لبنان إلى أين ؟!.

 

بقلم المهندس عدنان خليفة

ودون زعامة سنّية جامعة وممثلة في السلطة اسوةً بالمذاهب الأخرى !؟..
وهل كان خيار الرئيس سعد الحريري بالإعتكاف المؤقت صائبا ؟!..
وهل لمصلحة مستقبل الحريرية السياسية كان هذا التواضع او التموضع ؟!..
وهل هو ربما يكون قد استبق الجميع وتدارك الأمر و بادر بالتفلت من التجاذبات ؟!. وبذلك وضع حداً للتناتشات المحلية والداخلية ضمن بيئته اولاً وتحالفاته ثانياً وكذلك تحرره من إملاءات إقليمية ودولية والتي سببت بتآكله وتخبطه واستضعافه ٠٠ وكذلك استفراده وتحميله منفرداً مسؤولية اكثر الفساد والسقطات السياسية والإقتصادية ٠٠ وربما مع بعض التجني او المظلومية ٠٠ والتي استوعبها لا بل وربما تحولت مع خياره الأخير من التسجيل بالنقاط عليه الى تسجيلها له ؟!..
وبذلك نقل التهمة الى كل الآخرين ووضعهم في مواجهة بعضهم والمجتمع المدني !!..
وربما بهدف ان يعود متجدداً وأكثر تماسكاً وأقوى ٠٠ ومن خارج السلطة ٠٠ ومن خارج الإصطفافات ٠٠ ومن خلفه اعتدال الطائفة السنية الوطنية ٠٠ وكل الوطن كما يتبدّى ؟!..
وهذا ربما ما قد يكشفه القادم من الأيام ؟!..
وخاصة إذا ما عاد الرئيس سعد الحريري على حصان أبيض الى رئاسة الحكومة العتيدة والإنقاذية المرتقبة وربما بالشروط التي وضعها ضمن ورقة الإصلاح السابقة والسبّاقة عند استقالته الأولى او وقد يطورها ٠٠ لما استجد لاحقاً من تداعيات وانهيارات ٠٠
وبإختصار وبعد هذة الخلوة هو إمّا يكون أو لا يكون !!..
وكانت الإنتخابات 2022 ٠٠ والتي تجاذبها وكما قلنا سابقا وفي اكثر من مقال ٠٠ صراع على هرم السلطة ٠٠٠
وهرم السلطة هذا تدرّج بدءاً بالترويكا مع الطائف الى تشفوركا ( رباعي ) بعد التحرير وخماسي متأرجح بعد انتفاضة 17 تشرين ٠٠٠
وأشتد التنافس وحسم الأمر انتخابياً لمصلحة هرم خماسي ٠٠ وذلك بعد :
— فوز متوازن للآحادية المارونية كرأس للسلطة بين مكونين متنافسين وشرسين هما القوات والتيار ٠٠ واللذان تفلتا كما يبدو من التأثير المباشر للقيادات المحلية في المذاهب الأخرى عليهما والى حد ما ٠٠
وهذا ما سيبنى على مقتضاه ٠٠ ويؤسس الى تحالفات عالقطعة ٠٠ وربما الى الغاء ما اصطلح على تسميته 8 و 14 آذار !!..
وعلما انه قد يترجم البعض تبدل الأحجام المستجد خسارة للتيار امام القوات ٠٠٠
– تثبيت الثنائي الشيعي واستئثاره داخل بيئته الحاضنة وخسارة معظم اذرعه داخل المذاهب الأخرى ٠٠٠
— تحول الثلاثي الدرزي الى آحادية جنبلاطية وبتفرد بعد هزيمة منافسيه ارسلان ووهاب ٠٠٠
— بعض الغموض ما زال يلف الرباعية السنية السياسية وقد تكون لمصلحة الآحادية الحريرية كما بدأ يتظهر ٠٠
واثبتت المستجدات ان الحريري المعتكف بقي الرابح الأكبر ٠٠ وربما مفارقة ملفتة لمسناها قبله مع آخرين بين هم داخل السلطة أو خارجها ٠٠٠
— اختراق وتثبيت الخماسي المعترض والمتنوع بين مستقل وتغييري ومجتمع مدني ومهمش والذي اذا توحد قد يتحول كذلك الى آحادي مؤثر وفاعل في السلطة ٠٠٠
وليست العبرة بمن فاز هنا وهناك بقدر ما انها بمن سقط ٠٠ وهذا أضعف معظم الزعامات خارج بيئتها !!..
وكما ختمنا في مقال سابق قبل الإنتخابات ونكرر : ولأن مجلس نيابي لا معارضة فيه – وكما اثبتت التجارب السابقة — جدول لا ماء فيه ٠٠ إلا انه تبقى العبرة في التنفيذ !!
