بين مجموعتي سيارة للإمام السيد موسى الصدر وللرئيس حبيب أبي شهلا
سماحة السيد موسى الصدر يهم بالنزول من سيارته اولدزموبيل
تتنوع الهوايات وتختلف، لكنها تدخل البهجة والسرور على ممارسيها، منهم من يهوى الصيد وإقتناء الكلاب أو الهررة أو العصافير، أو الحمام، أو الأسلحة القديمة، أو المسابح وأقلام الحبر والأنتيكا أو السيارات القديمة الكلاسيكية، بحيث تهتم فئة من المواطنين بإقتنائها، منهم من يحتفظ بها عن أجداده وآبائه كهواية يمارسونها للمحافظة على موروثات تاريخية وشرائها من بعض الأشخاص، ومن هؤلاء إبن مدينة النبطية الحاج محمد كمال، الذي قصده موقع ومجلة “كواليس”، وكان معه هذا الحوار..
*ماذا تخبرنا عن هذه الهواية والهدف منها وأنواع السيارات المتواجدة عندكم؟
أحتفظ بقول وأردده من وقت لآخر، من ليس له قديم لا جديد له، تعلمنا في المدارس عن قيمة الحضارات التي تُمثل الجذور، ومن ليس له جذور لا أساس له، وبمعنى آخر ما عنده ماضي لا حاضر له.. هذه مقدمة عن سبب تعلقي بهذه الهواية ودخولي عالمها بطريق الصدفة، فوالدي كان يملك سيارة مرسيدس قديمة تعود للخمسينات من القرن الماضي، وحيث نحن متواجدون في مدينة النبطية بإحدى حاراتها ذات الكثافة الصناعية ونعيش أجواء السيارات تصليح وقطع الغيار كما نملك مخرطة، وحصل أن أحد أقربائي أستقدم سيارة قديمة نالت إعجابي كثيرًا بالتزامن مع هواية إبن عمتي الحاج حسين صبّاح الذي يمتلك نفس الهواية وبدأت بشراء أول سيارة نوع دودج موديل 1956، ثم سيارة كليزر 1051، وكرّت السبحة بشراء عدد من سيارات كلاسيكية أينما أجدها ومن أي مرجع كان..
معرض خاص للسيارات القديمة
إلى أن تسنى لي شراء سيارة سماحة السيد موسى الصدر الخاصة، وهي من نوع أولدزموبيل موديل 1967، رقمها لم يزل عليه، كذلك سيارة الرئيس حبيب أبي شهلا وهي من نوع بليموث 1900، لم تزل بحالة جيدة، وكوننا نعرض بعض السيارات في مكان ما على الطريق العام بمنطقة النبطية – حبوش، وتكون محط أنظار المارة وهواة إقتناء السيارات القديمة، فيعرضون علينا ما عندهم ليتم شراؤها، وهكذا دواليك، تكاثرت حتى بتنا نمتلك أسطولًا من 12 سيارة أدرجها كما يلي: سيتروين 1945، كليزر 1950، بليموث 1950 وهي التي كانت عائدة للرئيس حبيب أبو شهر، كليزر1951، ديزوتو 1957، بيجو403/ 1958، دودوج 1957، فيات 1959، بيجو 404/1964، بيجو 404/1964، أولدزموبيل سماحة السيد موسى الصدر 1978.
ولا شك إن أسعارها مرتفعة جدًا كما عدم توفر قطع الغيار وعملية الحدادة والبويا وما يسهل علينا بعض الشيء لمواجهة هذه العقبات وجود مخرطة ومكنسيان خاصتنا يمكننا تصنيع بعض قطع الغيار إذا ما تطلب الأمر ذلك، ومعظم السيارات شغّالة، وشخصيًا أستعمل أحدها مارسيدس 200، في نهاية عطلة الأسبوع للخروج مع عائلتي إلى الطبيعة أو منطقة ما. وإذا ما خُيرّت ما بين أفضلية الأكل والشرب أو السيارات القديمة، أفضل السيارات والمتعة التي اجدها في السيارات القديمة لا يضاهيها أي شيء وبتفصيل دقيق موجز: السيارات الحديثة يمكن فتحها وإغلاقها عبر الريموت كونترول وإدارتها بكبسة واحدة حتى عبر بصمة اليد، وتسير أوتوماتيكيًا مع تحديد السرعة اللازمة بتقنية متطورة حديثة فكل ذلك لا يعنيني أو أستمتع به.. بينما السيارات القديمة هناك آلية لإدارتها من حيث مفتاح الكونتاك ومفتاح للصندوق ومفتاح لغطاء البنزين وفتح الأبواب والزجاح بواسطة اليد، ليس بكبسة زر وإدارتها تخضع لإجراءات بروتوكول من دعسة دوبرياج وبنزين إلى تركيب غيار أول وثاني وثالث ورابع أحيانًا حسب السرعة والطريق والأوتسترادات. وأنا أجد متعة في كل هذه الحركا ت التي نمارسها لإدارة السيارة. أما تقنيات اليوم بإمكانك إدارة السيارة من منزلك حتى بكبسة بسيطة بواسطة بصمة الإبهام. وأنا أشبه ذلك بمن يتذوق أكلة البوشار أنه: “لا يريح الحلق ولا يُشّبع البطنْ”..! وهكذا التعامل مع السيارات الحديثة حتى الراديو كانت مثبتة على موجة واحدة، لذا ملزم بإتباع طرق وحركات متعددة لدى قيادة السيارة فتجد لذة ما بعدها لذة..
