.. وكنا مع المقاومين!!!

فاطمة فقيه

على صهوة النصر والفخر وعزة النفس أنطلقنا نحو الجنوب النابض في عروقنا أهازيج تصدح بأغاني المجد المعطرة بعرق رجال الله المقاومين المجاهدين الذين أعاروا  لله  جماجمهم  وطوعوا المستحيل ليصبح واقعاً أمناً والأجمل قادم بإذن ألله.

من بيروت أنطلقت الحافلات والسيارات محملة بعشاق كرامة من كل الأطياف والطوائف والجنسيات تجمعهم لغة الشوق لمشاهدة ومحادثة أبطال الاساطير الذين يكتبون التاريخ بدمائهم ويصنعون المستقبل بعزيمتهم وإراداتهم ونقاء إيمانهم. ويحققون لنا حلم نصر كان بعيداً طالما راودنا فأصبح في متناول العين واقرب قليلاً، فإذا بنا ومنذ عام 2000 نرفرف بجناحيه، نحلق بآفاقه اللا محدودة ونشدوا شاكرين

وهكذا، حلقنا بفضاءات أمنية أن نلتقيهم، أن نمسح العرق المقدس عن جباههم، أن نصلي في محرابهم داعين للمولى عز وجل أن يحفظهم ويعزهم ويرعاهم بعينه التي لا تنام وينصرهم ويطيل أعمارهم، وأن نرسم شفافية إبتساماتهم وهدير خطواتهم وخضرة أحلامهم.

 

هذه المشاعر الجميلة تحققت بدعوة من اللقاء الإعلامي الوطني والعلاقات الإعلامية في حزب الله مشكورين إلى جولة على أحد معسكرات المقاومة في الجنوب اللبناني بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، والتي من خلالها عشنا لحظات وساعات بل يوماً كاملاً في حضرة أشرف الناس، فالطريق إليهم كانت معبدة بالشوق واللهفة والفرح وكانت الأماكن ترتدي كل جميل فاوراق الأشجار تلمع والقندول الأصفر يضحك والصخور شامخة والأعشاب تتمايل غنجاً ودلالاً وصوت الهواء العذب يصدح مهللاً: لقد تحررنا… لقد تحررنا ورائحة التراب تفوح بعطر عرق ودماء سقطت فكللت الجبين عزاً وجلالاً..


هكذا شعرنا عندما وقفنا بقدسية وخشوع  أمام بوابة معسكر “بقية الله” نتنشق عبير العزة والكرامة ونستمتع بطهر المكان  مستأذنين  أرواح من سقطوا واستشهدوا ورووا الأرض عشقهم وحبهم وصدق إيمانهم فأهدونا نصراً مبيناً.

دخلنا المعسكر بحماس خجول، حماس لرؤيتهم وهم يعزفون تأهيلاً، وخجلاً من عطاءات لا تنتهي وهم يعدونا بالمزيد المزيد من التضحيات بأعمارهم الغضة وجمالهم الملائكي وقوتهم التي لا تقهر، فكنا نتمتم بدعاء لله أن يحميهم ويرعاهم ويحفظهم  وأن ينصرهم على أعدائهم.
وصلنا المنصة التي تتوسط المعسكر والمخصصة للإعلاميين والمصورين وكبار الضيوف تنعشنا لهفة الترقب المعجون بالكبرياء والعبور إلى طمأنينة الاتقياء الاولياء والوفاء لما هو فوق الوصف.

وبعد أن أعطى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين المحاط بضباط المقاومة الإذن ببدء المناورة مع رفع أعلام لبنان و فلسطين حزب الله في الساحة.

 

بدأ الأستعراض العسكري للأليات والأسلحة المختلفة محروسة من أسود لا تضعف عزائهم ولا تهن قوتهم وكأن الشمس لا تشرق إلا لتقبل وجناتهم فتتوهج سمرتهم وتشمخ جباههم، اليسوا هم رجال الله الذين عاهدوا الله فنصرهم وسدد خطاهم؟!!

وبدأت “مناورة المقاومة” التي كانت عبارة عن مشهدية أستمرت لساعتين بالعرض العسكري لمجموعة من فرقة الرضوان التي يزرع مجرد ذكر إسمها الرعب في قلوب الصهاينة الذين ظنوا “وكما يخطئون دوماً” بأن إغتيالهم للشهيد عماد مغنية سيرتاحون، ولم يعرفوا بأنه ترك خلفه مئات الآلاف الذي يحملون حماسة وروحية عماد مغنية، الذي تصدرت صورته المكان فزادته هيبة وقوة وإصراراً ،

ومن ثم توالت عروض للقوة البدنية للمجاهدين، وعرض للقتال بالسلاح الأبيض وعرض لعبور وتجاوز الحواجز والمعيقات والتسلق على الجبال والقناصة من مسافة 600 متر فكانوا يحققون الإصابة بنسبة 100% وكل ذلك على وقع إنفجارات وأعمدة نار ودخان وقذائف وصواريخ وعرض رائع للمسيرات التي تولت إحداها مهاجمة موقع إفتراضي للعدو مشار إليه بعلم إسرائيلي في منطقة جغرافية شبيهة بشمال فلسطين المحتلة، ثم عادت منصورة لتحيي الحضور المأخوذ بمهارة شباب في عمر الورد يعطون للعالم دروساً في الوطنية والتضحية والعزيمة.

 

ومحاكاة لإحتلال الجليل كان رجال الدراجات الهوائية نجوم المناورة من حيث استعراضاتهم المختلفة والمتنوعة والمبهرة والذين أدهشوا الحضور بخفة وسرعة تنفيذهم للمهمة من ضرب موقع إسرائيلي إلى كمين مطاردة سيارة مسلحة والإستيلاء عليها، إلى أسر جنود صهاينة في الأرض المحتلة إلى مهارتهم في إطلاق النار من على ظهر دراجاتهم وكيف يتبادلون القيادة والرماية والعديد من العروض المبدعة المطمئنة بقدرات كبيرة ومهارات متقنة ومبهرة.

وكانت الـatv المطورة نجمة العرض  وبهجته والتي جهزت لتكون منصات رماية صواريخ الكورنيت، ومضادات الدروع والمجهزة برشاشات متوسطة والقادرة على تسلق الجبال وقهر الأرض الوعرة وكان لرجالها الدور المحوري في الهجوم تحت النار والقصف وبلوغ الهدف بإنجاز مهمة تحرير مستوطنة التي تمت بواسطة المسيرات الإنتحارية والمدفعية وإقتحام المجاهدين على الدرجات الهوائية ونزع العلم الإسرائيلي ورفع علم ا لمقاومة بديلاً عنه.

 

رغم روعة المناورة التي خطفت الأبصار والأسماع والقلوب، وجعلت الحضور ولمدة ساعتين متسمرين على مقاعدهم ومأخوذين بدقة التنظيم ومرونته بحيث جعل الجميع منسجماً ومفتخراً ومندهشاً ومتابعاً لكل حركة يأتي بها رجال الله لتؤكد الإيمان في قلوبهم بأنهم في حضرة قادة حزب الله ومجاهديه وإعلاميه وبيئته الحاضنة هم بأمان بوطنهم لبنان الذي لن يجرؤ عدو من المساس بحبة من ترابه المقدس.

 

رغم كل هذه الأحاسيس الجياشة الممتلئة ثقة وأماناً وامتناناً، تبدأ اللحظة الأهم والرسالة القوية لبني صهيون، بتفجير الجدار الذي ما زالوا يبنون فيه لعله يهدأ من روعهم ويقلل من رعبهم، ومن فتحاته المرفرفة باعلام حزب الله يدخل اسود المقاومة بصوت هادر : “يا قدس قادمون”. وفي نفس الوقت يعلو هتاف جميع الحضور بحماس لفلسطين ولسماحة السيد حسن نصرالله الذي وعدنا بالإنتصارات فكان وعده صادقاً.

 

وهنا يكمن الهدف من مناورة عسكرية تستطيع خرق الحواجز وإحتلال المستعمرات وخطف الجنود وهدم الحواجز بسلاح حي يعرف العدو والصديق أن المفاجئة الأكبر لم تظهر في هذه المناورة التي أدهشت الجميع وأخافت العدو الذي كان ينقل لقطات الحدث  لحظة بلحظة وطمأنت الصديق الذي ادرك بعفوية ثقته بالرجال الرجال أن ما قدموه من مشهدية تفوق الخيال ما هي إلا بعض بأسهم، وقد أبقت السؤال المفاجئة الذي كان جزءاً صغيراً جداً من الجواب عليه ظهور سلاح جديد مع أحد عناصر المقاومة خلال العرض العسكري

 

“وهو سلاح DroneGun Tactical من قبل شركة DroneShield الأسترالية يمكن للسلاح تشويش الإشارات المستخدمة للتحكم في الطائرات بدون طيار من مسافة تزيد عن ميل واحد، عند الاصطدام بشعاع التشويش ستهبط الطائرة بدون طيار تلقائيًا بشكل عمودي أو تعود إلى جهاز التحكم عن بُعد أو موقع البداية.”

يستخدم هذا السلاح لحماية الشخصيات آخرها كان الرئيس الامريكي “جو بايدن” في بروكسل*.

 

وبعد أن أنجز الرجال المقاومين مهمة أحتلال المستعمرة وخطف الجنود الصهاينة وأسر سيارة مسلحة وتفجير الجدار يدخلون ساحة المعسكر التي أحسسنا للوهلة الأولى أننا أنتقلنا معهم إلى أرض فلسطين المحتلة ليقدموا عروضهم العسكرية الهادفة والمتقنة ويستمعوا معنا إلى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي خاطب حماسهم مؤكداً على الجهوزية الدائمة للمقاومة الإسلامية لمواجهة أي عدوان كما طلب سماحة الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله، ولتثبيت معادلة الردع التي حمت لبنان وحمت ثرواته، محذرًا العدو من أنَّه “إذا فكرتم يومًا توسيع عدوانكم للنيل من المعادلات التي صنعناها بدمائنا وقدرتنا، سنمطركم بما لا تستطيعون رده وستشهود أيامًا سوداء لم تروا لها”.

ووجَّه السيد صفي الدين رسالة للعدو بأنَّ المقاومة التي صنعت الانتصارات مع شعبها لم تتعب ولم تتراجع رغم محاولتكم اخضاعها عبر الحرب العسكرية والحصار الاقتصادي وتشويه صورتها.

مشيراً إلى أنَّ المقاومة كانت في سنة 2000 جيلًا واحدًا هي اليوم أجيال متعاضدة ومتشابكة تحت قضية واحدة وهي إلحاق الهزيمة بالصهاينة.

كما توجَّه لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ولفريقه الأخرق بالقول: “راقبنا قدراتكم جيدًا خلال معركة “ثأر الأحرار” أمام أبطال سرايا “القدس” في غزة والمقاومين الفلسطينيين، وعرفنا عجزكم عن إحداث معادلة جديدة لهث لها نتنياهو ولكنه فشل”.

وشدَّد السيد صفي الدين على أنَّه “إذا ارتكب العدو حماقة وتجاوز قواعد اللعبة سوف نمطر هذا الكيان بصواريخنا الدقيقة وبكافة أسلحتنا التي نملكها، والعدو سيرى فعل الصواريخ الدقيقة في قلب كيانه”.

وفي السياق، دعا رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبنانيين إلى أن يزدادوا طمأنينة وأن يعتمدوا على المقاومة في الحفاظ على السيادة وحماية لبنان، مؤكدًا أنَّ على العدو وحده أن يخاف من هذا السلاح والقدرة المخصصان لمواجهته.

ولفت إلى أنَّ “مزارع شبعا ستعود وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر وأعيننا ستبقى موجهة إليها حتى يكتب لها التحرير”، مبينًا أنَّ الرهانات على القرارات الدولية والمجتمع الدولي خاسرة ومن يعيد فلسطين ويحمي الثروات هي القوة والمقاومة المتنامية.

