لماذا تساهمون في ضرب هيبة المؤسسات العسكرية

 

نضال عيسى

في ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة كان لا بد أن نتكلم عن هؤلاء الشرفاء الأبطال الذين يذَلون اليوم بسبب السياسة والسياسيين الذين اوصلوهم إلى الفقر المدقع وهم الذين سقوا الأرض بدمائهم دفاعا” عن لبنان وسيادته وهل يوجد أعظم من هذه التضحية؟

عشرات بل مئات منهم نعرفهم شخصيا” ونعرف كيف يعيشون اليوم من ضباط ورتباء وعناصر أنهم شرفاء الوطن في هذه المؤسسات العسكرية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن الدولة وكافة الأجهزة التابعة لهم، الوحيدين الصامدين والصابرين على الصعاب، والسياسيون ينظرون إليهم دون أن يتحركوا حتى لو معنويا”.

ما دفعني اليوم للكتابة عن هذا الموضوع ليس فقط الحالة الإقتصادية لهؤلاء الشرفاء فقط فيوجد الأخطر من ذلك والسياسيون يحملون مسؤولية هذا الأمر وهو إضافتا لحالة الفقر والعوز التي وصلوا إليها فأنتم تساهمون في ضرب هيبة رجال هذه المؤسسات وعناصرها
فعدد كبير من عناصر ورتباء هذه المؤسسات وهم الذين كانوا ينفذون المهمات الأمنية والعسكرية على الأرض ويتابعون شؤون القرى والمواطنين ويملكون السلطة والهيبة ونتيجة الوضوع الإقتصادي والمادي وعدم انصافهم في زيادة رواتبهم أجبروا على العمل في جميع المجالات أثناء مأذونياتهم لأعالة عائلاتهم
صحيح أنهم شرفاء هذا الوطن وبالتأكيد يزدادون شرفا” أنهم يعملون بعرق جبينهم ولكن مَن كان يفرض الأمن ويتابع شؤون القرى كيف سيعامله الناس وكيف سيهابونه وهم يشاهدونه يعمل في المطاعم والحقول الزراعية وكعامل يومي
وبذلك انتم تساهمون بضرب هيبة الدولة وعناصرها

معيب على دولة ان ترى مَن يقدم الدم لأجلها ومحاربة الأرهابيين لا يوجد في منزله طعام، ومعيب اكثر أن من يحمي الأرض لا يوجد مَن يحميه من البرد لعدم استطاعته شراء المحروقات، ومخجل لمَن يستشهد لمواجهة الإحتلال لم يعد يستطيع ادخال عائلته للمستشفى؟
ضباط برتب عالية لديهم التزامات واقساط وقعوا في الدين والأحراج بسبب أنهيار العملة ولا أحد يحاول أنقاذهم من الإذلال، ضباط برتب عالية مكللة بالشرف والتضحية والوفاء لم يعد بأستطاعتهم استقبال ضيوف في منازلهم بسبب الأوضاع الاقتصادية وهذا ليس معيبا” بحقهم انه زادهم شرف لأنهم من شرفاء الوطن..
رتباء وعناصر يبيعون أثاث منازلهم لشراء الطعام والدواء ولا أحد يتحرك للحفاظ على ما تبقى من كرامتهم التي هي تاج هذا الوطن

يقفون على ثغور الوطن حاملين دمهم على اكفهم لأجلنا
في سقيع الثلوج تراهم
وفي لهيب الصيف تراهم
في الحفاظ على الأمن تراهم
وفي الطرقات تراهم
وفي حماية الأرض والعرض تراهم
وعندما وصلوا إلى الفقر والأذلال لم يعد احد يراهم
ما يحصل معيب ولا يجب أن يسكت احد عن ذلك تجاه هؤلاء الأبطال وعلى قائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية اتخاذ القرار لوقف هذا الإذلال بحق عناصر الجيش والاجهزة الأمنية من خلال اجتماع موحد إما انصافهم او سحب الجيش إلى الثكنات العسكرية وليتحمل السياسيين مسؤولية هذا الأمر

ولجميع السياسيين العاجزين عن الحل نقول نعم أنهم شرفاء الوطن ونعالهم اكبر من مناصبكم

 

شاهد أيضاً

بعد فيضانات الإمارات وسلطنة عُمان.. خبيرة أرصاد تكشف سرًا خطيرًا!

أعلن خبراء المناخ أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ الذي تسببه أنشطة البشر …