهم الخاصة لحضور حفلة عيد ميلاد ملكية. وحضر في تلك الليلة رجل واحد من غير البيض وهو جوهر موسافال، نجم الباليه الصاعد وقتذاك.
يتذكر موسافال الطاعن في السن ولكن صاحب المظهر الأنيق والبالغ من العمر 94 عاماً، تلك الليلة ويقول: “شعرت بسعادة بالغة وغمرني الفخر، شعرت أنه من الرائع رؤيتها في عيد ميلادها الحادي والعشرين”.
بعد بضع سنوات، تم اختياره للرقص في حفل تتويج الملكة إليزابيث في لندن.
ويقول مفتخراً: “كنت أول أسود في العالم ينضم إلى فرقة الباليه الملكية. لا يزال لدي برنامج التتويج المسجل كدليل على أنني رقصت منفرداً لجلالة الملكة التي لعبت دوراً في جميع أنحاء العالم ” وامتدح الملكة على “الدور العظيم الذي لعبته في مختلف ارجاء العالم”.