*أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا وكُل الشّرفاء في الأمّتين العربيّة والإسلاميّة وكُل أنحاء العالم أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني.. ولن تَكتُمَ صوتي.. ولن أركع أو أستسلم.. وسأظلّ في خندق المُقاومة والعدالة..

*

عبد الباري عطوان

أُواجه هذه الأيّام حملة تحريض إعلاميّة وسياسيّة وشخصيّة من قِبل اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا بسبب مُساندتي لرجال المُقاومة الفِلسطينيّة الأبطال وعمليّتهم الأخيرة ضدّ دولة الاحتلال الإسرائيلي، سواءً عبر صحيفتنا “رأي اليوم” أو عبر قناتي على “اليوتيوب” ومُقابلاتي في المحطّات الفضائيّة العربيّة والأجنبيّة.

رأس حرب هذه الحملة اليوم صحيفة “الجويش كرونيكل” اليهوديّة الأضخم والأكثر قراءةً وتأثيرًا في بريطانيا والعالم الغربي، حيث وجّهت إليّ تُهم تشجيع “الإرهاب” ودعمه لأنّني “أشدت” بالشّاب رعد حازم مُنفّذ عمليّة تل أبيب الأخيرة التي أدّت إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين، ووصفه بالشهيد والبطل، واعتبار مُعظم الإسرائيليين ليسُوا مدنيين لأنهم إمّا كوادر في الجيش والأمن الإسرائيلي، وإمّا جُنود احتياط.
***

الهدف الرئيسي من هذه الحملة التي ليست جديدة على أيّ حال، ومُستمرّة مُنذ ربع قرن، حيث تلقّيت تهديدات بالقتل أيضًا، هي كتْم صوْتي، وكسْر قلمي، وإغلاق قناتي على “اليوتيوب” ومنْع ظُهوري على أيّ منبر عربي أو غربي، الأهم من كُل ذلك دفع الشّرطة للتّحقيق معي، وتقديمي للمُحاكمة وِفقًا لقانون مُحاربة الإرهاب، حيث تصل العُقوبة في حالة إدانتي إلى 15 عامًا سجنًا.
ما أُريد أن أقوله في هذه العُجالة “العاطفيّة” إن هذه الحملات التحريضيّة لن تُرهِبني مُطلقًا، ويُشرّفني أن أذهب إلى المُعتَقل لأنّني أُدافع عن قضايا شعبي الفِلسطيني، والأمّتين العربيّة والإسلاميّة العادلة، وأقف في خندق المُقاومة في وجْه الظّلم والعُنصريّة وأعمال القتل بأشكالها كافّة.

يَقتُلون أطفالنا، وأمّهاتنا، وشقيقاتنا، وشُيوخنا، وشبابنا بدَمٍ بارد (اليوم جرى اغتيال 6 بينهم شبْل عُمره 16 عامًا)، ويسرقون أرضنا وهواءنا ومِياهنا وبحرنا، ويقتلعون زيتوننا، ويُهينوننا أمام المعابر، ولا يتعاملون معنا كبشر، ومع ذلك يُريدوننا أن لا نصرخ، وأن لا نُقاوم الاحتِلال، والعُنصريّة، والأكثر من ذلك يُطالبوننا وبكُل وقاحة أن نِصف الشّهداء بالارهابيين وأن نُدينهم، ومن المُؤلم أن من يُساندهم في جرائم حربهم المُوثّقة أُمميًّا مُعظم شُعوب هذا العالم الغربي الدّيمقراطي المُنافق الذي يعتبر تصدّي الأوكرانيين للروس مُقاومة يدعمونها بمِئات المِليارات، وأطنان من الأسلحة الحديثة المُتطوّرة، بينما يعتبرون هؤلاء الشّباب الفِلسطيني الذين يتحدّون القهر والظُّلم والإهانات إرهابيين.
***
أُعلن هُنا، ومن على هذا المنبر، أنّني أتشرّف بهذه الحملة الإرهابيّة الإسرائيليّة التي تستهدفني، لأنني أقف في خندق أهلي المظلومين المُقاومين، في وجه أخطر نظام عُنصري على وجه الخليقة، وسيظل قلمي الذي لا أملك غيره مُسَخَّرًا للدّفاع عنهم وفضْح جلّاديهم والمُحتلّين طالما بقيت على قيد الحياة.
أُعاهد جميع شُهداءنا ودمائهم الطّاهرة الزكيّة، مثلما أُعاهد أسرانا الابطال في سُجون الاحتِلال، بأنّني لن أركع ولن أستسلم، لأنني أقف في خندق الحق، ولن أحيد عنه، وسأكتب على الحيطان حتى لو أغلقوا كُلّ المنابر في وجهي، لأنّني لا أؤمن بعدالة قضيّتي فقط، وإنما بأن النّصر وتحرير كُل فِلسطين قادمين بإذن الله..

شاهد أيضاً

ضاهر:” تمنى على الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة وقف السجالات العدائية “

تمنّى النائب ميشال ضاهر على “الأحزاب المسيحيّة الأساسيّة”، وقف “السجالات العدائيّة في ما بينها، وإيلاء …