بقلم : #سلاف_فواخرجي
في مدينة افتراضية وزمن افتراضي ، بُنيت البيوت بشكل عشوائي ، فضاعت الاتجاهات وتعطلت البوصلة ، ولم يكن أحداً يهتم بطباعة البطاقات الشخصية للأهالي ، وراح الصالح بالطالح … واختلطت الأسماء بالأوراق والأحياء بالأموات …
حتى اندلعت الحرب ، واستفاقت الأهالي لحماية مكانهم ذاك وذكرياتهم تلك …
وهرعوا يبحثون عن أبطالهم المنقذين فظهر بينهم أبطال حقيقيون كثر ، ولم يحتاجوا إلى صناعة أبطال كما هي عادة الحروب ،
وآمنوا بالغد … وبأبطالهم …
وهنا كانت الإستفاقة الثانية وربما الأقسى ،
أن مجلس المدينة عندما قرر أن يبني مجدداً وأن يحدد الشمال والجنوب والشرق والغرب ، وأن يمنح من بقي من الأهالي أجمل وأزهى البطاقات ألواناً والتي كتبت أسماؤهم عليها بخطوط غامقة محددة لاتحتمل التزييف والتزوير ،
عندها لم يرق للمجلس أبطاله ، وخاف منهم أكثر من خوفه من الحرب نفسها ، فحضروا لهم دروعاً برونزية للشكر ، وصفقوا لهم كثيرا ، ثم حنطوهم …
ثم استبدلوهم بالأقزام …
حتى أصبح الأقزام أبطالاً ، والأبطال أطلالاً ،
وأصبح للقلوب أغلالاً …
وأضحت الفوضى شريعة …
فاستمرت الحرب … ومازالت ….
15.7.2017
Sulaf Fawakherji سلاف فواخرجي