قصة غياب من أجل لبنان

القاضي حسن الشامي

 

وفي مثل هذا اليوم إبتدأت رحلة ذاك “الغريب” مع رفيقين إلى أرض ظالمة.
إستقلوا طائرة “الميدل إيست” إلى طرابلس الغرب.
إستقبلهتم المراسم الليبية،أقاموا في فندق الشاطىء الكبير.
كان شهر رمضان…والإمام ينتظر لقاء مع معمر القذافي بناء لوساطة بريئة من الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين.
على جدول أعمال زعيم الشيعة في لبنان بندان: الجنوب المحتل والحرب الأهلية.
حصل اللقاء في ٣١ آب ظهرا في تمام الساعة الواحدة والنصف.
كان إجتماعا عاصفا…التناقض واضح بين داعية سلام وبين طاغية ينشر الفتن (كما ورد في تقرير رسمي لمجلس الشيوخ الإيطالي).
أشار الديكتاتور:”خذوهم”… تم سجنهم في منطقة أمنية في العاصمة تدعى “جنزور” حتى عام ١٩٨٢.
بعدها تم نقلهم إلى سجن سري في قاعدة عسكرية جوية في مدينة “سبها”.
ثم لاحقا بعد سنوات إلى معتقل سياسي سري في طرابلس يسمونه:”مكتب النصر”.
وكان غباء أجهزة ذاك النظام قد دفعه إلى تنفيذ مسرحية السفر إلى روما… لبس الرحيبي وصهبون والمنصوري ثياب الإمام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين وركبوا طائرة “اليطاليا” رقم ٨٨١ حاملين جوازات سفر الأحبة الثلاثة بعد تزوير الصور الشمسية.
ترك رجال المخابرات الليبية الحقائب في فندق “هوليداي إن” و “ساتالايت” وغادروا إلى وجهة مجهولة.
كل أركان النظام البائد أكدوا ما تقدم.
ذهب موسى الصدر إلى بلد عربي مطمئنا أنه لا يعقل لمضيف أن يغدر بضيف…نهاه كثر لكن “الهموم الوطنية” كانت برأيه تستدعي “المغامرة”.
دفعت قامة عالمية حريتها ثمن بقاء لبنان…ثمن الحرص عدم تدمير الجنوب من قبل العدو ومن كان يستعرض حينها ولا يقاوم.
هي قصة مؤلمة…على الأقل لمن ما زال خلف قضبان لا يصدق ما يحصل له…لكنه واثق مما زرعه هنا.
سمعتها مرة عام ٢٠١٢:
{كل ما نحن عليه بسبب موسى الصدر}.
هذا هو مختصر القصة…باختصار.

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …