الحنين إلى الماضي

بقلم سلاف فواخرجي

من اسبوعين ، وكان نهار جمعة متل اليوم يعني …
بحديث يطلق عليه مصطلح نوستالجيا ، الحنين الى الماضي…
حكيت عن اوسكار وعن افلام الكارتون اللي بتلمسنا واثرت فينا ولاجيال كتيرة ….
ولقيت فعلا تفاعل رهيب بيتوقف عندو ، قريت كل التعليقات واحد واحد وتأثرت بالكل وفرحت وحسيت قديش نحنا متعطشين نرجع نحس ، ونرجع لبساطتنا وانسانيتنا ، ولطفولتنا وبيتنا وعيلتنا ، والجيران ولمتهم وللسكبة ولوحدة الحال معهم … وللدفا وللتفاصيل .. نرجع نحنا باختصار …
قبل استعمار الموبايل وانتهاكه حياتنا بهالشكل …

وناس كتير حكوا معي مشان هاد البوست
واخرهم كان د. جهاد رفيق اخي اشرف ، اللي كان متأثر
وكلامه رجع اثر فيني وشجعني لكمل بالتعبير عن هي التفاصيل اللي بتصحي فينا الحياة وشاركها مع الناس لانو كلنا طلعنا محتاجين هالشي …

تذكرت ببداية يومي ، يومنا ، وخصوصا ايام المدرسة اللي بتوقع اكتر ذكريات طفولتنا محصورة فيها ، لانو ماكان في هالخيارات الكبيرة المتاحة ونحنا اطفال …
اصعب اصعب لحظة بعز الشتا لما منشيل الغطا والدنيا برد لنقوم نلبس ونروح عالمدرسة …
شلون بدي قولها يعني متل احساس الفطام … هيك شي ، لحظة من القهر فعلا ولكن لابد منها اكيد …

وبيجي برنامج الصبح عالسبعة الا ربع تماما عالاذاعة السورية اللي بيلطف الاجواء وبتغني فيروز ومنبلش نحنا نحس بالدفا
وأصوات مذيعينا ونطقهم الجميل ولغتهم السليمة بتعمل راحة نفسية من الصبح … ومنبدا نتحضر للمدرسة …

يوم السبت وقبل مسلسل التسعة ونص
(يعني يطلع تسعة ونص مشان جيل هلأ مايفكر اسمه تسعة ونص )
كان في برنامج ولا احلى ولا اعظم
البرنامج اسمه اللغة والناس للاستاذ العظيم يوسف صيداوي وتبدا المقدمة بالشعر
لغة اذا وقعت على اسماعنا
كانت لنا بردا على الاكباد
ستظل رابطة تؤلف بيننا
فهي الرجاء لناطق بالضاد
كنت تابعه بشغف اكتر من اي برنامج او مسلسل
وياريته ينعاد هلأ وبكل وقت

ويمكن بنفس اليوم كان برنامج المجلة الثقافية وشارته العظيمة (Carmina Burana) ومذيعته الانيقة هيفاء يونس

الاحد كان برنامج الصديقة العزيزة والمتميزة منى كردي نجوم وأضواء بعد الضهر ،
والمسا برنامج طرائف من العالم للدكتور محمد توفيق البيجيرمي اللي اله لكنة خاصة محببة وخفيفة الظل خصوصا جملته الشهيرة ولاسيما اذا ختم الحلقة بعروض ازياء غريبة الشكل
“فتخيلوا يارعاكم الله ”

يوم الاثنين بحكم دوام المدرسة انو طويل ومابيخلص
كانوا عالساعة تنتين ونص يذيعولنا مسلسل اذاعي رهيب اسمه ظواهر مدهشة للدكتور طالب عمران ، كان عنجد روعة وانا بحب هالقصص والماورائيات والغيبيات وبحب عيش فيها وكنت روح معها للاقصى ، وكنت خاف من صوت الفنان الكبير نجاح سفكوني بصراحة ..

الكبير عدنان بوظو الله يرحمه شو كنا نحبه ويأثر فينا وكان جنبه يقعد دايما ياسر علي ديب
بس ماعاد اتذكر اي يوم يمكن الاتنين ..

اما بقى يوم التلاتا وعالوحدة ونص ينذاع المسلسل الاشهر واكيد معظمنا كنا مداومين عليه
الا وهو برنامج حكم العدالة ، ومافينا نتغدا قبل ماتخلص الحلقة ونعرف الجاني وندعي عليه .

والتلاتا كمان عالتلفزيون كان برنامج ارضنا الخضراء اللي بيحكي عن اراضينا وفلاحينا وزراعتنا وبما انو انا بحب الزراعة كنت اهتم
ونحب غنيته بصوت العملاق وديع الصافي الله يرحمه :
خضرا يابلادي خضرا (قبل الحرب والحرايق …. )

بعد الضهر ننشغل بسحب اليانصيب لانو ماما كل اسبوع بتسحب ورقة … ومابذكر تماما اذا بنفس اليوم ، كان برنامج المذيع الكبير الرائع والراحل صاحب الصوت الجميل مهران يوسف اللي تعودنا عليه بالاخبار كان يطلع ليقدم شهادات ج وماما تقعدنا لنشوف الارقام الرابحة لانها عاملتلنا الشهادات ..
وطبعا ماربحنا ولا مرة …

يوم الاربعا يوم الواحد بيحسه حيادي …
مابعرف كيف … لا هو اول الاسبوع ولا اخره ولانصه وملحق بالخميس ..
المهم مو هاد حديثنا ، كان برنامج الحرفيين احد صفات هاد اليوم اذا الله ماخيبني
ويطلع كمان برنامج للدكتور الخاني
كان مهم بس الشي الوحيد اللي معلق بذهني بصراحة هو الصاروخ ببداية الحلقة