وربما بذلك ينتقل الصراع السياسي من الشارع الى البرلمان ٠٠ ومن برلمان صُدّق ٠٠ صدّق ٠٠ الى مؤسسة رقابية تحاسِب وتحاسَب ٠٠ وفي سلطة حاضنة وعادلة كما نريد ان نُصَدّق !!..
وما عناوين الصراع على دور المقاومة وسلاح الردع – وبين مع وضد إلا لزوم العدّة في الكباش الداخلي السياسي – والجميع يعرف بأن مقاومة الجنوبي هي خيار مصيري استراتيجي ٠٠ وفائض الحماية وتوازن الرعب في لبنان أمر ميثاقي خارج المزايدات و يخضع لمعايير محلية واقليمية ودولية ٠٠ وهي تبدأ بلبنان اولاً دولة قادرة وعادلة ٠٠٠
وطبيعي هذا اللبنان لن يرض أن يبتسم وهو يرى جنوبه متألماً ٠٠ كما قال الإمام الصدر ٠٠٠
ونعود الى السؤال : لبنان الى أين ؟!..
ومنذ عشرات السنين قالها غوار الطوشي : إذا اردت أن تعرف ماذا في البرازيل عليك أن تعرف ماذا في الصين ؟!..
وكأني به يقول اليوم إذا أردت أن تعرف ماذا في أوكرانيا عليك أن تعرف ماذا في إيران ؟!..
أمّا إذا أردت ان تعرف ماذا في لبنان ؟!.
فالصمت أو التأتأة سيكون سيد الأنباء ٠٠
لأنك وإن عرفت شيئاً فقد غابت عنك أشياء ٠٠٠
ولا انصح بسؤال الكومبيوتر شو في ما في ؟!..
وفي المختصر وبالعناوين :
وكان الطائف ٠٠ وبدأ نظام (او عصر) الترويكا اللبناني المستهجن والهجين في هرم السلطة وبرعاية ثلاثية الأبعاد سعودية وسورية وأمريكية !!..
وكانت هناك فرصة تاريخية لبناء دولة لبنانية نموذجية ٠٠ وهذا الذي لم يحصل لا بل تحول لبنان معها الى دولة عالسكين يا بطيخ !!.. وترسخت سياسة ميكافيللي اللبنانية والغاية تبرر الوسيلة ٠٠ مضافاً اليها بهارات ومنكهات محلية تبرر المحاصصات من وقتها ٠٠ اسمها ما خلًونا !!..
ولم نعد ندري أوَقع ظلم الخارج علينا ٠٠ أم وقعنا نحن عليه ؟!!..
وكان التحرير ٠٠ وفرصة أخرى للإستنهاض وخاصة بعد دخول كتل وازنة ( تسونامي) الى السلطة والسياسة وكان يراهن عليها كالتيار الوطني الحر والمقاومة وما كان يجمعهما من قيم إصلاحية وأخلاقيات سياسية ومجتمعية ونقابية يعتد بها او يراهن عليها ٠٠٠وكانت تفاهمات برعاية مار مخايل ٠٠ ولم نتخايل ٠٠ ان الوطن بدل ان يتلقف كل هذة التطورات الإيجابية لخدمة الدولة وينطلق مدركاً طريقه ( كما كانت تقول دعاية لاكي سترايك الذي استبدل بعد منع التدخين بكسل المعسل ) ٠٠ وتجددت واستفحلت المحاصصات والشخصانية والسمسرة وتجارة الهيكل !!.
وكذلك ضعنا بين أن وقع ظلم الخارج علينا أم وقعنا نحن عليه ٠٠
و لكن ما أصبح مؤكداً هو ان الوطن كله والمواطن جلّه أصبح عالسكين يا بطيخ !!..
واليوم ٠٠ واصبحت وراءنا الإنتخابات ٠٠ وما كان معها معلوماً او مرسوماً مع بعض المفاجآت ٠٠٠
فهل يتلقف لبنان نتائج هذة الإنتخابات لمصلحة توازنات وتحالفات يجب ان تعمل لمصلحة الوطن والمواطن وبناء دولة قوية وعادلة تنهض بشعبه ٠٠
وخاصة في مجال تشريع وتحديث القوانين والمراسيم التطبيقية ٠٠ وخاصة قانون انتخابي عادل يترك لشعبه حرية خياراته في اختيار قادته ويؤسس الى انصهار وطني شامل وتفعيل المؤسسات والرقابة والمحاسبة ٠٠٠
ومعاقبة المرتكبين وخاصة الكبائر ٠٠ والعفو العام عن الصغائر !!..
ليعود شعباً حراً محرراً وسعيداً يستحق الحياة بكرامة تليق بعنفوانه ٠٠٠
بقلم المهندس عدنان خليفة ٠٠ مجلة كواليس ٠٠٠

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …