الإختلاف بالمفاهيم و خطر السلاح الفكري ( ج 3 )

وليد الدبس

تباعاً وعلى غرار ما سبق على وتيرة التسلسل في الجزئين الأول  والثاني لذات العنوان أعلاه،
يعتبر تطوير الإختلاف إلى خلاف جريمة فكرية بحتة ترمي إلى صراع فكري يرسخ الإنقسام عمداً وينميه ليصار أن يكون الفكر سلاح و أداة جريمة جماعية يملكها الجميع و يستفيد منها من يجيد ويبرع بتوظيفها كسلاح سهل التسليح و ذاتي التطوير وسريع التطور.

يصبح تلقائي الإشتباك والتعامل بعد جريمته الأولى ويستخدم أدق تفاصيل المواجهة و أكثرها تعقيداً، يتمتع بقدرة مراوغة ومناورة من الصفرإلى لا متناهية

وللتذكير فقط أنا أتحدث عن سلاح الفكر و خطورته وهو السلاح الذي استخدم أواخر القرن الماضي 20 واعتمدت استراتيجيته القصوى في مطلع القرن 21 وبالإعتماد عليه اندلعت الحرب العالمية الثالثة الشاملة التي ساهمت بتسارع تطوير أجياله إلى حد فاق التصور فوصلت خطورته إلى الإنقسام داخل الأسرة الواحدة وتجاوزت حُرمة صلة القُربى من الفروع والأصول حتى أتت على البُنى الإجتماعية فأجهزت على وشائجها لتبدأ عملية التفكك وشرذمة العلاقات الإنسانية كليا ـ

إنها الحرب العالمية الثالثة بنسختها الحديثة والأخطر هي حرب الإعداد والتسليح الفكري للأجيال المتلاحقة حيث يعتمد فيها تكتيكياً على التسليح الفكري ألا مادي بفرضه عبر تقنية التواصل قسرا و بشكل غير مباشر من خلال الإستجرار من العاطفة إلى حيث المراد تعبئته وحقنه بإديولوجيا معدة للمستقبل إلى حيث لا خصوصية للإجهاز تماماً على كل ما يربط الإنسان بذاكرة التاريخ
أو يعود به أدراج ثقافته أو إثنيته الدينية أو الثقافية إلى هنا بات واضحا خطر الفكر المتحول إلى سلاح  تفوق قدرته الآلة الحربية الأشد والأخطر فتكاً و دمار.
و الخطير في الأمر أنه بات الإنسان مسلحاً عشوائياً وجامحاً عن قانون الضوابط الإجتماعية العامة تلك الضوابط التي تصوغ وتنظم العلاقات الإجتماعية بين الفرد و الكل و تكفل أمن وسلامة المجتمع  من خلال منظومة الإستقلال السيادي للدولة ضمن إطار مركزية القانون توافقاً مع حرية الأعراف وحرية المشاركة الفردية والجماعية المنظمة بعناية لتنسيق وتوجيه المشاركة وتصنيفها وتأطيرها بالمناسب لأجل الحفاظ على منهجية الثقافة و التنمية الفكرية.

وليد الدبس

… يتبع غداً

الإختلاف بالمفاهيم و خطر السلاح الفكري ( ج 4 )

💐🌿 تحية كواليس 🌿💐

نعم.. تطوير الإختلاف إلى خلاف جريمة فكرية بحتة ترمي إلى صراع فكري يرسخ الإنقسام عمداً، وهذا ما يحصل في عالمنا بحيث نجد كل الدول تتخابط وتتعارك في حروب شرسة نتيجة اختلافات بعضها يبنى عليه والبعض الآخر مفتعل وكأن هناك نوايا مسبقة لاشعال فتيل هو اخطر من الاسلحة النارية بحيث يزداد الكره بين الاخ وأخيه وامه وأبيه عند يصبح خلافاً يشتد عوده ويحمى وطيسه من دون افادة او ايجابية لاحد، فقط التجرد من الانسانية وتحويل الكون إلى غابات تعافها حتى الحيوانات.

ما يطرحه وبكل الم وصدق ووجع   “الاستاذ وليد الدبس الشاعر و الأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون” هو قرع جرس الانذار للذين ظنوا بانهم الاقوياء بالاصرار عدم تقبل الاخر والتحاور معه للوصول إلى نقطة لقاء تضمن للجميع حقوقهم .

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

الوقت

🌹✍️بقلم يزيد مجيد العبيدي🌹 قبل أن ينفد الوقت، وتُفلت عقارب الساعة من أيدي اللقاء، قبل …