الفنان التشكيلي علي سبيتي:

احترافي  فن الرسم نابع من تعلقي بالطبيعة والريف

حوار رئيس التحرير فؤاد رمضان

الفنان التشكيلي الحرفي علي سبيتي، إبن بيئته، يُعبر بالخيال والريشة واللون عن مكنون مواهبه، لا سيما الطابع الريفي التراثي، حيث يعشقه وأخذ منحاً كبيراً بهذا الميل مستنبطاً مستوحياً رسومات من جماليات الطبيعة الريفية وكل ما يتعلق بالأعمال الزراعية والحرفية اليدوية والمهن والمهارات ومشاهد تراثية من الماضي، إضافة لذلك شده ميله لبعض الأعمال الحرفية الخشبية كما الفخارية وصناعة الصابون المعطّر بأوجه فنية وهندسية متميزة، وبات له بصمات جلية في تلك الحرف والفنون.

 

الفنون التشكيلية تجسد الحالة الشعورية للإنسان

وبلقاء مع موقع مجلة كواليس.. بادرنا الفنان التشكيلي علي سبيتي برسمه خارطة طريق وتعريف موجز عن فن الرسم قائلاً:

تُعرف الفنون التشكيلية بأنها تلك الفنون التي تصور الحالة الشعورية للإنسان وتجسيدها في عمل يتسم بالجمال ويحقق الإمتاع النظري للمشاهدة، وذلك عن طريق تطويع الألوان والريشة والمساحات والخطوط وغيرها من المزايا التشكيلية للأشياء، ويندرج ضمنها مجموعة كبيرة جداً من الفنون كالنحت والرسم والتصوير، بالإضافة إلى الفنون التطبيقية الغنية بالإبداع والجمال الشكلي.

 

 

*أما عن مسيرته تلك، بدءاً من الموهبة حتى الإحتراف، أجاب:

تفتحت عيناي على بعض المشاهد والمناظر الطبيعية ولوحات فنية لمن سبقني بهذا الفن، نميتّها بالممارسة وعلى البديهة دون الإلتزام بأية قواعد أكاديمية .
وبعد التحرير في عام 2000 عدت من بيروت إلى مسقط رأسي بلدتي كفرا الجنوبية لأستمتع مجدداُ بمشاهد طبيعية وتراثية، عادات، تقاليد موروثة، مواسم المزارعين، قطاف الزيتون، العنب، الصبّار، شك الدخان، الحصاد، حراثة الأرض وغيرها.

كما تلقيت دروساً عل يد بعض الأستاتذة الأخصائيين منهم فنانة أوكرانية وأصدقاء آخرين، ومتابعتي لأعمال بعض الفنانين الأوروبيين والروس والإيرانيين الذين يتمتعون بإحترافية عالية. وكنت أنتظر أي حدث أو موسم ما لأستوحي منه بعض الرسومات وبعضها الآخر يأتي بشكل عفوي، بإختصار معظم أعمالي تحاكي الطبيعة والقرية وكل ما يرمز إليها من عادات وتقاليد.
الألوان الأقرب إلى فني الطبيعة بواقعها وكافة مكوناتها، وأحياناً أضطر للرسم بأنماط معينة نزولاً عند رغبة الزبون الذي يطلب لوحات مختارة من قبله.

 

متخصص برسم الجداريات وصناعة الصابون الفاخر

*هل تعتمد التعريف برمز وتسمية لكل لوحة؟

– أبداً أترك للمتلقي تفسير كل لوحة على مزاجه وحسب وجهة نظره، لأن الكتابة تلزمه برأي الرسام من هذه التسمية.

 

*عن المنافسة في السوق وما نشاهده من لوحات مقتبسة مصورة مستوردة من الخارج تغزي السوق اللبناني قال:

– لا شك البعض يعمد على شراء تلك اللوحات، إنما الرسم اليدوي الطبيعي يختلف كلياً عن المصور طباعة. وهناك زبائن ذواقة ومشاهدين يميزون ذلك، ويقدرون العمل ولا يرضون عنه بديلاً.
ولا أعتقد بذلك من منافسة، السوق مفتوح أمام الجميع، الأصيل يبقى أصيلاً.

شاركت بعدة معارض، إنما من دون فائدة، لذا فضلّت نشر أعمالي على مواقع التواصل الإجتماعي الخاص بي، وفي مرسمي ببلدتي كفرا الجنوبية، مع الإشارة إلى تنفيذ عدة مشاريع رسم جداريات منها لبلدة حاريص الذي قدر رئيسها الأستاذ عماد علي أحمد تلك الأعمال ونالت اعجابه كثيراً.
كما لبعض المدارس في بيروت والجنوب.

*لننتقل معك إلى إمتهانك حرفة صناعات خشبية والصابون والرسم على الفخار ؟

– نظراً للأوضاع الإقتصادية الضاغطة على كافة الصعد وحيث من أولويات وهموم المواطن تأمين لقمة العيش وإنعدام سوق الكماليات منها لوحات الرسم، وكي لا أقف مكتوف الأيدي أمام هذا الواقع المستجد ولأجل الإستمرارية وتأمين لقمة العيش بكرامة، توجهت نحو صناعة الصابون المعطّر من زيت الزيتون الصافي وخشبيات من مقاعد وديكورات ومجسمات مختلفة، وزوجتي السيدة زهراء حجازي تساعدني في عملية الرسم على الفخار

 

أمنيتي معمل صابون وآخر للتقطير

أما امنياتي فهي إستمرار العمل في هذه الحرف وإنشاء معمل للصابون وآخر للتقطير كالورد والكركم وماء الزهر والغار والزعتر وباقي الأعشاب، إنما جل إهتمامي الرسم وسأسعى إلى تصدير أعمالي للخارج، وأتمنى أن تتحسن أحوال البلد التي لا شك تنعكس إيجاباً على مصلحتنا والأسواق عامة.

وختاماً لكم جزيل الشكر على هذا اللقاء الممتع عبر صفحات موقع مجلة كواليس.

شاهد أيضاً

وجه كتاب توصيات لوزارة التربية

مطر: “فلنخفف على طلاب المدارس الرسمية” تجاوبا” مع طلاب المدارس الرسمية في صرختهم حيال الامتحانات …