الدكتور المهندس سمير الحسيني.
للساعة حكايات وحكايات تُسرَد كما وكأنها تعود بنا إلى حرب نعمل على نسيانها ونُمْحيها من ذاكرتنا بعد مرورها بسنين.
مُرَّها مازال في ملامحنا ولا حلاوة فيها سوى بإنقضاء عُمرَنا ننتظر عقاربها تمضي ثانية بثانية لعلّنا نمر بها بأقل الخسائر.
أتحفتنا بعض شاشات التلفزة والمواقع الإلكترونيّة إلى الصفحات الإجتماعيّة والمنابر الإعلاميّة وحتى الصفحات الخاصة عِبْرَ ذُبابها و”كلابها وقطاطها” بإخبارات لتتحوّل إلى إختبارات للنفوس المريضة.
حرب ضروس أجّجت ما تبقّى من مواطنيّة لِتُفجِّرها إلى كراهيّة متبادِلة بين طرفين جائعين يشتهون كسرة خبز أو “شقفة عضمة” تُشبِعُهُم من فجع مُزمن على حرب أقسى تُقسِّم البلد إلى “كانتونات” ومزارع وحُصص بأحلام بائت بالفشل سابقاً.
أمرُكَ عجيب يا وطني، ما بين الحلم والواقع والجزء السرمدي و”كُلَّنا للوطن” والعيش المشترك والملح وخبْزَهُ و”عين الرمانة” من البوسطة في السبعينات إلى ما جرى في العشرينات ما بعد الألفين ولبناننا ولبنانكم، وها نحن نُعيد الكرَّة بين ساعة “بالزايد او بالناقص”.
أمرُنا أغرب وأعجب بأننا مازلنا على قيد الحياة، “نتمرمغ” بوحولها ورمالها المُتحرّكة ومُستنقعاتها فنعود لنتنشّق الهواء ونرفع رايات النصر مُعلنين إنتصارنا ورفض الهزيمة تلو الأخرى.
نسينا وجَعُنا وقهْرُنا وجوعِنا وفقرِنا وقلّة تدبير أمورنا ووقوفنا بإذلال بطوابير مُمتدّة “على عينك والنظر” وبتنا نتلهّى بساعة من ساعات لا تُشبِع ولا تُغني عن جوع، بل عَمِلنا على سد “نيعنا” عن مطالبتنا بحقوقنا المهدورة مثلهم كمثل عُمر مضى بساعاته في مهب ريح وطن.
صور في ٢٦ _ ٣ _ ٢٠٢٣.
الساعة : ………………….
الدكتور المهندس سمير الحسيني.