لا بنزين بلا ليلى

الدكتور نزار دندش

كنتُ اقود سيارتي وليلى بجانبي عندما مررت بقرب محطة وقود في بيروت ، في منطقة الشفروليه . كان الموظف يملأ خزان سيارة أحد أصحابه ، فخففت من سرعة سيارتي واتجهت نحو المحطة لكنه أومأ لي بسرعة باشارة تدل على ان لا بنزين عندهم . وعندما اوقفت سيارتي وسألته :
هل في محطتكم بنزين ؟ هل يمكنني ان اشتري ولو نصف تنكة ؟ نظر نحو سيارتي وأجاب : تفضّل !
وعندما نزلت من السيارة قال لي :
ليس لدينا بنزين لكن كرمى لابنتك التي تجلس بجانبك سوف أملأ لك خزان سيارتك !
واحترت في تلك اللحظة بين ان اشكره على اشادته بليلى وبين ان اشتمه لأنه أخطأ في قراءة الأعمار . وفكّرتُ في ان اقول له ان الرجل لا يغير لون شعره بينما المرأة تغيّر ماكياجها كل يوم فتبدو يوماً أصغر من زوجها وتبدو في يوم آخر أكبر منه . لكنني صمتتُّ ، وملأتُ خزان سيارتي وانصرفت .
وشكرت الله الذي خلق ليلى عصيّة على الزمن .

ملاحظة : أرجو ألّا تُخبروا ليلى بما قال وليُّ أمرِ البنزين لأنني لم أخبرها بذلك فالنفس أمَّارةٌ بِشَوْفَةِ الحالِ .

شاهد أيضاً

لا تثق

بقلم فايز ابو عباس. / الخيام لا تثق بمن بنى القصور .. قلاعا وغدا … …