“جحش العيد” ما أصله وفصله!؟

 

زياد سامي عيتاني

“جحش العيد”.. مصطلح بكثرة بين الأطفال كتقليد قديم في سوريا ولبنان فترة الأعياد، وينتظره الكثيرون لاستكمال العطلة التي بدؤوها بمناسبة عيد الفطر أو عيد الأضحى.
يطلق هذا المصطلح الشعبي، الشائع منذ زمن، على اليوم الذي يلي العيد مباشرةَ ويعتبر تمديداً متعارفاً عليه بين الناس لعطلة العيد، لذبك يطلق عليه أيضاً “العيد الكذابي”!
في حين تشير روايات أخرى إلى أنه كان يدل سابقاً على الفرحة التي تسبق العيد بيومين.

ولكن ما أصل هذه التسمية؟
وجاء في كتاب “نهر الذهب” (ج1 ص 213-214) بأن المصطلح يعود إلى رجل يخرج قبل العيد بيومين بصورة مضحكة، يرتدي قلنسوة طويلة في أعلاها ذنب، وفي يده دف يدق عليه وأمامه حمار مزين بالخرز الملون ومعصب الرأس بالمناديل الملونة، ويتابع: “يقف الرجل على كل ذي دكان ويمدحه ويرقص له فيعطيه شيئاً من النقود وينصرف، ويقال لهذا الرجل “جحش العيد”.
وتتحدث الرواية عن الإعداد لمأدبة حافلة بأنواع الطعام على الإفطار في “باب البريد”، أحد أبواب “الجامع الأموي” في دمشق، توديعاً لرمضان واحتفالاً بقدوم عيد الفطر…
****
وفي رواية أخرى، أنه في تلك الفترة كانت العودة إلى عالم الحيوان لانتقاء الصور المجازية أكثر ازدهاراً، حين كان للحيوان دور أكبر في حياة الإنسان اليومية.
في حين شاع بين العوام أن “جحش العيد” يعود إلى فكرة التنقل بالجِمال، عندما كان الجمل من وسائل النقل المعتبرة، إذ كانت مجموعة جمال، محملة بسلع وبضائع مختلفة، تمشي ويتبعها جحش صغير بخطوات قصيرة وسريعة، وفوق هذا الجحش يجلس فارس القافلة موجهاً إياها يميناً ويساراً.
وفي ذلك تشبيه مجازي على اعتبار أن هذا اليوم “جحش العيد” هو إستمرار بشكل ما للعيد، ولكنه أقل منه منزلة.
إلا أنه ومنذ تسعينيات القرن الماضي حاول الأهالي تغيير المفهوم التراثي لـ “جحش العيد”، لإيصال فكرة مختلفة لأبنائهم، أن التغيب عن المدرسة بعد العيد يجعلهم أغبياء كـ “الجحش”، وأن الطفل الذي يغيب عن المدرسة هو “جحش العيد”.
****
زياد سامي عيتاني

شاهد أيضاً

علامة عرض اوضاع لبنان والمنطقة مع سفير هنغاريا

استقبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النائب الدكتور فادي فخري علامة سفير هنغاريا في لبنان …