الى عبد الغني سلام في الذكرى الخامسة لرحيله.

 

معن بشور

لم تكن “اللواء” مجرد اسم لمجلة اسبوعية أصدرها الراحل الكبير الأستاذ عبد الغني سلام في أوائل ستينيات القرن الفائت ثم لجريدة يومية أصدرها في أواخر سبعينات ذلك القرن ،بل كانت لواءاً للبنان الواحد والعروبة الحضارية والاسلام المنفتح والملتزم بقيم الامة وفلسطين الحرة المتحررة من الدنس الصهيوني، والحرية التي لم تغب “اللواء” يوماً عن الدفاع عنها.

ربما قلّة من اجيالنا الجديدة تعرف أن عبد الغني سلام دخل السجن عام 1967 بسبب مقال جريء موجه لرئيس الجمهورية يومها محذراً من مخاطر أزمة مصرف “انترا” وتداعياتها على مستقبل الوضع الاقتصادي الاجتماعي في لبنان.
في حرب العقد ونصف التي شهدها لبنان، والتي صدرت جريدة اللواء في أوجها، حرص سلام وأسرة اللواء أن تكون الجريدة من موقعها الوطني والعروبي والاسلامي، وهي الحديثة الصدور ،صوتاً للاعتدال والتهدئة وجسراً للتواصل بين اللبنانيين، كما بين بعضهم والأخوة الفلسطينيين الذين ما تخلّت “اللواء “يوماً عن حقوقهم، وكانت مكاتبها مفتوحة لقادتهم في أصعب الظروف حتى أطلق ابو عمار -رحمه الله- عليه لقب الإطفائي لكثرة الأدوار التي قام بها لإطفاء نيران الفتنة في لبنان وعلى المستوى العربي.
قلْما تجسّدت روح مدينة في واحد من أبنائها كما تجسّدت روح بيروت الجامعة الملتزمة بهموم وطنها وامتها كما تجسّدت في مسيرة عبد الغني سلام الوطنية والقومية والاجتماعية.
ولا أنسى أنني على مدى عقود ثلاثة ونيف لم أمر مرة قرب مكاتب اللواء في محلة الزيدانية في شهر رمضان المبارك إلا ورأيت لافتة كبيرة تعلن عن مآدب الرحمن التي كان يقيمها سلام للمحتاجين من الصائمين، تماماً كما كان يقيم على مدى العام مأدبته المعنية بالتحصين الأخلاقي والروح الوطنية والقومية والإسلامية في بلاده وأمته.
واليوم إذ نحيّي الذكرى الخامسة لرحيل عبد الغني سلام -رحمه الله- نحييّ عائلته الكريمة وأسرة اللواء وعلى رأسها الصديق العزيز الاستاذصلاح سلام ونأمل أن يتابعوا المسيرة رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها الصحافة اللبنانية، كما لبنان باسره، وهي مسيرة الوحدة الوطنية والاستقلال الفكري والمهني والعروبة الحضارية والدفاع عن الحق الفلسطيني في تحرير أرضه وصون حقوقه.

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …