أين العرب مما يَحصلُ على السَّاحَتين الدَّوليَّةِ والإفليمِيَّة

العميد المتقاعد د. عادل مشموشي

أين أنتُم يا عَرَب مِمَّا يَحصلُ على السَّاحَتينِ الدَّوليَّةِ والإقليميَّة؟ ما بالُكُم صامِتون؟ أغائبون انتُم ام مُغيبون؟
أين أنتم من المُحيطِ آلى الخليج، أين مِصرَ ، أين الجزائر والمملكة المغربيَّة والهاشميَّة، وتونس وليبيا وسوريا ولبنان والعِراق ودُولِ الخليجِ العربي وفي صدارتها المملكة الغربيَّةِ السُّعوديَّةِ، والاماراتُ العربيَّة المُتحدة، وقطر والبحرين وعُمان…الخ أين أنتم من قَضاياكُمُ القَومِيَّةِ الأساسِيَّة؟
أين انتم مما تَتعرَّضُ له فلسطينُ الحَبيبةُ، والقُدسُ الشَّريفُ بقِبلتيها المَسيحيَّةِ والاسلامِيَّة، “كنيسَةِالقيامَةِ والمَسجدِ الأقصى”؟
أين أنتم مما يتعرضُ له الشعبُ الفلسطيني الأبيَّ من انتِهاكاتٍ ومَجازِرَ شبه يومِيَّة؟
أين انتم مما يَحصَلُ في الخليجِ العرَبي ومَضائقِهِ الدَّوليَّة من قرصناتٍ. استفزازيَّة؟
أين أنتم مما يَحصلُ في حَوضِ البحرِ الأحمرِ والتَّحولاتِ التي تَشهدُها مواقفُ الدُّولِ المُحيطةِ به؟ ألم تلحَظوا أنها تبدَّلت من مُناصِرَةٍ للقضايّا العربيَّةِ والشعبِ الفلسطينيَّ إلى مُتعاونَةِ مع الكيانِ الاسرائيلي الغاصِب؟
أين انتم من مُحاولاتِ تقكيكِ السُّودان التي بدات بسَلخِ جنوبه وثمة مُحاولاتٌ مُشابهَةٌ في دارفور وغيره؟
أين انتم من كُلِّ ما حصلَ ويَحصلُ على مَجاري كل من النِّيلِ ودِجلةَ والفُراتَ من سُدودٍ وبُحيراتٍ ستَجعلُكم كدولٍ وشُعوب تَشتهون المياه العَذبة؟
أين أنتم من مَقتلِ زَعيمين عَربيين في وَضحِ النَّهارِ جَهارَةً وانتِقاما وثارا؟
أين انتم مما حَصلَ ويَحصلُ في العِراقِ وسُوريا وليبيا من تخريب ودمارٍ وتهجير وإبادةٍ جَماعيَّة؟
أين ترساناتِكُم من الأسلِحَةِ التي اشتريتُموها لمُقاتلةِ أعدائكُم، هل ما زلتُم تَحتفظونَ بها لديكُم لمُقاتلةِ بعضُكُم بعضا، ام استخدمتموها على شُعوبكُم؟ أليسوا هم من دَفعَ أثمانها من عَرقِ جبينهِم وعلى حِساب قَوتِ عِيالهم ورفاهِيَّتِهم للزَّودِ عن أوطانِهم؟
أين طائِراتِكٌم، ودبَّاباتِكُم وصَواريخِكُم وكل ترساناتكم التي اشتريتموها بأغلى الأثمان؟ هل هي مِلككم؟ وهل بإمكانكم استِعمالُها حيث شِئتُم؟ أم حَصرا للتقاتل فيما بينكم او لتوجيهها كأداةِ قمعّ في وجهِ شعوبكُم وأبناءِ جِلدَتكُم في الدُّول الشَّقيقة والصَّديقة؟ في الحَقيقَةِ يبدو انها ليست لكم وليس لكم ملء الارادةِ في تحديد وجهةِ استعمالها، إنها مُستوردةٌ وليس من صُنعِ عُقولكُم وأيديكُم، وبالتالي لن تكون إلا وبالاً على شعوبكم.
إننا نسألكُم، ومن حقِّنا بل من واجِبِ كل عربي شريفٍ حُرٍّ ان يسألكُم، عن مَصيرِها ووجهةِ استِعمالِها حاضراً ومُستقبلا.
وإلى أيَّةِ وُجهَةٍ تنوون توجيهَها بعد أن أضحى التَّطبَّيعُ مع العدو ومُخاصَمَةُ بعضِ الأشقاءِ من المُمارساتِ الحكيمة المألوفةِ التي لم تعد تُعيبُكُم.
أليس من حَقِّ شُعوبكُم أن تسأل وتتساءلَ لما كُلِّ تلك التَّرساناتُ من الاسلحَةِ إن لم تكن مُعدَّةً للنَّيل من أعدائكم؟
أيها العربُ أُكِلتُم عِندما أُكِلَ الثَّورُ الابيض، حيثُ فرَّطتُم ببعضِ قادتِكم وزُعمائكُم، وستُؤكلونَ كلَّ يومٍ طالما بقِيَتُ الخِيانَةُ في صُفوفِكُم.
عليكم المُبادرةُ للمِّ الشَّملِ ونَبذِ كُلِّ أشكالِ الشِّقاقُ والفرقةِ في ما بينكم.
عليكم بإعادةِ ترميمِ الثِّقةِ المَفقودةِ في ما بينكم، كي تأمنون لبعضِكُم بعضا، عليكُمُ الحَذرُ من الأعداءِ لا نصبِ المكائدِ للأشقاء.
عليكُم بإعادةِ تَصويبِ بوصِلتِكُم، وصونِ كرامَتِكُم بالزَّودِ عن مُقدَّساتِكُم، إن الزَّود عنها وحِمايَتَها مَسؤوليَّتُكم فإن نجحتُم بهذا حَفظتُم كرامَتكُم وأرضيتُم ربَّكُم، وفرضتُم احتِرامكُم ومَهابتكم. وإن فشلتُم فإن التَّقهقُرَ والعارَ سيُلازمانِكُم.
لا لستُ بمُنادٍ لقرعِ طُبولِ الحَرب، ولكن عليكُم أن تَحطاطوا وتتَحضَّروا لها عندما تُفرضُ عليكم.
وإن جنحتُم للسِّلمِ فلا تُفرِّطوا بحُقوقِكُم، ولا تَرضوا بأقلِّ مما طَرحتُم بمُمبادرتُكُم العَربيَّةِ التي جاءَت بمباركةٍ من المَغفور له الملك عبد الله بن عبد العَزيز، والتي أُعلنت في قِمَّةِ بيروت الشَّهيرة؟ وإياكم التَّراجُعِ عن أيٍّ من بنودِها لأنها الحدُّ القاصِلِ ما بين السِّلمِ والإستِسلام.
حذارِ أن يبهركُم التَّرويجُ للتَّطبيعِ، لأنه حتما لن يُعيدَ لكُم حقوقكم التي عَجزتم عن إعادتها ببنادقكُم ومَدافِعِكُم وطائراتِكُم وصَواريخكم؟ ولا ترضوا بأن تكون سيوفكم في غابرِ الأيام أمضى وأفعلً من كل أسلِحتِكُم البالستيَة والتٍقنيَّة.
عليكم جَميعا أن تجروا تَقييما صادِقا مُتجرِّدا لأدائكم ولما آلت إليه أحوالُكُم؟
عليكم بإحياءِ التَّشاورِ والتَّباحَثِ مُجددا فيما بينكُم، والتَامل مليا بواقِعِكُم وأحوالكم وكل ما أصابكُم؟ عليكُم بالمُقارَبةً الشَّفافة لكل ما يَدورُ من حَولكم وأن تدرسوا ماضيكُم وتحلِّلوا حاضِرُكُم وان تستقرؤوا مُستقبلكُم؟
عليكُم بالمُقارَنةِ ما بين أوضاعِكُم بما حققتهُ أو وَصلت إليه الدُّولُ والشُّعوبِ من حَولكُم.
أيها العرب، أنتم اليومَ مُهمَّشون مُستَهدَفون، وستَدفَعون ثمنا باهظا للتَّفريطِ بوِحدَتكُم، وتَخاذُلِكم في الدِّفاعِ عن قَوميَّتِكُم، وتهاونكم في التَّعدياتِ التي طاوَلت مَصالِحِكُم الحَيويَّة.
انتُم اليومَ تدفعونَ ثمن تآمُرِكُم على بعضِكُم وتَخلِّيكُم عن قَضاياكم الأساسيَّة الجَوهريَّةِ،
انتم اليوم تدفعون ثمن تخليكُم عن قيَمِكُم وادبِيَّاتِكُم، واللِّحاقِ بكُلِّ ما هو أعجمي او إفرنجي، والانبِهار بكل ما يُروَّجُ أمامكُم من أفكار دخيلة.
أنتم تدفعونَ اليوم ثَمن تناحُرِكُم، وكراهِيتِكُم لبَعضِكُم البَعض، خِلافاً لإرادَةِ شُعوبِكُم الوَحدِويَّة.
أين جامِعتُكُم العَربيَّةُ؟ ولما هي صامِتَةٌ غائبَةُ عن السَّمعِ عن كُلِّ ما يَدورُ على السَّاحتين الدَّوليَّة والإقليميَّة، وعن كلِّ المؤامراتِ التي تُحاك لأمتنا العربيَّةِ، وما هو دورُ هذه المُنظمَةِ العربيَّةِ-الإقليميَّةِ إن لم تكن قادِرةً على طرحِ مُبادراتٍ توفيقيَّةٍ بين الأخوةِ على الأقلِّ للملمةِ الأوصالِ بين أعضائها ولم شَملِ الشَّعبِ العربي ؟؟؟؟
إننا نتطلَّعُ لمَقامِ ولي العَهدِ السُّعودي الأمير محمد بن سلمان وفَّقه الله، يدعو فيها لقمة عربيَّةٍ طارئة، يطلقُ فميها ُبادَرَةً على غِرار مُبادَرَةِ الملك عبد الله، ولكن ليس طَلبا لسَلامٍ مَنقوصٍ مع عَدوٍّ، إنما لإرساءِ المُصالَحةِ بين دولنا والوِئامِ ولتَوحيدِ الصَّفِ العربي، ولدَملِ الجِراحِ التي تَسبَّبت بها طَعناتُ ذوي القُربى وإن كانت أشدُّ مَضاضَةً من وَقعِ الحُسامِ المُهنَّد.

العميد المتقاعد د. عادل مشموشي

شاهد أيضاً

مؤمن الرفاعي بحث مع معاون الامين العام ل “حزب الله” الاوضاع في لبنان والمنطقة

التقى المستشار في العلاقات الدبلوماسية الشيخ مؤمن مروان الرفاعي، معاون الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ …