الغرب المتعجرف وروسـيـا حـامـيـة الأرثـوذكسـية

 

محمد صادق الحسيني

يصعب جداً على الأميركيين والأوروبيين ، فهم الفكر الروسي الأرثوذكسي ، المعجون بالإيمان القويم.

تماماً كما يصعب عليهم ، فهم اي فكر آخر غير فكرهم المتعالي على الاخر.

ودائماً ما كانوا يحتقرون كل ما هو متمدن وحضاري واي صاحب ثقافة وتاريخ .

لذلك تراهم ، يكثرون من تهديداتهم لروســيـا الأرثـوذكـسيـة هذه الايام ، خاصة مـن قِبَـل النخـب العالميـة القائدة للمعسكر الغربي (الأنغـلـو سـاكسون).

وقد بـات تهديدهم مفهـوماً، وأكثـر وضوحـاً ، لأن الفكر الأرثوذكسي عموماً، يقف ضد مشـاريعهم الاسـتعمارية، في السيطرة على كل العالم.

ويعتبرون بوتين بعقيدته المتبلورة حديثاً مع قيام الاتحاد الروسي المتعافي من على انقاض الاتحاد السوفياتي سابقاً والذي يعتبر الكنيسة الارثودوكسية احد اهم اعمدة تلك العقيدة ، تهديداً اكثر وضوحاً واكثر مباشرة ضدهم.

إنَّ روسـيا بوتين اليوم ، ثُمثّـل هذا الفكـر الأرثوذكسـي، وهي تحملـه وتحميه، في حياة الشعب الروسي، الذي يحيا إيمانه ويتقلّده كجوهـرة ثمينة.

ومن المعلوم ان روسـيا، تضم أكبر عـدد من الأرثوذكـس في العالم ، فعددهم في كل العالم 180 مليون أرثوذكـسي تقريباً، وفي روسـيا وحدها 150 مليون، والباقي موزعون في مختلف نقاط العالم.

نعـم، فالفكـر الأرثـوذكـسي السـليـم كما كل فكر ديني قويم ، لابد ان يشكل عملياً أكـبر قاعـدة ايمانيـة أرثوذكسـية في العالم ، ترفض الفكر الأنجلو سـاكسوني،طه الذي يريد السيطرة على البشرية كلها ويعتبرها عبيد و(غوييم) عنده ، كما ترى النظرية الصهيونية التلمودية التي تعتمد نظام الفكر العنصري تجاه الاخر.

إذاً: لنكـن واقعييـن، ونقـرأ ما يجـري على مسرح عمليات اوكرانيا بكل هـدوء ، اليوم، لا أحد يحتـاج إلى روسـيا ويدافع عنها ، إلاَّ روسـيا نفـسها.

روسيا هي من تتعرض للعدوان وليس اوكراني ، وروسيا خرجت خارج حدودها للدفاع عن نفيها ، كما يعتقد بوتين والروس عموماً .

وهم يكادون يجمعون على قيادة بوتين وعلى مظلوميتهم تحاه الغرب ، وعلى كونهم مدعومون ومسنودن من الله في هذه المعركة ،كما نقول نحن العرب والمسلمون بان الله هو حامينا ، هكذا يقول الروس اليوم ايضاً،طه وهم في محاججتهم مع الغربيين العنصريين يرجعون في هذا السياق الى قول شهير للشـاعر النمسـاوي ريلكـه: “جميـع البلـدان متاخـمـة لبعضـهـا البعـض ، وروسـيـة تقع على حدود الله.”

وانه لهذا السبب يكاد يجتمع الغرب المتصهين كله في اعلانه الحرب على روسيا المسيحية المؤمنة.

لغرب المتصهين ينحسر.. ارادة الشعوب الحرة تنتصر

شاهد أيضاً

“فرقة إعدام” إسرائيلية في بيت مري

كتب رضوان مرتضى في صحيفة الأخبار: بات مؤكّداً أن الموساد الإسرائيلي اغتال الصرّاف اللبناني محمد …