الحاج محمد كمال مع شقيقه الحاج رفيق الذي شارك بجانب هذا الحوارالحاج محمد كمال
ومما يجدر الإشارة إليه أن تلك السيارات أعطالها خفيفة بإمكاننا إصلاحها بذاتك أينما توقفت، ونحن شكلنا “غروب” في منطقة النبطية مِمَنْ يملكون أمثال هذه السيارات القديمة، نتجمع وننطلق بمواكب ترافقه دراجات وآليات لقوى الأمن الداخلي قاصدين منطقة في لبنان، وآخرها كان إلى مدينة صور ومنها سيارة سماحة الإمام موسى الصدر وتحمل علم المجلس الإسلامي الشعي الأعلى، برعاية بلديتها وقبلها كان في منطقة النبطية إلى قلعة الشقيف، حتمًا نأخذ إذنًا وتصريحًا من سعادة المحافظ، وفيما خص إقامة معرض دائم لتلك السيارات الوضع الإقتصادي الراهن لا يسمح لنا بإستئجار قطعة ارض لهذه الغاية، كما تم إقامة معرض بجوار حسينية النبطية بطلب من سماحة الشيخ عبد الحسين صادق، وتم عرض فيه اكثر من 25 سيارة منها سيارة فورد موديل 1890، يجرها حصان وهي أول سيارة من تصنيع الشركة وسيارات بدءًا من العام 1927 وطالع..!
وبالنسبة لأسعار السيارات، تتراوح ما بين عشرة آلاف إلى 40 ألف دولار أميركي، وهناك عقبة كبيرة تواجهنا لدى التسجيل في مصلحة السيارات يتم تسعيرها بأرقام عالية مما يتطلب دفع مبالغ باهظة لأجل تسجيلها.
ونطالب بإعفاء تلك السيارات من الرسوم الميكانيكية نظرًا لماكنتها كقطعة تراثية أثرية وهي تمثل حقبة من تاريخ وتراث البلد.
*ماذا ببالك بعد من أحلام وطموح؟
الحلم لا ينتهي، ببالي سيارة مرسيدس لها ذكريات وخصوصية لدى صاحبها، ويعتبرها كأفراد عائلته.
*ولا بد من التطرق إلى هواية الأنتيكا لديكم؟
نحن عائلة آل كمال نقيم جميعًا في هذا الحي ويوجد منزل قديم يعود لأكثر من مئة سنة، نجتمع يوميًا في حديقته ويحوي على مجموعة من التحف الأثرية النادرة والمعدات والأواني التي كانت تستعمل في سالف الزمان.
*وإذا ما أردنا التحدث عن هذه العائلة وحضورها الفاعل على الساحة النبطانية ولا سيما المشهودة لكم بعمل الخير والعطاء في عدة مناسبات ولبعض الأسر المتعففة؟
نحن عائلة متكاملة متكافلة متحابة متضامنة لا تعرف يدنا اليسرى ما تقدمه اليد اليمنى، وهذا من صلب أخلاقنا وسلوكياتنا وإنسانيتنا، ليس فقط لعائلة آل كمال، بل بعدة عائلات ولكل من يقصدنا فلا نبخل من مد يد المساعدة.
وأخيرًا أشكركم جدًا ولنا الشرف الكبير بالتعرف عليكم وعلى إعلامكم المضيء.
فؤاد رمضان