الأدب الشعبي و ثقافة الأسرة المتصلة بجذور وحاضر
يعتبر الأدب الشعبي حتى الربع الأخير للقرن العشرين لغة التخاطب الأدبي للشارع السوري كعرف إجتماعي وينعكس إيجاباً على العلاقات الإجتماعية العامة والخاصة ممثلً أهم ضوابط التوجيه المعنوي في سلوك المجتمع إلى درجة تأثر جميع أفراد الأسرة أسوة بالبيئة المحيطة وكان مسؤولاً بالمطلق عن ثقافة الأطفال و اليافعين إلى جانب النساء في عالمهن الشرقي الخاص بإمتياز.
حيث كان للنساء ثقافتهن الغنائية الدينية والطربية الخاصة وكانت هذه الثقافة هي لسان حالهن للتعبير المشاعري والذي يعبرن من خلاله عن جائشات صدورهن بإرتياح.
فإذا كان من إرث ثقافي متوارث بين الأجيال المتعاقبة فالأسرة هي أيقونته الحاضنة وهي الراعية المورثة له.
وأما عن فترة ما بعد الربع الأخير من القرن العشرين وبدء إغفال هذه الثقافة فليست بالأمر الطبيعي المحض، إنما هو ناجم عن فعل وآداته الحداثة والتطور المتسارع وإنصراف الناس كليا نحوه دون التعاطي معه بمنطقية مما أدى إلى حالة ثبات أشبه بالفاجعة على حين غرةزنتاجها الإنقسام في الآراء بين أفراد الأسرة الواحدة ـ
بدء ًمن الميولات الفنية بتبعياتها المحدثة لهذا الغرض ـ وهنا وجب التنويه لأخطر سلاح لليبرالية العالميةً المستخدم للقضاء على ثقافات الشعوب وأعرافها،
إذ قامت الليبرالية العالمية برسم دائرة هدف جمعت فيها ثلاثية قواعد الثقافة الإجتماعية القومية العرفية وعملت على تزوير كل واحدة على حدى لهدف واحد بغية تفكيك روابطها والإنفراد بأحادية الجزء المفكك عملاً بمعادلة ثلاثية التقسيم ضمن دائرة الهدف، بحيث لا يدرك المجتمع من أين تفكك قواعده الأخلاقية
فإن تفكك جانب التراث الثقافي غفل عنه جانب العقيدة، وإن هلك الجانب العقائدي غفل عنه الجانب الديني فيسهل الأمر على تفكيك الدين دون حمية الطرفين لجمعه مجدداً بثلاثية إندماجية مركبة المزيج منحرفة الاتجاه وهذا ما يسمى بنصف الإستعمار الذي يسبق الحروب.
ـ إذاً لاحظنا كيف كانت البداية من أضعف الزوايا حماية للوصول إلى ما يليها إهمالاً من باب الفراغ التنموي حتى بلوغ أهم حلقات الوصل لمكارم الأخلاق و القيم ـ
إذاً أكرر الإنتباه إلى أن ثقافة الأدب الشعبي كانت أولى حلقات الضعف بالتقادم والإغفال اللذان أديا لعجزها الذي أحدث فراغاً تسلل منه أخطر سلاح الغزو الفكري.
وليد الدبس
… يتبع الاربعاء
سلسلة ثقافة الأدب الشعبي/ج ٦ /
وثيقة إحياء الأصالة عن التراث
💐🌿تحية كواليس🌿💐
هكذا وبكل بساطة يسهب “الاستاذ وليد الدبس الشاعر والأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون” بشرح كيفية تغلغل الاشرار وتفتيت حضارتنا وقيمنا بدءً من الأدب الشعبي المحمل بتاريخنا وارث حضاراتنا والذي كان قبل فترة وجيزة من الزمن لغة الخاطب بين الاسرة بحيث يشكل السهل الممتنع الذي يجمعنا ضمن تعاريف وانماط هي شكلنا وسماتنا ولون بشرتنا حتى بدأ الاسفاف مرتدياً التكنولوجيا وملوناً بالعصرنة ولغات من هب ودب من اشكل الزيف الحضاري والذي يكاد ان يكون مقتلاً ” إن لم نتدارك ذلك قبل فوات الآوان” لثقافتنا وقيمنا والتي على متانة اساسها علينا ان نتابع خطواتنا لمستقبل زاهر يليق بنا وبحضارة امتنا واجيالنا التي علي مسؤولية الفتح العظيم.
فاطمة فقيه