والخميس بقى اخر الاسبوع اللي كنا نستناه بفارغ الصبر واللي تتم فيه كل المهام المؤجلة ، الحمام والغسيل وكل شي كل شي ، لتستقر العائلة وتتجمع والكل مهفهف وغير شكل ، ونقعد نشوف مايطلبه الجمهور مع الكبيرة ماريا ديب عالسبعة قبل اخبار التمانة ونص ، ونحظظ من بعض عالاغاني
ونسهر السهرة المنتظرة بقى على مجلة التلفزيون وشارة اغنية ليلة حب لأم كلثوم مع الكبيرة عزة الشرع بمعظم الحلقات ونعرف اخبار المسلسلات ونشوف اللقاءات الفنية

وبتوقع كتار متلي كنا كل الاسبوع نقرر نسهر الخميس بما انه عطلة تاني يوم ، نقوم لاجل الحظ ننام الخميس بكير بعكس كل ايام الاسبوع !

اما الجمعة واثناء التحضير لفطور الجمعة والطقس الشامي الأزلي التسقية والفول وماشابه ولوازمهم وهالقصص

كانت تطلع تحفة الاعلامي العظيم الساحر
مروان صواف اذا غنى القمر … ونتفرج عليه بعشق ، وشو بشوف حالي بمثقف وباعلامي بهاد الحجم
وبزعل بنفس الوقت انو ماتقدر صح …

وبعدين بقى مسلسل الجمعة الصباحي ومن ثم الكارتون ومن ثم البدوي ، ونحاول نلاقي وقت للوظايف بين الفواصل …

وفي برنامج كانت تقدمه ايمان الرحبي ولينا الاسعد غالبا الجمعة بعد الضهر مسالخير يسعد مساكم شي في مسا … وفي شي مابنساه لما كانت لينا تزعل من كل المتصلين اللي يقولولها مدام وتقلهم انسة لو سمحت ، (مع كل الحب طبعا) ، وترجع ايمان ترطب الجو وتقول لينا آنسة وانا مدام .. بس الجمهور ماعم يستوعب

التلفزيون والناس ماعاد اذكر اذا الجمعة المسا ولا السبت وكان يقدمه الرائع عبدالمعين عبدالمجيد وننبسط لبساطته وعفويته وعدم تكلفه ويحسسنا وكانه نحنا اللي رحنا المشوار معه حقيقة ونتوقع نحنا وماشيين الا مانلاقيه من كتر ماكان قريب مننا

واكيد الكل بيتذكر كان ياما كان اللي كنا نتفرج عليه كلنا للراحل و الاستاذ الكبير داوود شيخاني …
وبصراحة هاد المسلسل عملي أزمة وانا وصغيرة لاني كنت خاف من الممثلين القديرين جهاد الزغبي وفاتن شاهين ، وبعد ماصرت ممثلة وتعرفت عليهم اكتشفت قديش هنن ناس طيبين وحاول انسى الماضي الأليم ، بس ماقدرت كتير بصراحة لدرجة اني قلتله مرة للاستاذ جهاد اني لهلأ مافيني أتخيله الا جني وعندو دنب احمر ولساتني مصرة انو في دنب احمر … انا اسفة

الجميلة ماجدة زنبقة كان الها وقع جميل وخاص ..
والكثير من مذيعاتنا ومذيعينا اللي كنا نحبهم وحافظين اساميهم كلن كلن ، بحكم المحطة الوحيدة اللي كانت جزء من بيوتنا وحياتنا ، ولما صار في قناة تانية حسينا بحالة تطور كبيرة وكان اكتر شي يلفت نظر البرنامج اللي تقدمه
ييرادو كريكوريان وصوتها الناعم والرقيق متل الموج .

صح وكان برنامج الاطفال اليومي كنت حب المعلمة اللي كانت تطلع كانت ضحكتها حلوة وحنونة وشعراتها القصار للاسف اسمها مو حاضر بذهني ..
بس في حلقات كانت آنستي الموسيقا بالابتدائي تطلع فيه .. اترجيتها كتير اطلع معها كومبارس بالخلفية ماكانت ترضى …. قهرتني ماكنت حبها …. ومازلت…
لا ، مو مازلت …. الله يسامحها …

وكنا مخلصين للتلفزيون ونختم بالنوارس بغدا نلتقي … اللي صعب ننساه ابدا …
ونفرط من الضحك بالاخطاء والعثرات تبع الممثلين حتى لو انعادت مية مرة نفسها ذاتها
ومذيعاتنا الحلوات يقولوا برنامج بكرة ، مع انو كل الشعب السوري بيعرف برامج بكرة لسنين طويلة …
وتطلع الغنية الاخيرة التقيلة ونعلن موعد النوم
مكرها اخاك لا بطل …

شو كمان في برامج بتتذكروها معي … ومين الاعلاميين والمذيعيين اللي مأثرين فيكم وشو كنتوا تحبوا وشو ماتحبوا

بعرف في ناس مالها خلق تقرا وكتير ناس نصحوني ماطول بالبوست
بس بعرف انو اللي بيحب يقرا بيقرا وبيهتم ..
هنن نفسهم الأجيال اللي عم احكي عنها واللي بيعنيهم هالتفاصيل
9.10.2020
بقلم : #سلاف_فواخرجي
Sulaf Fawakherji سلاف فواخرجي

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …