خسارة الحزب القومي في الإنتخابات النيابيّة حرّكت المطالبة لاستقالة القيادتين الابتعاد عن فكر سعاده بقيادة «ثورة ثانية» سبقه إليها «الحراك الشعبي»

كمال ذبيان

لم يفز اي مرشح للحزب السوري القومي الاجتماعي بجناحيه في الانتخابات النيابية، وهو يخرج من مجلس النواب بعد ان تمثل فيه اثر اتفاق الطائف بكتلة من ستة نواب في العام 1992، ليتراجع عددها الى خمسة في1996 واربعة في العام 2000 فثلاثة في العام 2005 الى اثنين في العام 2009 ثم ثلاثة في العام 2018 بضم النائب ألبير منصور الى النائبين اسعد حردان وسليم سعاده بعد ان حل منصور مكان النائب السابق مروان فارس دون ترشيح قومي ووافقت قيادة الحزب على ما رسم لها.

وشكلت خسارة الحزب القومي لمقاعده، ازمة جديدة داخل التنظيمين الاول برئاسة حردان الذي خسر مقعده الذي يشغله منذ ثلاثين عاما والثاني برئاسة ربيع نبات الذي لم يحرز مرشحوه الاربعة اي فوز، اذ بدأت الاسئلة تطرح في صفوف التنظيمين وبين القوميين الاجتماعيين خارجهما حول من يتحمل المسؤولية عن النكسة السياسية التي اصابت الحزب القومي فتراجعت اصوات المقترعين له من حوالى 23 الف صوت 2018 الى نصفهم (11621) لمرشحي الفريقين فلم يستجب القوميون لقرارات قيادتي التنظيمين ويشاركوا في الانتخابات التي قاطعوها وفق معلومات مصادر حزيبة متابعة في كل الدوائر سواء التي ترشح فيها قوميون او لا اذ كشفت المصادر عن ان الكثير من القوميين وغالبيتهم من الشباب والطلاب او من يتحدرون من عائلات قومية منحوا اصواتهم لمرشحي «التغيير» وفق الوصف الجديد لمن سموا انفسهم «ثوار» اذ توقف مسؤولون في الجناحين امام هذه الظاهرة.

وتسبب الانشقاق في تلقي الحزب القومي صفعة في الانتخابات وكانت ضرورية لهما وفق قوميين غير منحازين لمركزي الحزب في الروشة (نبات) والبناء او البريستول (حردان) عل النتائج التي حصل عليها المرشحون من الطرفين تكون مدخلا للتفكير والتوجه نحو الغاء الانقسام الذي وضع القوميين بمواجهة بعضهم كما حصل في الكورة التي خسر فيها المرشحان سليم سعاده ووليد العازار، فتشتت الاصوات يبنهما اضافة الى وقوف قوميين على الحياد وعدم حماس المواطنين لانتخاب اي منهما.

ولن يمر فشل الجناحين في الانتخابات دون المساءلة والمحاسبة اذ بدأ حراك في داخلهما يدعو قيادتيهما الى الاستقالة وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات ايضا الى استقالة حردان وبنات حيث يعاني التنظيمان من ازمات داخلهما بدأت بعد انتخابات 13 ايلول 2020 وكشفت ممارساتهما بأنهما في الاداء نفسه من خلال قبضة فرد او افراد على الحزبين يسيطرون على قرارهما وهذا ما بدأ يلاقي معارضة في تنظيم حردان الذي قدم عدد من اعضاء المجلس الاعلى استقالاتهم بعد الانتخابات الحزبية التي اجراها مؤخرا ولم تعرض على المجلس الاعلى بعد حيث يعترض المستقيلون على اعادة انتخاب حردان رئيسا للحزب والذي بعد خسارته في الانتخابات النيابية وقبلها في الحزبية ستضعه في موقف صعب جدا ولا يمكنه تبرير وجوده على رأس الحزب بأنه امن له الحضور النيابي والسياسي الذي لم يفد الحزب ابدا بل اضر به وهو ما يتداول به القوميون الذين لم يعرفوا من نوابهم اية فعالية في طرح القوانين ومتابعة اعمال اللجان وتوسيع القاعدة الشعبية للحزب التي تراجعت في العديد من المناطق لتتقدم فيها الاحزاب الطائفية وتظهر في السنوات الخمس الاخيرة حركة شعبية في المجتمع باسماء متعددة لم يتقدمها الحزب الا بعض القوميين الذين شاركوا في الحراك الذي بدأ في 17 تشرين الاول 2019 ليقطف الثورة «يساريون» وافراد في 14 اذار.

ويضع قوميون اجتماعيون ومنهم من كان في موقع القرار في الحزب خسارة الانتخابات بانها نتيجة تراكم اخطاء وممارسات وعدم المحاسبة ووضع اليد من قبل حردان على الحزب الذي كان في صفوفه من ايده ومشى معه وسايره ولم يعترض على ممارساته التي له شركاء فيها في اضعاف الحزب وشرذمته وانحرافه عن عقيدته وابتعاده عن المجتمع وقضاياه، حيث كشف الانخراط بالسلطة الرسمية سواء في مجلس النواب او الحكومة من ان الحزب ابتعد عن ما اراده مؤسسه انطون سعاده الذي قاد ثورة ضد النظام اللبناني في 4 تموز 1949 ومهد لها بنداءات للشعب اللبناني ليثور معه على الطبقة السياسية الفاسدة، فأصدر بلاغا للثورة التي لم تنجح واعدم قائدها سعاده بعد 24 ساعة على اعتقاله ويكون هو من اطلق الثورة في لبنان وسماها بالاولى وكان على حزبه ان يقود هو الثورة الثانية بعد فشل الانتخابات لان اصلاح النظام من الداخل صعب بسبب تجذر الطائفية في المجتمع.

 

شاهد أيضاً

صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج

سؤالاً حقيقياً مع المدرب الجديد القادم، يتعلق بما يحمله المستقبل لصلاح مع تبقي عام واحد …