الرجاء انها هدية رائعة لفلذات اكبادنا ستغيرهم كثيراً

أنا كناجي أمهز تربيت يتيما لا أما ولا أبا، وربيت إخوتي الأربعة الصغار، لم أعرف الاهتمام بهم كثيرا، لان حياتنا كانت تشبه رواية فيكتور هوجو البؤساء، لكن كنت أخبرهم دائما كم أحبهم، وقد أعطيتهم كل حناني، الله ساعدني ووفقني وزوجتهم جميعا ثم تزوجت، لا تتصورون ماذا يفعل الحب والحنان بالعائلة ، أنه يحولها إلى كتلة واحدة.
أنا اليوم عندما أجد عبرة رائعة أرسلها لإخوتي لأنهم أولادي، وأقول لهم وزعوها على أولادكم، وأنا بدوري اجلس مع أولادي وأخبرهم بطريقة أو بأخرى صورة تحاكي هذه العبر.
هذه العبرة أرسلها لي صديق وهو مثال الأب الصالح المعلم المربي، وبما أنه أكبر مني بأكثر من عقدين وهو من طبقة أرستقراطية نبيلة، وأستاذ دكتور بالفلسفة، واعرف عمق اهتمامه ودقة اختياراته لتجربته الكبيرة والناجحة بالحياة، أردت أن أنشرها لأنها عبرة رائعة للغاية.

كان والدا طفل يصطحبانه في القطار عند جدته كل عام ليقضي عطلة الصيف. عندها يتركونه ويعودون في اليوم التالي. و في أحد الأعوام قال لهما: أصبحت كبيرا الآن. ماذا لو ذهبت لوحدي إلى جدتي هذا العام؟ وافق الوالدان بعد نقاش قصير. وها هما في اليوم المحدد واقفان على رصيف المحطة يكرران بعض الوصايا عليه، بينما هو يقول، لقد سمعت ذلك منكما الف مرة!
وقبل أن ينطلق القطار بلحظة اقترب منه والده وهمس له في أذنه: “خذ .. هذا لك إن شعرت بالخوف أو بالمرض”، ووضع شيئا بجيب طفله.
جلس الطفل وحيدا في القطار دون اهله للمرة الأولى و هو يشاهد تتابع المناظر الطبيعية من النافذة ويسمع ضجة الناس الغرباء تعلو حوله،يخرجون ويدخلون إلى مقصورته. حتى مراقب القطار تعجب ووجّه له الأسئلة حول كونه دون رفقة.
حتى إنّ امرأةً رمقته بنظرة حزينة.
فارتبك الولد وشعر بأنه ليس على ما يرام. ثم شعر بالخوف…فتقوقع ضمن كرسيه واغرورقت عيناه بالدموع.
في تلك اللحظة تذكر همس أبيه وأنه دسّ شيئا في جيبه لمثل هذه اللحظة.
فتّش في جيبه بيد مرتجفة وعثر على الورقة الصغيرة. فتحها، “ولدي. أنا في المقصورة الأخيرة في القطار”
كذلك هي الحياة، نطلق أجنحة أولادنا، نعطيهم الثقة بأنفسهم.
ولكننا يجب ان نكون دائماً متواجدين في المقصورة الأخيرة طيلة وجودنا على قيد الحياة.
الآباء مصدر شعور بالأمان لنا.

فرصة لكم أن تتذكروا آبائكم.

شاهد أيضاً

قال تعالى (افلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت) 🐪

الإبل يستطيع أن يشرب الماء المالح ولو من البحر الميـ ت ولا يرتفع ضغطه لأن …