وأشار السيد صفي الدين إلى أنَّ مقاومة اليوم هي قوة ممتدّة ومحورٌ كامل سيبقى يتطور من غزة والضفة والداخل المحتل ولبنان انطلاقًا من الجمهورية الإسلامية في إيران معتبرًا أنَّ ما يعمل عليه العدو للتفكيك بين جبهات المقاومة خيالي.

ورأى أنَّ “الأجواء الإيجابية في المنطقة فرصة ثمينة لا يجوز تضييعها وليس هناك غاية أسمى من أن تكون مقاوماتنا موحدة لرفع الظلم عن شعوبنا، وليس هناك أفضل من أن يكون العدو الواحد لجميع العرب هو الكيان الصهيوني”.

هذا وتوجَّه بالتحية والتبريك للمجاهدين الأبطال الذين يرابطون في مواقع الفداء، مضيفًا: “عيد المقاومة والتحرير أنتم أيها المجاهدون صنعتموه مع كل الشهداء والمضحين”.

ولفت السيد صفي الدين إلى أنَّه “هنا، سُكبت الدماء، وهنا هُزم العدو الذي كان الظنّ يوماً أنه لا يهزم، وهنا بدأت كتابة التاريخ الجديد لوطننا وأمتنا بتحقيق الانتصار على الكيان الغاصب إيذاناً ببدء الانتصارات”.

وفي الختام قام سماحة السيد صفي الدين بتقديم بندقية القائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد مغنيّة هديّة لقوّة الرضوان.

انتهت “مناورة المقاومة ” وكأنها جرت  غمضة عين في زمن لا يشبهه اي زمن آخر او صحوة من حلم جميل تمنيناه لو يطول لحاجتنا لجرعات كرامة  ازهرت في حلكة الارتماء على عتبات الذل، ولم نكن في رغبة لوداع الارض التي ازهرت صموداً لننطلق بحماس مماثل إلى ما يشبه السحر في ارواحنا، حيث سنتناول الغداء مع المجاهدين، غداء أعاد إلى الذهن غباء الذين كانوا ينتحرون بدعوة من مخادعين يتحدثون زوراً بإسم الدين ليتغذوا مع رسول الله (ص)، وكم هو شاسع الفرق بين الغدائين، كالفرق بين الخير والشر بين الإيمان والكفر بين الحياة والموت..

وعدنا بشوق مضاعف عما كنا عليه صباحاً لتلك الوجوه المرسومة في ارواحنا نجوماً واقماراً وشموساً تتخاطب نظراتنا وتتعانق امانينا نحن الذين تشاركنا هذا الشرف الكبير من إعلاميين  لبوا بحماسة وشكر دعوة  المشاركة من وحدة العلاقات الإعلامية لحزب الله  بقيادة الحاج محمد عفيف بكل ما يملكه من تجربة نضالية وشخصية متفردة  ومتخصصة بالإعلام المقاوم  الذي  لا يقل شأنا ونضالاً  عن المقاومة المسلحة وإن كان في مكان ما امضى وأكثر اثراً خاصة فيما تتعرض له المقاومة إلى تشوهات وإشاعات وتضليل

شكراً الحاج محمد عفيف

شكراً الحاجة رنا الساحلي

شكرا اللقاء الاعلامي الوطني

شكراً الزميل علي احمد مدير عام موقع صدى 4 برس الاخباري

شكراً لكل من بذل مجهوداً في هذه الاطلالة على ساحات الشرف

تحية وإنحناء لكل المجاهدين الذين يصنعون الفجر والفخر والحرية

والرحمة للشهداء التي اضاءت دمائهم نوراً

والدعاء بالشفاء لكل الجرحى

ونصراً قريب بإذن الله

IMG_7560 IMG_7463

شاهد أيضاً

شعبان قدم التعازي بوفاة السعدي في مخيم عين الحلوة

قدّم الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان، التعازي بوفاة مسؤول عصبة الأنصار …