اختارت ألموت على ايدي الوحوش البرية من الموت على ايدي الوحوش البشرية

استراليا شبلي ابو عاصي

 

السيدة رنين شمعون ابنة العراق الجريح حيث فاضت أنهاره وجداوله دما ودموعا مما حل بشعبه و بأهله من قتل وتدمير طال كل شيء في العراق البشر والحجر والشجر وحقول البترول فيها ولم تسلم الكنائس ولا المساجد ولا الحسينيات من المجرمين الذين لا يعرفون الرحمة ولا الإنسانية فأخذوا من الأديان مسميات عدة. ،، ( منظمة داعش او جبهة النصرة او أية تسميات دينية وهذه الأديان السماوية منهم براء ٠
فذبحوا ما طالته ايديهم وقطعوا الرؤوس وأكلوا أكباد البشر وقتلوا الاجنة في بطون الامهات وفتكوا وهتكوا أعراض النساء هذا، مادفع بالآلاف من العائلات العراقية إلى  الهروب في الجبال وفي الأودية والاختباء في المغاور وبين الصخور لأن الأهالي يفضلون الموت على ايدي الوحوش البرية من الموت على ايدي الوحوش البشرية .

رنين شمعون : هي واحدة من الآلاف التي تمكنت من الهرب ومغادرة العراق مع عائلتها في العام ٢٠١٣ ووصلت مع ذويها الى الأردن ، وأثناء وجودها فترة ثلاث سنوات تقدمت العائلة بطلب هجرة إلى  استراليا ( لجوء ) وتمت الموافقة في العام ٢٠١٧ وحصلت العائلة على التأشيرة ، ولحظة وصولها، الى مدينة سدني احتضنتها وعائلتها (جمعيات إنسانية واجتماعية ). مكلفة من الدولة والمنظمات الدولية ٠ فأكملت رنين شمعون دراستها ورعتها جمعية تهتم بالفنانين والفنانات الجدد لا سيما اللاجئين المحملين بالتعب والشقاء والذكريات القاسية والتي لم يحصل مثيلاً لها في التاريخ . و حصلت رنين على منحة تعليمية مجانية لدراسة الفنون في جامعة سدني وبعدها شاركت بعدة معارض فنية في ( بلاك تاون ) مع فنانين آخرين٠ ولوحا ت الفنانة رنين شمعون (الخمسة ) التي شاركت بها جميعها تعبر عن بلادنا وخاصة العراق وما وقع فيها من مجازر وأحداث دامية و مأساوية على ايدي الدواعش والمرتزقة٠وجميعها تعبر عن: النزوح و القتل والدمار اما اللوحة الخامسة تعبر عن الانفجار الكبير في مرفآ بيروت وما خلف من دمار وخراب وشهداء وجرحى ٠

تتحدث الفنا نة رنين إلى إذا عة اس بي اس في استراليا : أن جميع لوحاتها هي انعكاس لتأثير الحرب والصراع فينا ( أنا وشقيقتي ) حيث اجبرنا على الهروب من بلدنا ٠٠
رنين شمعون المرأة الموهوبة بالفن والجمال ، أناملها خطت رسومات هزت وجدان الضمائر الحية وكشفت مدى الأجرام الداعشي وما فعلته بالطفولة من ذبح وسفك دماء ودمار شامل في بلادنا ٠

وتضيف رنين شمعون : أعمالي وما قدمته من رسومات تكشف براءة الطفولة وقصة النزوح، وصورة (الضباع البشرية ) قالت : حاولت أن ارسم قسوة ووحشية الإرهابين الذين يظهرون كالضباع مع صورة لطفلين متمسكين ببعضهما ليحتميا من هذه الوحوش التي تتربص بهما وهذه إشارة للخوف الشديد الذي امتلك أطفال العراق ٠

اما لوحة المرأة : لم تغب عن فكري رغم ما أصاب بلادي ٠وقالت: رسمت لوحتين للمرأة بألوان هادئة وعلى ورق خفيف والقصد من هاتين اللوحتين : أن المرأة قادرة على الحفاظ على أنوثتها والعمل في مجالات الحياة ٠٠
رنين شمعون هذه الفنانة الموهوبة بالفن والحق والخير والجمال لمساتها الفنية هذه والمعبرة لاقت رواجا وإعجاباً لدى أبناء الجالية العراقية والجاليات العربية وخاصة عند الذين يقدرون الفن وجماله ويقدسون تراب الوطن ٠
رنين شمعون تعيش اليوم في استراليا بهدوء وراحة بال و تحاول أن تنسى ما حصل باهلها واقاربها وبشعب العراق الذي تحمل العذاب والقهر والذبح والقتل والتدمير والذي لم يتحمله أي شعب في العالم لذلك من الصعوبة أن تمحي الماضي البشع بسهولة ، لانه سيظل وصمة عار على جبين البشرية جمعاء خاصة الذين دعموا وسهلوا عمل هذه المجموعات الإرهابية

٠
ختمت :بالقول رغم كل الذي وقع في بلادنا من اجرام وسفك دماء و سوف يزداد حبنا للعراق اما التحية الثانية : وهي من القلب لوطني الثاني ( استراليا ) هذه الدولة التي غمرتنا بحبها واحترامها وأنسا نيتها لنا وهي التي أنقذت حياتنا الى حياة افضل واجمل ، لها منا كل الشكر والتقدير والو فاء ……